أكثر من 75 مليون مدونة نشطة على الإنترنت، يضاف إليها أكثر من 120 ألف مدونة جديدة كل يوم بكافة اللغات الحية حول العالم، هذه الأرقام دفعت المسئولين فى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تخصيص مؤتمر سنوى للمدونين، يتم فيه مناقشة كافة القضايا المتعلقة بالتدوين ودوره وتأثيره فى المجتمع وكيفية الارتقاء به.
إمارة عجمان استضافت المؤتمر الأول الذى عقد على مدار يومين فى الثامن والتاسع من يونيو الجارى بمشاركة عدة جهات إماراتية وتحت مظلة جامعة الدول العربية، المشاركين فى هذا المؤتمر أجمعوا على أهمية التدوين، مؤكدين أنه وسيلة أتاحت لأصحابها مشاركة اهتماماتهم مع الغير بسهولة ويسر، ثم غدت المدونات وسيلة حرة للتعبير عن الرأى وأداة لتشكيل الرأى العام والتأثير على صناع القرار، وأصبحت فيما بعد صناعة قائمة بذاتها لها مواردها وروادها وسوقا تسعى كثير من الشركات إلى الاستحواذ على نصيبها منه.
كما أكد المؤتمر أن التدوين، صحافة ضد الاحتكار وليس وسيلة ترفيه وفضفضة فقط كما يعتقد البعض، كما اعتبر المشاركون أن التدوين يمر حالياً بمرحلة الفوضى الخلاقة. إبراهيم سعيد الظاهرى مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بإمارة عجمان يقول "إن أبرز معطيات الإنترنت فى عالم المعرفة اليوم هى المدونات الإلكترونية، فقد فرض التدوين نفسه على الساحة بفعاليته وحريته كمنبر للتعبير والتواصل وتبادل الخبرات الإنسانية، مما استحق أن ننظم له مؤتمرا سنويا".
وأضاف"أن هذا المؤتمر السنوى سيكون خطوة هامة للوقوف على الأهمية الكبرى للمدونات بكل ما أحدثته من تحولات وما يواجهها من تحديات، كما أن هذه المؤتمرات ستكون فرصة قيِّمة لتبادل الآراء والأفكار والاستفادة من تجارب الآخرين والخروج بتوصيات مثمرة بناءة".
وقال عبد الرحيم العلام مدير منظمة التنمية الإدارية بجامعة الدول العربية "إن هذا الموضوع يستحق طرح العديد من الأسئلة المهمة مثل: هل يعتبر التدوين بأى لغة معيارًا للتقدم الحضارى للمتكلمين بهذه اللغة ومساهماتهم فى مسار الثقافة والحضارة العالمية؟ أم أن المحتوى وقدره ينبغى أن يكون له وزن فى القياسات؟ هل المرحلة التى يمر بها التدوين بالعربية هى مرحلة من "الفوضى الخلاقة" إذا قبلنا بالمصطلح، أم أنها مسار سيستمر على الرغم من أى جهود للتحسين والتطوير؟ وهل الفجوة بين هذا الطموح فى هذا المجال والواقع هى فجوة كبيرة، وما هى المقاييس العلمية والعملية التى يمكن أن نطمئن لمصداقيتها فى عمليات القياس؟. هل يمكن أن تكون المدونات- عند نضج التجربة- أداة لقياس الرأى فى البرلمان العربى؟".
ومن جانبه قال سالم خميس الشاعر مدير عام الهيئة العامة للمعلومات بدولة الإمارات إنه يوجد العديد من الأسئلة المطروحة للنقاش العام، حول التدوين منها التدوين واللغة، التدوين والثقافة، إشكالية التدوين والصحافة التقليدية، وعلاقة المدونين بالمؤسسة الرسمية، وغيرها".
وأضاف أنه "على الرغم من مرور أكثر من عشر سنوات على نشوء وانتشار ظاهرة التدوين، فما زالت تلك الأسئلة وغيرها تشكل محاور لمقالات وبرامج إعلامية كثيرة" مشيرا إلى أن "الموقف من التدوين شكل ما يشبه الاستقطاب بين صحافة وصفت بالتقليدية وأخرى وصفت بالعصرية، فيما تفاوتت الاجتهادات فى أوساط الحكومة بين من يدعو للاقتراب من عالم المدونين والدخول فيه، وبين من يدعو للحذر والتريث".
الدكتور سيد نجم الذى يعد من أوائل المؤلفين فى مجال التدوين ذكر فى ورقته والتى شارك بها فى المؤتمر الأول للمدونين العرب الذى عقد مؤخراً بدولة الإمارات أن المدونات تنوعت فى خصائص وملامحها، مشيراً إلى أنها تختلف عن بعض الأشكال التفاعلية الأخرى على الشبكة العنكبوتية، كما أكدت الورقة أن التدوين يعتبر علم اجتماع الإنترنت باعتباره وسيلة نشر عامة.
وأكد محمد طلال بدوى أن التدوين يؤكد أهمية تكاملية الشبكات الاجتماعية كنوع من الإعلام الجديد فى ظل زيادة عدد المتصفحين والتطور الكبير الذى أحدثته ثورة الإنترنت فى الإعلام وتراجع حصة الصحافة الورقية، ويبقى التدوين متنفسًا يفيض بما يدور فى وجدان البشر، ومنبرا عاليا لكل من عجز عن إيصال صوته ورسالته للمسئولين أو غيرهم من البشر أجمعين.
لذا خصصت دائرة الثقافة والإعلام بإمارة عجمان موقعاً إليكترونياً للتواصل مع المدونين العرب وطرح الأفكار للمؤتمر القادم وهو كالتالى bloggers@acm.gov.ae
75 مليون مدونة على الإنترنت..
المدونات فى العالم العربى فوضى خلاقة وصحافة ضد الاحتكار
الإثنين، 14 يونيو 2010 05:36 م
75 مليون مدونة و120 ألف مدونة جديدة باللغات الحية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة