أيقظت هذه المذبحة البشعة مشاعر الحقد بين كثير من العائلتين التى تشكل النسيج الاجتماعى للصعيد، بعدما أصبحت هذه المذبحة عنوانًا يداعب خيال بعض أبناء منطقة التبين الذين يطلبون القصاص والثأر لذويهم، فى كيفية انتقام رجال العائلة لشرف عائلتهم وتحقيق هيبتها بين العائلات الأخرى، أى أن مقتل الشاب من عائلة "جبريل" ربما تصبح نموذجًا جديدًا يطل برأسه على أبناء الصعيد للأخذ بالثأر.
وهذه الواقعة أقل ما يطلق عليها أنها مذبحة بشرية شهدها شارع الترعة بحكر التبين ذُبح خلالها الشاب "أحمد. م. ج" حاصل على دبلوم زراعة، وهو فى العقد الثانى من العمر ويعمل مقاولا من عائلة جبريل.
أكد جبريل عم المجنى عليه أن الخلاف الناشبة بين عائلتى "جبريل وظريف" لم يتوقع أن تهون العشرة بينهما والقائمة منذ أكثر من أربعين عاماً ولا توجد عداوة بين العائلتين، ولا توجد تفرقة بين جبريل السوهاجى أو ظريف القناوى.
أحداث الواقعة بدأت مع وقوع مشاجرة بين أطفال العائلتين فى شهر 3 لسنة 2010، وكان ذلك التوقيت يوم جمعة ففوجئ أشقائ "عبد الحفيظ وشعبان" بمعرفة نشوب مشاجرة بين الأطفال فحاولوا تهدئة الأطفال، لكن ظهر لهم "أشرف ومحمد ظريف" ومعهم 45 شخصا آخرين يحملون أسلحة بيضاء وشوم وأسلحة نارية، وعند سقوط "شعبان" أرضا، أطلق أحد الأشخاص عيار نارى أصاب "علاء ظريف" وتوقع المتشاجرون أن شعبان هو من أطلق النار من سلاح بحوزته.
وأضاف على أنهم فوجئوا بعد ذلك باعتقال الشقيقين "شعبان وعبد الحفيظ" فى برج العرب وفوجئ الأهالى أن عائلة ظريف استطاعت شراء سلاح لتدبير عملية الثأر التى تمت وفروا، كما فوجئ الأهالى أن المجنى عليه أثناء مجيئه لأسرته لإعطائهم مبلغ من المال، إلا أن ظهر عليه 3 متهمين، وأطلقوا عليه عدد الأعيرة النارية أودت بحياته، ليقوم والد المتهمين بعد ذلك بإظهار بندقية آلى فرحاً بالأخذ بالثأر لابنه.
وبدأت التفاصيل فى الحادث الثانى ببلاغ إلى شرطة النجدة بإطلاق الرصاص على أحمد محمد محمود جبريل "عامل"، وإصابته بطلقات نارية فى الصدر والبطن حتى لفظ أنفاسه، شكل اللواء مصطفى بدر، مدير الإدارة العامة لمباحث حلوان، فريق بحث قاده العميد علاء فتحى، رئيس المباحث الجنائية، وتبين من التحريات أن وراء ارتكاب الجريمة كلا من "ظريف.ع" (٦٥ سنة) موظف بالمعاش، ونجليه خالد (٣٢ سنة) مبيض محارة، وأحمد (٢٧ سنة) عامل.
وأضافت التحريات أن المتهمين يقيمون فى قرية "حكر التبين البحرى"، وأنهم ارتكبوا الواقعة أخذا بالثأر، وأن عم المجنى عليه تم اتهامه بقتل شقيق المتهمين الثانى والثالث منذ شهرين، إثر مشاجرة نشبت بينهما وألقى رجال المباحث القبض على المتهم فى الواقعة الأولى، فقرر المتهمون الانتقام من أحد أفراد عائلة المتهم بقتل ابنهم ودبروا أسلحة آلية، ونصبوا كمينا أمام منزل الضحية، وأطلقوا عليه وابلاً من الرصاص، إلا أنه تم القبض على المتهمين وبحوزتهم الأسلحة المستخدمة فى الجريمة.
وأمر خالد حسن وكيل نيابة التبيين بحبس خفير ونجليه 4 أيام على ذمة التحقيق، بتهمة قتل مقاول عمدا مع سبق الإصرار والترصد، انتقاما لمقتل ابنه على يد عم القتيل.
حققت النيابة مع كل من "خالد. ظ" (28 سنة) عامل، وشقيقه أحمد (27 سنة) عامل، ووالدهم الخفير، بعد اتهامهم بقتل "أحمد. م. ج" (25 سنة) مقاول، للأخذ بثأر أحد أفراد الأسرة "علاء الدين"(21 سنة) الذى قتله عم المجنى عليه.
تم القبض على المتهمين بمنطقة مقابر التبين أثناء زيارتهم نجلهم لإخباره بأخذ الثأر، وبحوزتهم 2 طبنجة وبندقية آلية و3 خزائن تحوى طلقات، حيث تم إحالة الأحراز إلى المعمل الجنائى، وأفادت التحريات أن المتهمين قتلوا المجنى عليه بجوار مسكنه، إضافة إلى وقوف والد المتهمين على جثته، وإطلاق أعيرة نارية فى الهواء ابتهاجا بفرحته بالثأر لنجله.