وقال بالفلت، إنه عمل مع 15 طفلاً لم تتجاوز أعمارهم العشرة أعوام على مدار خمسة أيام تعرف خلالها على مهاراتهم وقدراتهم الفنية، وبدأ ورشة العمل بسؤال هؤلاء الأطفال عما يريدون أن يغيروه فى شارعهم أو مجتمعهم، فقالوا له إنهم يريدون أن يزيلوا القمامة وأن يستبدلوها بمنظر جمالى، وبالفعل هذا ما قام بعمله، حيث اعتمد مشروعه على صنع صناديق خشبية ملونة تعلوها الرسومات المختلفة لوضع القمامة بها.
وأشار بالفلت إلى أنه شعر بالذهول حيال قدرة الأطفال المصريين الفنية، فهم موهوبون بالفطرة، وأفضل من نظرائهم الدنماركيين، حيث يستطيعون الرسم أو الإنتاج على مدار ستة أو سبعة ساعات دون توقف، فى حين لا يستطع الطفل الدنماركى الرسم سوى لنصف ساعة أو 45 دقيقة، يقوم بعدها للعب أو لعمل شىء آخر.
وأشاد الفنان الدنماركى بالأطفال الذين وجدهم جادين للغاية ومسئولين على الرغم من صغر سنهم وسرد كيف قام أحمد، وهو طفل مشارك بورشة العمل، بجمع "الباليتات" من تلقاء نفسه لتنظيفها على الرغم من صعوبة ذلك.
وقال إن الأطفال يستخدمون الفرشاة بشكل لم يرَ له مثيلاً أيضاً، فالأطفال عادة ما يرسمون عندما يطلب منهم الرسم منزلاً أو زهوراً، ولكن الأطفال المشاركون استطاعوا مزج الألوان بشكل ملفت وخلقوا شيئاً مبتكراً فى نهاية الأمر.
وأوضح، أن ورشة العمل أفادت الأطفال بشكل كبير، حيث نمت لديهم حس فنى من خلاله تمكنوا من تحويل القبح إلى جمال وشعروا كأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع وأنهم قادرون على تغييره وتجميله، حتى أنهم عرضوا على أصحاب المحلات المجاورة أن يصنعوا لهم صناديق ملونة يضعون القمامة بداخلها لتجميل شارعهم، الأمر الذى رآه يستحق الاستحسان والتقدير.
وأجاب بالفلت عندما سأله اليوم السابع عن انطباعه عن مصر والمصريين، قائلاً "إن هذه الزيارة الأولى لى لمصر ورغم أنى كنت أتوقع بعض العداء من جانب المصريين بسبب الجدل الذى خلفته الرسوم المسيئة، إلا أنى وجدت أنهم شعب ودود وكريم للغاية، ويتسم بكرم الضيافة، فهم شعب طيب لديه مهارة فائقة على خلق الحب وتغيير المواقف السلبية فى أى مكان يذهبوا إليه، ولكنه مع الأسف شعب مقمع"، مشيراً إلى أن كل دولة لها نظام معين له سلبيات وإيجابيات.
وسرد كيف قابله المصريون بود وحب فى الفرح الشعبى بالمطرية، وقال إن الجبن الدنماركى كان أول ما خطر ببالهم عندما علموا أنه دنماركى.
وعن هدفه من المشاركة فى هذا البرنامج، أكد أنه لم يشارك للتكفير عن خطأ ارتكبه غيره، وإنما كان هدفه أن تستطيع المجتمعات تغيير الواقع السلبى بأنفسهم وبأيديهم حتى يعرفهم العالم بشكل أفضل، وهذه هى الطريقة المثلى لتعارف الشعوب على بعضها رغم اختلاف ثقافتها وديانتها، مضيفاً أنه كان يرغب أن يحث الأطفال من خلال ورشة العمل على تغيير سلبيات المجتمع إلى إيجابيات وألا ينتظروا من الجهات المسئولة أن تفعل أى شىء لهم.






