يؤكد الدكتور محمود عبد الرحمن حمودة رئيس قسم الطب النفسى بجامعة الأزهر والحائز على جائزة الدولة للطب النفسى، أن الصحة النفسية لمتلقى الوسائل الإعلامية لن تتحقق إلا برؤية الجانب الإيجابى المضىء من الحياة، أما ما تبرزه هذه الوسائل وما تضعه فى دائرة الضوء من سلبيات ومشاكل وإحباطات فإنه يترتب عليه نوع من الاكتئاب سواء للإنسان المحبط الذى ربما يشاهد ما يعبر عن واقعه إلى حد ما أو حتى للإنسان المتوازن نفسيا.
إذ إن المضامين التى تقدمها الوسائل الإعلامية على اختلاف أشكالها تؤدى إلى حالة من التنويم للمتلقى ويسترسل معها، وتقوم بعمل التأثير الإيحائى من خلال المتابعة المتسلسلة لمادة إعلامية بعينها، مما يؤدى إلى ترسيب الأحاسيس الكئيبة فى وجدان ونفسية المتلقى دون دراية وبشكل لا إرادى.
ويضيف د.محمود أنه حتى وإن كانت تلك المضامين الإعلامية المقدمة تعبر عن الواقع إلى حد ما، فإن هذه الوسائل تظهر ذلك الواقع بشكل فج به نوع من المبالغة والتضخيم، إضافة إلى أنه لا يتم التركيز والعلاج الموضوعى لهذه المشاكل والسلبيات المطروحة.
وحتى تكون الوسيلة الإعلامية على قدر عال من المهنيّة ومراعاة لأخلاقيات العمل الإعلامى، فإن ذلك يتطلب أن تكون نسبة 25% فقط لطرح المشاكل والسلبيات، وأن تكون نسبة 75% ليتم ترسيخ المعانى الإيجابية، والتأكيد على قيم الإنتاج والعمل، إذ إن النماذج التى يتم التركيز عليها سلبية كانت أو إيجابية تشجع على تقليدها والاقتداء بها.
وإذا أردنا أن نرقى بالشخصية المصرية التى تراجعت فيها صفات طالما عرفت بها، فإن وسائل الإعلام هى عامل رئيسى مع التعليم والأسرة فى بث تلك القيم الإيجابية وإبرازها كقدوة ومثل يحتذى به.
وسائل الإعلام تؤثر فى مزاجية الشخصية المصرية
الخميس، 10 يونيو 2010 05:59 م
وسائل الإعلام تؤثر فى مزاجية الشخصية المصرية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة