◄◄ لم نتهمك بالعمالة لأمريكا وصداقتك لإسرائيليين أو كتابة التقارير الأمنية.. فلماذا استخدمت نفس مفردات أعدائك مع من تناول توتر علاقاتك مع قطر؟
لم يكن الدكتور سعدالدين إبراهيم، مؤسس مركز ابن خلدون، موفقا فى الكثير من المرادفات والمعانى التى استخدمها فى رده على ما أثارته الصحافة المصرية فى الفتره الأخيرة حول تدهور العلاقات بين شخص سعدالدين إبراهيم والمسؤولين فى الدوحة على خلفية ما تردد عن وجود تجاوزات مالية وصلت إلى 15 مليون دولار فى «المؤسسة العربية للديمقراطية» وأن هذه التجاوزات طالت أحد أعوان الدكتور سعد ويدعى محسن مرزوق، أمين عام المؤسسة..
وإذا كانت قصة التجاوزات المالية حقيقية أو غير حقيقية، فإنها ليست القضية المحورية، فقد تناولها العديد من المواقع الصحفية وتناقلتها العديد من التقارير من داخل العاصمة القطرية، وعلى الدكتور سعد أن يبحث بنفسه.
وبالنسبة لما يدعيه الدكتور سعد بأننا لم ننشر رد السيد مرزوق فإننا نؤكد له أننا نشرنا رده كاملا على الموقع بتاريخ 20 مايو الحالى.
وبعيدا عن قضية تدهور العلاقات بين د.سعد والسلطات القطرية، فإن رد الدكتور تضمن العديد من الاتهامات ليس فقط لـ «اليوم السابع» بل لكل صحيفة نشرت هذا الخبر، واستخدم الدكتور سعد نفس الطريق الذى يستخدمه خصومه معه، وهو أن كل التقارير التى تنشر ضده هى بتعليمات أمنية، بالإضافة إلى تهم أخرى حاولنا تجنبها فى الحديث عن مؤسس مركز ابن خلدون فى العديد من المناسبات، فلم نتهمه بأنه عميل للمخابرات الأمريكية، كما قال أعداؤه، ولم نكتب كما كتب أعداؤه أنه مجرد سمسار استغل القطريين لنهب الملايين، وأقنعهم بافتتاح مؤسسة هى مجرد مكتب ثان لمركزه ابن خلدون، ولم نتهمه بأنه أول المحرضين على مصر فى الكونجرس الأمريكى..
ولن نقول عليه كما قال الكاتب السياسى والمفكر الكبير طارق حجى إن الدكتور سعدالدين إبراهيم وآخرين هم السبب الرئيسى فى سوء هذا الفهم من الجانب الأمريكى للواقع المصرى، وقال الدكتور حجى عنه أيضا «أعتقد أن تكوينه التاريخى والسياسى ضعيف للغاية, وهو ما يسمح له بالارتباك فى الأحكام على الأوضاع المصرية».
ولن نقول كما قال عليه أعداؤه بأنه أكبر متحول فى تاريخ الشخصيات العامة فى مصر، وأنه رجل لكل العصور والأنظمة والأجهزة، حيث ارتدى ثوب القومية العربية وبدا كأنه «ناصرى» وذلك فى مطلع ثمانينيات القرن الماضى، وبالتحديد بعد أن تولى الرئيس مبارك رئاسة مصر خلفا للسادات. ومع الانفراجة التى شهدتها مصر مع تولى مبارك الحكم، انتظم سعدالدين إبراهيم فى الكتابة الأسبوعية لجريدة الجمهورية، وكان يعبر فيها عن خط قومى متشدد، خاصة أثناء وبعد حصار إسرائيل لبيروت عام 1983 والتى شهدت ذروتها فى مذابح صبرا وشاتيلا، وفى معظم سنوات الثمانينيات قدم سعدالدين إبراهيم دراسات عن الفكر القومى والناصرى تخلى عنها فيما بعد، ومن أبرزها «الأصول الثقافية والاجتماعية للقيادة القومية» و«نموذج جمال عبدالناصر»، وشرح فيها كيف صار عن الناصر زعيما قوميا بامتياز.
تخلى سعد الدين إبراهيم عن كل ذلك الآن وأصبح أكبر مدافع عن التيار الأصولى، لكن هناك من يقول إن هذا كان مخططا مرسوما له لكى يستطيع جذب القوى القومية والناصرية وجرها إلى مخططه الأمريكى الذى كشف عنه فيما بعد.
لن نفعل كما فعل وانقلب سعد نفسه على النظام بمجرد خروجه من مطار القاهرة، وكان قبلها أحد أعوان النظام، بل هو صاحب المقولة الشهيرة عقب صدور حكم محكمة النقض ببراءته، حيث وقف الدكتور سعد أمام الكاميرات لينفى فى رده على سؤال لأحد المراسلين الأجانب بوجود تدخلات أمريكية لدى مصر لصدور هذا الحكم قائلا: «لا أعتقد أن هناك علاقة بالمرة.. أنا أرفض أن يكون هناك أى تدخل فى أى شأن مصرى، هذا تصور خاطئ، وبالنسبة لمحكمة النقض، لا توجد قوة من الممكن أن تؤثر عليها غير ضمير قضاتها، ولا أعتقد أن الرئيس حسنى مبارك يستجيب لأية ضغوط». هذا هو موقفه عام 2003 أما الآن فالمواقف تتغير وتتبدل، وارتدى سعد ثوب المعارض والمهاجم الأول للنظام المصرى..
لن نعيد فى قوائم الاتهامات الهجوم الكاسح الذى وجهه خصوم الدكتور سعد ضده ما بين العمالة للأمريكان والارتماء فى أحضان الإسرائيليين واللوبى الصهيونى فى واشنطن وتل أبيب، فهو يعلم أننا دافعنا عنه وأجرينا معه حوارا مطولا هاجم فيه كل شىء، ولم نتعامل معه على أنه مصرى ارتدى ثوب الأمركة محتميا بالجنسية التى يحملها والتى يسعى من خلالها أن يكرر نفس أدوار الجلبى وعلوى وجماعة أمريكا فى العراق الذين عادوا إلى بغداد على الدبابات الأمريكية، هكذا يقول عنك أعداؤك يادكتور سعد ولا نتفق مع كل ما يقال ضدك لأننا لا نحاسب الآخرين بالنوايا.
كما أن اعتقادك بأن كل ما يكتب ضدك هو من وحى الأجهزة الأمنية التى تطاردك، وأن التقرير الأخير الذى تناولته 90 % من الصحف المصرية المستقلة والقومية وراءه الأجهزة الأمنية، فمن الضرورى يا دكتور أن تؤمن بأن اتهامنا بالعمالة للأجهزة الأمنية فى مصر، هى وجهات نظر ومن الممكن أن نتفق أو نختلف عليها، ولكن ألا تعلم أن الشخص الذى يلعب مع أجهزة أمنية أجنبية سواء أكانت أمريكية أم إسرائيلية هى خيانة عظمى وعمالة، جزاء المتورط فيها الإعدام.. ولكن دعنى أسألك: ماسر انقلابك على أجهزة الأمن فى مصر بالرغم من أن البعض ردد فى أوقات سابقة أنك كنت أحد عيونهم فى الخارج وربما الداخل وكنت أشهر من يكتب التقارير؟ هكذا قال عنك خصومك.. ربما لانصدق تلك الروايات والقصص ولكنها قيلت وترددت وروج لها البعض - وهى كما قلنا سابقا وجهات نظر - فهل نصدقها ونتهمك مثل الآخرين.
سؤال أخير للدكتور سعدالدين إبراهيم المصرى الأصل والأمريكى الجنسية والقطرى الهوى: من هو صاحب «اليوم السابع» الذى أجرى معك مناظرة فى ديسمبر1999 واكتشفت منها أنه يبغض قناة الجزيرة؟
لمعلوماتك...
◄ 2001 فى شهر مايو استنكرت إسرائيل صدور حكم قضائى ضد سعد الدين إبراهيم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة