"هاتقبى جامد يا حامد، بالتأكيد رصيدك ها يزيد، العبرة فى الصلابة، 36 ساعة من التواصل المستمر"، هذه هى بانرات الإعلانات عن المنشطات الجنسية التى انتشرت فى الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، وخاصة فى الفواصل الإعلانية فى الأفلام لا سيما المخصصة للكبار فقط، ووفقا لنظرية "الشىء لزوم الشىء"، بدت المنشطات وكأنها متطلبات ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها، وربما تكون أيضاً إشارة على ضعف الصحة الجنسية عند الرجال المصريين، أو وكما يراها البعض جزءاً من ثقافة شعبية موروثة.
يقول "ع. م" بائع ورد: "لم آخذ منشطات غير مرتين بس فى حياتى، أول مرة كانت ليلة دخلتى، وكانت من قبيل الهدية والمجاملة، حيث أعطاها لى صديق ليلة فرحى، وهذا أمر طبيعى فى منطقتنا بما أنها منطقة شعبية، فالكل يفعل ذلك ويقول زيادة الخير خيرين، لكن حاليا بعد الزواج يعتمد على الأعشاب الطبيعية، لأن الكثير نصحونى بذلك، وأنها أفضل من المنشطات الكيميائية.
أما "أ.م " سائس سيارات فيقول: "لازم كل شهر تقريبا يكون معايا قرص منشط رغم أنها لا تفعل شىء زيادة معى لكنى تعودت على ذلك بطبيعة شغلى، فكل أسبوع مثلا يركن عندى دكتور، فبدل ما بآخد منه فلوس بعد الركنة بيعطينى قرص هدية، فبجد معه علب مجانية كثيرة فى السيارة، فبيعطينى قرص أو قرصين على حسب حالته المزاجية.
ويضيف " أ.م ": الحمد لله مخلف ولد وبنت والحال تمام، وباعتبر المنشطات مقوى عام للجسم، أما " ص.ص" فيقول: بالتأكيد بآخد منشطات لأن الإنسان لو موجود فى بيئة جيدة ليس بها تلوث مش ح يكون محتاج يتعاطى منشطات، لكن فى حالتنا السيئة لازم آخدها، إحنا بناكل أكل ملئ بمواد مسرطنة والهواء ملوث وكله عوادم وكل شىء من حولنا ملوث، فالذى يقول لم أتعاطى منشطات وصحتى قوية جدا، كداب، لأنه من المستحيل أن نكون موجودين وسط هذا الكم من التلوث وتظل صحتنا هكذا.
لكن " ع.ع" قال: إنه يعرف أصدقاء له زوجاتهم بتشترى لهم المنشطات كنوع من الهدايا، فليس هناك كسوف بين الزوج وزوجته، فأنا عن نفسى موافق على هذا المبدأ، رغم أنه محرج للرجال، بس ليه لأ؟ فإذا لم أكن صريحا مع زوجتى بالتأكيد ستكون حياتنا فاشلة، وعن نفسى لم أتناول المنشطات إلا إذا احتجت إليها وشعرت أنى فعلا مرهق ومحتاج لقرص منشط، فبشتريه من أى صيديلة مثل أى دواء آخر.
وعلى الرغم من الانتشار الواسع الذى حققته المنشطات الجنسية فى علاج الضعف الجنسى للرجال، أكد متخصصون فى أمراض الخصوبة والعقم أن بعض أنواع المنشطات الجنسية تؤثر سلبياً على وظائف الحيوانات المنوية، وربما الخصوبة لدى الذكور، وحذر خبراء أمراض الذكورة والعقم بالقاهرة، من غياب ثقافة العلاج الآمن لمشاكل الضعف الجنسى، مؤكداً أن عددا من العقاقير والمنشطات الجنسية التى انتشرت مؤخراً فى الدول العربية قد تسبب العنف السلوكى الشديد للرجال المسنين والشباب المقبلين على الزواج، ويزداد مفعولها فى حال تعاطى بعض المضادات الحيوية، وتسبب كذلك زيادة فى حجم الصدر للرجال، وفى اصفرار كالسيوم الدم، مما يحدث تشنجات عصبية واختلالاً فى ضربات القلب واحمراراً فى الوجه ونقصاً فى عدد الحيوانات المنوية ينتج عنها العقم بعد فترة قصيرة.
يشير الدكتور حامد عبد الرحمن، أستاذ أمراض الخصوبة والعقم بكلية طب قصر العينى بالقاهرة، إلى أن العائق الوحيد الذى يواجه انتشار ثقافة العلاج الآمن لمشاكل الضعف الجنسى فى الوطن العربى تحديداً يتلخص فى التأخر كثيراً فى استشارة الطبيب المختص فيما يخص اختلال القدرة الجنسية خوفاً من كلام الناس واعتبار الرجل غير مكتمل الرجولة، فيلجأ إلى استعمال أدوية وعقاقير وأعشاب يصفها له بعض من ليست لهم علاقة بالطب، فتكون النتيجة تدهور حالته الصحية أكثر فأكثر.
ومن إحدى الصيدليات الكبرى فى القاهرة يقول دكتور صيدلانى عادل نجيب: "من خلال تعاملى اليومى فى بيع هذه المنشطات فالشريحة الأكبر التى تتعاطى المنشطات الجنسية هى الشريحة البالغة من العمر 40 عاما فأكثر.
أما الشباب التى تتعاطى منشطات جنسية فمن المؤكد أنهم بيتعاطوا فى الأساس مخدرات، فذلك يؤثر على صحتهم الجنسية، فيلجأون للمنشطات الجنسية للتمتع بحياة أفضل.
ويضيف دكتور عادل: "من وجه نظرى الشخصية أن ازدياد الإعلان عن المنشطات الجنسية له سببين، أولا زيادة الفيديو كليب والمناظر الجنسية الكثيرة المسببة نوع من الهيجان الجنسى وجعل الجمهور المصرى يشتاق جدا للعملية الجنسية، أما السبب الثانى هو صحة الشعب المصرى التى بدأت تضعف بسبب زيادة التلوث وزيادة الهرمونات فى الأكل، مما أدى إلى زيادة الطلب على المنشطات الجنسية ومن ثم زيادة الإعلانات عنها.
ثم قال عن كفاءة المنشطات ونتائجها أن أقوى المنشطات هى الفياجرا، وقد قامت بعض الشركات بأخذ المادة الفعالة وعملت الكثير من الأدوية المقلدة لها، فالفياجرا قل تداولها لأنها غالية جدا وبدأ تداول الأدوية الرخيصة، ولكن بشكل عام هى مقويات عامة فقط وليست مثل الفياجرا، فالفياجرا مخصصة فقط لتقوية الانتصاب، والإعلانات هى التى تحدد ماذا يريد المريض، فحين يرى المريض الإعلان وفيه صورة امرأة جميلة يأتى ويأخذ الدواء المعلن عنه، وإذا أثبت كفاءة معه يعمل له دعايا بينه وبين أصدقائه، وهكذا فأكثر الأنواع تداولا منشط سنافى وايرك وفيركتا.
أما الدكتور إسلام عبد العاطى "صيدلى" فيقول: إن الأزمة ليست فى الإعلانات، لكن فى المستهلكين، فصرف هذه المنشطات لا يتطلب روشتة من الطبيب فتجد كل من يشعر بأنه ليس فى الفورمة على الفور يأتى للصيدلية ويشترى حبة المنشط.
ويضيف دكتور إسلام، أن عدد بيع علب المنشطات تختلف من منطقة لأخرى، مثلا فى المهندسين نبيع 3 علب فى اليوم قرص فى قرصين على مدار اليوم، لكن مثلا فى المناطق الشعبية يصل عدد العلب المباعة إلى8 علب، وتباع بالقرص أيضا، وسعر القرص من 3-5 جنيهات فى المتوسط.
أما بالنسبة لسن الذين يتعاطون المنشطات فهم غالبا فى سن الثلاثين وربما أكثر قليلا، وحين يأتون للشراء منهم من يستحى وهو يطلبها ومنهم من يرسل ابنه أو أخ أصغر له حتى لا يسبب لنفسه إحراجا، لكن هناك من يطلبها بكل جرأة.
