"المثقفون وكرة القدم" هو اسم الكتاب الصادر عن دار صفصافة للكاتب الصحفى أشرف عبد الشافى، وهو كتاب يقع فى 140 صفحة من القطع المتوسط، وربما يتبادر للقارئ من الوهلة الأولى أن المؤلف يناقش فى كتابه دور كرة القدم فى المجتمع، ولكن أشرف عبد الشافى يكسر هذا التوقع، فيتعرض لحب كرة القدم ذاتها، من خلال سرده لقصص وحكايات كرة القدم فى حياة الأدباء والمثقفين فى مصر والوطن العربى كله.
قسم أشرف عبد الشافى كتابه إلى قسمين، الأول منه جاء بعنوان "الكبار يتحدثون ويلعبون أيضًا"، وتضمن عشرة فصول، تطرق فيه المؤلف إلى مواقف وحكايات كبار الأدباء مع كرة القدم، فمثلاً نجد أن الشاعر الراحل محمود درويش كان عاشقًا لكرة القدم، فهو صاحب التعبير الشهير "كرة القدم أشرف الحروب"، وفى إحدى لقاءات محمود درويش الشعرية بمدينة فاسن وقدمته إحدى الكاتبات إلى الجمهور بكثير من المبالغة كما يشير الشاعر المغربى سعد سرحان، وعندما بدأ درويش يتحدث تعجب من الحضور الكبير رغم وجود مباراة بين فرنسا وإسبانيا وقال للجمهور "أنا من جهتى أفضل متابعة المباراة حتى ولو كان من سيجئ الأمسية هو المتنبى".
ويتطرق عبد الشافى فى الجزء الأول من كتابه أيضًا إلى قصص وحكايات نجيب محفوظ الذى قال "كنت أشهر لاعب فى حى العباسية"، ويضيف "أعتقد فى طفولتى أن الإنجليز لا يمكن هزيمتهم حتى فى الرياضة.. وعندما هزمناهم وقعت فى غرام كرة القدم"، وآل باتشينو، وحكايات الفاجومى وصلاح جاهين وفؤاد حداد مع كرة القدم، وأيضًا أنيس منصور، وإحسان عبد القدوس، وفهمى هويدى وفاروق شوشة، وعبد المنعم سعيد.
وفى القسم الثانى من الكتاب "أصدقائى المثقفون والساحرة المستديرة"، والذى يتضمن خمسة فصول، ويسرد عبد الشافى فى هذا الجزء مواقف عن أصدقائه الأهلاوية المتعصبون والزملكاوية الفاقدون الأمل تمامًا مثل الكاتب "حمدى أبو جليل"، فمثلاً يتحدث عن "اللّباد ومحمد هاشم" نحن عنوان نموذج لأرخم أهلاوى ممكن يطلع لمشجع زملكاوى"، وإبراهيم داوود وحكاية اللاعب العُمانى، وفى مقال بعنوان "كدتُ أفقد حياتى على مقهى الطالبية بسبب بلال فضل"، يسرد عبد الشافى لأهم المواقف التى يشعر فيها الكاتب الساخر بلال فضل بقمة السعادة كلما ورط صديقًا له فى مقلب، ومن هذه المواقف ما حدث بينهما على مقهى الطالبية غندما قال فضل لعبد الشافى "بص يا عم أشرف كله إلا جمهور الأهلى والزم حدودك، أدينى بقولك، إلا جمهور الأهلى"، ويتابع عبد الشافى "وهذه الجملة الأخيرة راح فضل يرددها فى حدة واتكهرب الجو، وفوجئت بجمهور الأهلى على القهوة يتدافع نحوي، واقترب أحدهم منى حتى كاد إصبعه يدخل فى فتحى أنفى قائلاً لى: بقول إيه يا أستاذ...القهوة دى ما بيقعدش عليها زمالكاوية، واللى يقعد ...يقعد محترم". ويضيف عبد الشافى "ولم ينقذنى سوى الوقور المحترم صديقنا أسامة سلامة الذى تحدث بطريقته المهذبة وأقنع الأهلاوية بصعوبة بأننا كنا بنهزر وأننى أهلاوى صميم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة