تتناول مجلة ذاكرة مصر المعاصرة فى عددها الثانى الصادر عن مكتبة الإسكندرية، قصة ورق البنكنوت منذ إصداره والحذر الزائد الذى اتبعه الناس فى التعامل مع الورق إلى رواجه حتى اليوم.
ففى سياق باب كلاكيت ثانى مرة نشرت المجلة مقالا قديما بعنوان "ورق البنكنوت يتناول تاريخ الإصدار الورقى للنقود". وتجيب المقالة عن تساؤلات مثل: كيف اسُتبدل الذهب والفضة بالورق؟! فقديمًا كانت الدنانير الذهبية والدراهم الفضية والفلوس النحاسية هى العملة التى يتداولها الناس فى كافة معاملاتهم. وتحاول المقالة الوصول لحقيقة هذا الأمر ودوافعه.
وتشير المجلة إلى أن أهمية البنكنوت (أى ورق البنك) زادت زيادة عظيمة بعد نشوب الحرب العالمية الأولى، فأصبحت تتناقله الأيدى بدلاً من النقود الذهبية والفضية. وتذكر أن أول من فكر فى إصدار الأوراق المالية (البنكنوت) وأخرج فكرته إلى حيز العمل بالمستروخ مؤسس بنك ستوكهلم فى اسوج سنة 1656.
وحول إذا ما كان يؤذن بإصدار البنكنوت لأى بنك شاء أم اختصت بنوك محددة بهذه الوظيفة؟ يجيب الدكتور خالد عزب رئيس تحرير المجلة، قائلاً: كان لهذه المسألة شأن عظيم فى تاريخ أوروبا الاقتصادى فتضاربت فيها الآراء وانقسم الاقتصاديون إلى فريقين مهمين متناقضين؛ فريق يقول بعدم تقييد إصدار ورق البنك بشرط Banking Principle وفريق يقول إنه لا يجب أن يصدر البنك ورقة واحدة ما لم يكن عنده فى الخزينة ما يعادل قيمتها ذهبًا Currency Principle. ومعظم الدول اليوم قد اختارت حلاًّ وسطًا لهذه المشكلة فهى تستلزم أن يكون لدى البنك كمية من الذهب تضمن للمتعاملين بورق البنك إبدال ورقهم نقودًا إذا اقتضت الحال ولكنها تقبل على الإجمال أن تكون قيمة الذهب المخزون أقل من قيمة الورق الصادر على شرط أن تحفظ بينهما نسبة معينة.
وتحت عنوان "البنكنوت يدخل مصر"، ذكرت المقالة أنه بموجب ديكريتو بتاريخ 25 يونية سنة 1898، مُنِح للبنك الأهلى المصرى امتياز حق إصدار البنكنوت فى القطر المصرى. فقد منحت الحكومة المصرية هذا البنك حق إصدار البنكنوت ولم يكن البنكنوت معروفًا فى القطر المصرى قبل تلك السنة وقد تعهدت الحكومة أن لا تمنح الامتياز لسواه.
ويشبه نظام البنك الأهلى المصرى نظام بنك إنجلترا تمام الشبه فكلاهما مقسوم إلى قسمين مستقلين؛ قسم مخصص لإصدار البنكنوت والقسم الآخر لسائر أعمال البنوك. ويجب على البنك أن يحفظ فى خزائنه من الذهب ما يساوى نصف قيمة الأوراق المالية المتداولة وأن يضمن النصف الآخر منها بسندات وأوراق مالية معينة. وللحكومة أيضًا أن تعين مقدار البنكنوت الذى يجب أن يصدره البنك من الفئات المختلفة حسب الاقتضاء (فئات ورق البنك الأهلى هى: 50 قرشًا و100 قرش و500 و5000 و10000 قرش.
تجدر الإشارة إلى أن مجلة ذاكرة مصر المعاصرة مجلة ربع سنوية صادرة عن مكتبة الإسكندرية عن مشروع ذاكرة مصر المعاصرة، وهو المكتبة الرقمية التى تضم تاريخ مصر من عهد محمد على وحتى نهاية عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
مجلة ذاكرة مصر تروى قصة دخول ورق البنكنوت لمصر
الثلاثاء، 01 يونيو 2010 07:59 ص
عملات مصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة