هناك وزراء يحبون الظهور الإعلامى، وبرامج التوك شو، ينتظرون الفرصة للظهور بمناسبة أو دون مناسبة فى البرامج التليفزيونية المختلفة للتعليق على حدثٍ ما، أو طمئنة الناس على قرار سياسى أو وضع اقتصادى تمر به البلاد، إن متابعة المشاهد الذكى لهم تولد انطباعاً لديه عن كيفية عملهم وتأثيرهم فى صنع القرار السياسى داخل البلاد.
أحد هذه البرامج التى يحب الوزراء الظهور فيها هو برنامج البيت بيتك سابقا ـ مصر النهارده حالياً، وزراء التعليم، والصناعة، والقوى، العاملة هم من أكثر الوزراء ظهورا فى البرنامج، غير أن المشاهد لا يهمه كثيرا تلك الرؤية الوزارية المطروحة فى البرنامج عن مدى التقدم الذى وصلت إليه الحكومة والعمل الوزارى، وذلك طبعا من وجهة نظرهم التى لا تخرج عن سياسة الحكومة.
فى ظل أزمة أنفلونزا الخنازير وقبلها الطيور كان الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة ضيفا شبه دائم على البرنامج، أفاض فيه وزاد فى أمر التطعيم والجرعات التى تعاقدت بشأنها الوزارة، ومن ثم من لهم الحق فى الحصول على التطعيم اولا ومن هم ثانيا، إضافة إلى الإحصائيات اليومية التى كانت تخرج من الوزارة عن أعداد المتوفين، وحالة المجتمع، والتدابير الواجب إتباعها، وانتهى الأمر إلى لا شئ، وغاب الوزير عن البرنامج، أما الأجدر وقبل الغياب كان لنا أن نعرف من سيادته شيئاً عن تلك القصة العجيبة، التى كما ظهرت فجأة ـ اختفت أيضا فجأة وربما كان وراءها شركات الأدوية العالمية كما ذكرت بعض التقارير.
الوزير محمود محى الدين وزير الاستثمار هو متحدث لبق، وتبدو رغبته وحبه الإعلامى واضحة، فقد تحول ذات مرة فى برنامج البيت بيتك للقيام بدور المذيع فى إحدى المناسبات التى فاز بها المنتخب المصرى لكرة القدم، وهو له رغبة لا ينكرها فى العمل الإعلامى بعد الوزارة، وقد دار حوار بينه مؤخراً وهو فى أبو ظبى وبين مقدم برنامج مصر النهاردة، قام الوزير بتغطية رحلته صحفيا بنفسة لمقدم البرنامج .. عندما راح يتحدث عن رحلته إلى الإمارات ثم الصين، وعرج فى حديثه إلى التحدث عن أزمة اليونان، ولم ينقصه فى نهاية الحديث إلا أن يقول "د.محمود محى الدين مراسل التليفزيون المصرى من أبوظبى" وهذا النشاط الإعلامى ربما يطرح سؤالا لماذا لا تقوم الوزارات خاصة التى يرأسها رجال أعمال يملكون الكثير من المال ويعشقون الإعلام من إصدار مطبوعات وزارية أو مجلات يكتبون فيها ومعهم العاملين فى تلك الوزارات، لعل أن يصبح لذلك مردودا جيدا فى تنشيط الثقافة فى قطاعات الموظفين فى مصر.
الوزيرة عائشة عبد الهادى هى الأخرى تظهر أيضا كثيرا فى ذات البرنامج، وقد تتدخل فى بعض الفقرات الإنسانية لتقديم مساعدة أو تبرع مالى شخصى لمصاب أو مريض وهو شعور إنسانى نبيل جميل، لكن إذا كان هذا هو شعور الوزيرة النبيل.. لماذا إذاً لا تعطى نفس الاهتمام والعناية لعشرات العمال المعتصمين أمام مبنى مجلس الشعب أو فى مقار شركاتهم؟ لماذا لا تصحب كاميرا البرنامج مثلا وهى تحاورهم وتتفاوض معهم حول حقوقهم؟ وهى تملك من الصلاحيات والقرارات ما يمكن أن يساعد هؤلاء المتضررين، أم أن العمل شئ والظهور الإعلامى شئ آخر.
* اعلامى مصرى مقيم فى المانيا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة