هل تتعايش مع عيب حبيبك أم تفضل "مراية الحب عمياء"؟

الأحد، 30 مايو 2010 03:04 م
هل تتعايش مع عيب حبيبك أم تفضل "مراية الحب عمياء"؟ نعمت عوض الله مستشار اجتماعى وتربوى
كتبت آية نبيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"رومانسى ومش بخيل، منظمة ومش عنيدة، ميكونش شكاك، تكون مخلصة"، صفات تسمعها كثيرا عن فتى أو "فتاة الأحلام"، وغيرها مما يحددها الشاب أو الفتاة عن شريك الحياة، صفات ربما لا تجدها بمجرد الارتباط بطرف آخر، منا من يقبل ويواصل تحت شعار "مراية الحب عمياء"، وهناك من يفيق ويتطلع للمستقبل ويتساءل: هل أستمر على عيبه لأنه يحبنى؟.

تجيب الدكتورة نعمت عوض الله، مستشار اجتماعى وتربوى، قائلة: "كل واحد يعرف الصفات التى لا يقدر أن يستغنى عنها، وغالبا تكون صفات ملازمة فى حياته وأصبحت طبعا فيه، هذه الصفات تستمر معه للأبد".

لذا من الضرورى عند اختيار شريك الحياة، الذى سيستمر معك بقية حياتك، أن يكون متوافقا مع الأساسى منها، وهو غالبا تكون صفة أو اثنتين، أما بقية الصفات قد تكون ثانوية أستطيع التغاضى عنها أو التأقلم معها، ولا يجب أن أعتمد على الحب فقط، لأنه بعد الزواج تهدأ المشاعر، وتدخل ظروف ومسئوليات وضغوط أخرى، وتصبح الرومانسية آخر شىء، ووقتها لن يبقى سوى الطباع التى من الصعب تغييرها".

وتضيف، "لازم يكون عندى تخيل وأنا مقبلة على الزواج لكيفية التعامل مع صفات زوجى أو زوجتى، فإذا كانوا متفقين لن يكون هناك مشكلة، أما إذا لم تكن هذه الصفة موجودة فيكون الفيصل هو قرارى، الذى سأتحمل عواقبه السيئة قبل الحسنة، فإذا كان الزوج مثلا شكاك يجب أن أعلم أن هذه الحالة ستمتد إلى ما بعد الزواج، وقد تصل إلى حد ألا يجعلنى أخرج إلى الشارع أو يشك فى أصحابى أو حتى أخواتى، فإذا لم أكن أدركت هذه الصفة من وقت الخطوبة وتخيلت مداها، سينتهى الحال إما بطلب الطلاق أو الحياة الأقرب إلى الموت حفاظا على أطفال أو خوفا من كلمة مطلقة"، وتعجبت نعمت وقالت: "وجع فض العلاقة قبل الزواج وإن كان قاسيا، لكنه أرحم ألف مرة من معاناة ما بعد الزواج".

وطرحت نعمت مثالا يدلل على حديثها قائلة: "اشتكى لى أحد الشباب حديث الزواج من زوجته التى اكتشف أنها مش عارفة تدير البيت لدرجة تجعله يبحث عن قمصانه فى الصباح قبل ذهابه إلى العمل والأصعب شبكات العنكبوت التى تغطى أسقف الشقة وكان أول ما لاحظته على هذا الشاب أنه يعشق النظام أما زوجته فهى عكسه تماما، ولم تعتاد عليه وهى تتعامل بطبيعية فلا تدرك أن عدم النظام مشكلة ستؤرق حياتهم".

أوضحت الدكتورة نعمت أن الحل يكمن فى فترة الخطوبة التى لا يجب أن تكون مجرد "رغى فى التليفون يقتصر على كلام الحب والرومانسية، وقالت: "التليفون يرفع الكلفة بين الطرفين ولا يكشف الطباع، لو عايزين يستغلوا الخطوبة صح لازم يكون التعامل وجها لوجه وفى أكثر من موقف، فمثلا نتبادل الزيارات العائلية ونلاحظ التصرفات مع الأهل، نخرج خارج المنزل لنتعرف على طرق التعامل مع الحياة الخارجية وهنكتشف حاجات كتير لا يجب أن تعبر مرور الكرام، وإنما ناخدها فى الاعتبار ونتأكد هل هى صفة أم موقف عادى"، أوضحت كلامها قائلة "يعنى مثلا فيه واحد وهو ماشى فى الشارع لا يعير اهتمام للى ماشى معاها، وفيه آخر بمجرد أن يحتك به أحد الأفراد تجد يتعصب ويتلفظ بكلام بذئ، قد تكون هذه صفات يتعامل بها مع مشاكله، وبالتالى ستكون الفتاة أحد المستقبلين لهذه الصفات".

وهنا وجهت الدكتورة نعمت نصيحتها إلى الأهل بضرورة إعطاء الفرصة للطرفين التعرف على بعض، وقالت: "من المستحب ألا تقل فترة الخطوبة عن 3 أشهر إذا كان هناك سابق معرفة، وتصل إلى 6 أشهر إذا لم يكون هناك معرفة"، معتبرة أن أول 3 أشهر هى مرحلة تبادل الحب، لذا لا يظهر فيها العيوب بشكل كبير، وأضافت، "يجب أن نستمع إلى نصائح الأهل أو الأصدقاء إذا لاحظوا عيوبا معينة، لأنهم بيكونوا أكثر خبرة وشايفين حاجات ممكن الحب يعميها عنا، لكن فى الوقت ذاته يجب أن يكون ذلك من شخص جدير بالثقة وعنده خبرة، مش أرفض واحدا عشان واحدة صاحبتى قالتلى عليه مش لذيذ".

وأبدت نعمت عوض الله استياءها وحزنها من اختلال مقاييس اختيار شريك الحياة هذه الأيام، قائلة: "للأسف أغلب الشباب أصبح لا يهمه إلا الجمال، فيتغاضى عن أى عيوب، رغم أنه غير باق يذهب مع الزمن ولا نعلم ما تخفيه الأيام، رغم أننا لو ركزنا سنجد أن الأشخاص الذين نعتاد عليهم ننسى أشكالهم بعد فترة ولا نتذكر إلا طباعهم".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة