تركيا.. بوابة «موسى» لرابطة الجوار العربى فى مواجهة إسرائيل

الخميس، 10 يونيو 2010 04:32 م
تركيا.. بوابة «موسى» لرابطة الجوار العربى فى مواجهة إسرائيل عمرو موسى
رسالة إسطنبول - آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

◄◄ الأمين العام للجامعة العربية: أسطول الحرية نقطة تحول فى العلاقات العربية التركية

من الاقتصاد اختارت الجامعة العربية أن تبدأ أولى جولات حوارها مع الجارة الإقليمية تركيا، التى يعول عليها الأمين العام للجامعة عمرو موسى دورا كبيرا لتنفيذ مشروعه رابطة الجوار العربى، معتبراً أن تركيا ستكون النموذج الأمثل لتعميم المشروع على بقية الدول.

البداية ستكون بالمنتدى الاقتصادى العربى التركى الذى سيبدأ أعماله بعد غد الخميس فى مدينة أسطنبول التى ترتبط تاريخيا بعصر الخلافة العثمانية التى شملت غالبية الدول العربية، فى إشارة تركية إلى رغبتها هى الأخرى فى الحوار الجدى مع العرب.

رغم أن المنتدى اقتصادى من الدرجة الاولى، فإن السياسة ستأخذ الحيز الأكبر، خاصة أنه يأتى بعد أيام قليلة من الاعتداء الإسرائيلى على أسطول الحرية الذى كان متجها لكسر الحصار عن قطاع غزة، الذى أدى إلى مقتل 9 من النشطاء الأتراك، وهو ما أحدث نوعاً من التقارب العربى التركى، كان نتاجه دعوة موسى العاجلة لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة حضره سفير تركيا لدى القاهرة حسين عونى تعبيرا عن تضامنه مع تركيا.

وأعلن موسى أن «أسطول الحرية» يعد نقطة تحول تاريخية فى العلاقات العربية التركية التى أصبحت الآن شريكة للعرب، معرباً عن أمله فى أن يكون حضور السفير التركى بدية لتعاون مستقر بين أعضاء الجامعة وتركيا.

وطبقا لما قاله موسى فإن المنتدى الذى سيجمع كبار المسؤولين والسياسيين والاقتصاديين فى الدول العربية ونظرائهم الأتراك سيمثل انفتاحاً كبيراً بين الطرفين، وبدلاً من أن الدول العربية كانت ترى تركيا على أنها منافس إقليمى تبحث عن دور فى المنطقة تحقيقا لأهدافها، فإنها ستذهب للمنتدى من منطلق الشراكة، وهو ما أكده أستاذ العلاقات الدولية بجامعة إسطنبول أحمد أويصال، مشيراً إلى أن المنتدى الذى بدأ دورته الأولى فى العام 2008 بعد توقيع مذكرة تفاهم بين الجامعة العربية وتركيا بالتعاون فى المجال الاقتصادى سيشهد هذا العام تعاونا على المستوى السياسى والثقافى أيضاً، وذلك عقب التنسيق السياسى الذى خلفة «أسطول الحرية».

ورغم بدء هذا التطور منذ سنوات فإن أويصال يرى أن زيادة الانفتاح السياسى ستؤدى إلى تسريع المشاريع الاقتصادية المشتركة وتعطى دافعا إلى تنفيذ ماسيتم الاتفاق عليه فى المنتدى.

وكانت الدورة الثانية للمنتدى التى عقدت فى ديسمبر 2009 شهدت اتفاقات فى التجارة والتمويل والأعمال المصرفية والسياحة والطاقة والمياه والبيئة والتنمية المستدامة والأمن الغذائى والمقاولات وتقنية المعلومات والإحصاء، والتعاون فى مجالات وسائل النقل البرى والجوى والبحرى، بهدف دعم تدفق التجارة وإقامة شبكة سكك حديدية للربط ما بين منطقة الخليج العربى وأوروبا عبر تركيا، إلا أن هذه المشاريع لم يسمع أحد عن تنفيذها ولم تعيرها بعض الدول العربية اهتماما، وهو ما أرجعه أويصال إلى ضعف الإرادة العربية، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك دور إيجابى للجامعة العربية تحت قيادة عمرو موسى فى التشاور وتقريب وجهات النظر وتنسيق المواقف المستمرة، قائلا: «أعتقد أن حاليا وفى ظل تحركات موسى أصبحت هناك علاقات إيجابية جداً، وربما تحل أزمة أسطول الحرية ضعف الإرادة العربية».

موسى بدأ مبكرا بالإعداد لمشروع رابطة الجوار العربى، حيث أرسلت الجامعة العربية هذا العام بعثة لها فى أنقرة لتكون قناة وصل بين الجانبين، وأكد مؤخراً أنه توصل إلى آلية لإنشاء الرابطة وتم إرسال مذكرة بها لكل الدول العربية، كاشفا عن تلقيه اتصالات من بعض دول الجوار مرحبة بمد اليد العربية لهم لتشكيل منتدى أو محفل أو رابطة تضم كل الدول، مضيفا أن هذا يظهر أهمية المنتدى العربى التركى.

ويؤكد الدكتور محمد السعيد إدريس، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن رابطة المنتدى العربى التركى تأخرت كثيرا، فهى آلية للتشاور والحوار وخلق تنسيق للمواقف والتعاون المشترك ومواجهة التحديات ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى أن تركيا فى ظل تغيير لإستراتيجيتها التى أسسها كمال أتاتورك 1923 على مبادئ العلمانية المناهضة للدين فى ظل صعود حزب العدالة والتنمية ذى الأصول الإسلامية بزعامة رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء، تتجه إلى العرب والمسلمين وتدعم مصالحها فى الشرق الأوسط، ولكن السؤال الذى طرحة أدريس هو هل العرب فى ظل استعداد تركيا مؤهلين للقيام بمثل هذا الحوار المتطور.

إدريس اشترط خطوة أولى لإنشاء مثل هذه الرابطة، وهو أن يتجانس الموقف العربى أولا، وأن يكون العرب قوة متماسكة، لأن الانفراط والتباعد يؤدى إلى ذوبان العالم العربى، مؤكدا صعوبة تدشينها وسط عدم اجتماع القادة العرب على كلمة واحدة، ومراعاة فريق منهم للمواقف الإسرائيلية والإمريكية، لافتاً إلى أن ماحدث لأسطول الحرية كشف عن عيون الجميع الغمامة، وأدركت كل الجهات أن هناك عدوا واحدا للمنطقة هو إسرائيل، معتقدا أن نهاية الحصار الإجرامى للقطاع بدأت تتهاوى سواء بجهود عربية أو مصرية أو إسلامية، فلابد من توحيد العلاقات بين القوى فى المنطقة وتدعيم العلاقات سواء العربية التركية أو العربية الإيرانية، وآن الأوان للتغاضى عن الاختلافات فى وجهات النظر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة