الرواية السعودية الجديدة وسيلة للتمرد على الواقع

الجمعة، 28 مايو 2010 02:24 م
الرواية السعودية الجديدة وسيلة للتمرد على الواقع الروائى السعودى عبده خال
الرياض(ا ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تهب رياح جديدة على الرواية السعودية بفضل جيل جديد من الكتاب الذين لا يتوانون عن طرح مواضيع حساسة واختراق المحظور فى بلد يفرض رقابة على التعبير ويمنع المسرح والسينما.

وبالرغم من حظر بيع جزء كبير من الروايات الجديدة فى المملكة، إلا أنها متوفرة فى باقى الدول العربية ويأتى بها السعوديون إلى بلادهم خلال أسفارهم، كما أنها متاحة أيضا عبر الإنترنت.

وفاز الروائى السعودى عبده خال فى مارس الماضى بجائزة البوكر للرواية العربية التى تمنح سنويا، وذلك عن كتابه "ترمى بشرر" الذى يروى بقساوة فصول تسلط أحد أسياد القصور.

وقالت الروائية السعودية بدرية، التى أصدرت مؤخرا روايتها "الأرجوحة" التى تروى قصة ثلاث سعوديات يحاولن عيش "تجربة الحرية" فى أوروبا خارج القيود السعودية، "هناك جيل كامل من الروائيين الذين يستخدمون لغة جديدة بسيطة ومباشرة لطرح مواضيع لم تطرح فى السابق مثل حق المرأة فى الحب والعمل"، مضيفة أن "الرواية أصبحت متنفسا إذ يمكن أن تعبر عما لا نجرؤ على قوله وأن تكسر المحظور".

وذكرت الروائية أن بطلات روايتها "يردن عيش مفهوم الحرية مثل الذكور عبر الكحول والعلاقات، فكلما ازداد القمع، يتشوه مفهوم الحرية".

وشأنها شأن سائر الروائيين السعوديين، يحظر بيع روايات بدرية البشر فى السعودية مع استثناء وحيد هو معرض الرياض للكتاب مرة كل سنة.

وكانت رواية "بنات الرياض" التى صدرت قبل ثلاث سنوات للسعودية الشابة رجاء الصانع شكلت ظاهرة حقيقية وانطلاقة لموجة من الروايات الجريئة والبسيطة.

والرواية السعودية موجودة قبل بروز هذا الجيل الجديد، خصوصا بفضل الروائى عبد الرحمن منيف (1933-2004) واضع خماسية "مدن الملح" التى تروى التغير الجذرى فى حياة سكان الجزيرة العربية مع ظهور النفط، إضافة إلى الدبلوماسى والسياسى غازى القصيبى وتركى الحمد وآخرين، لكن الروايات الجديدة لا تتوانى عن تناول مشاكل المجتمع السعودى الذى تقبع الحياة اليومية فيه تحت ثقل الموروثات الدينية والاجتماعية المحافظة.

وتتخذ بعض الروايات طابعا جريئا فى تصوير العلاقات مثل رواية "حب فى السعودية" لإبراهيم بادى الذى يروى تفاصيل علاقات حميمة داخل السيارات وفى الركن المخصص للعائلات فى المطاعم، وقيام رجال بارتداء العباءة والنقاب ليتمكنوا من لقاء حبيباتهم داخل ديارهن.

واتهمت الصحافة بعض الروائيين بالمبالغة للوصول إلى الشهرة، إلا أن بدرية البشر ترى أن "الواقع أجرأ بكثير" مما تذهب إليه الروايات.

من جهتها، قالت الروائية أميمة الخميس إنه "بغياب وسائل التعبير الأخرى، تشهد الرواية جيشانا من سنتين أو ثلاث سنوات".

وكانت رواية الخميس الأخيرة حول فتاة سعودية من بيئة محافظة تقرر خوض المعترك الطبى، بين الروايات النهائية فى جوائز البوكر العربية.

وذكرت الخميس أن الكثير من الشباب "اتجهوا نحو الرواية للتعبير عن أفكارهم وطموحاتهم"، لكن ذلك فى بعض الحالات "انعكس سلبا على الرواية وجمالياتها وشروطها الفنية، من حيث كونها تحولت إلى منشور اجتماعى متمرد ورافض أقصى طموحه هو اختراق النمطى والسائد وفضح المتوارى والمسكوت عنه" على حد تعبيرها.

من جانبه، قال الروائى عبده خال إن "الرواية عمل فنى وليس مقالا صحفيا أو منشورا سياسيا، ولكن فى الوقت نفسه، لطالما كان الفن مصاحبا لكل الثورات والإصلاحات"، معتبرا أن "الفن شريك إن لم يكن قائدا للعملية الإصلاحية التى نعيشها الآن فى السعودية، وإن كانت بطيئة".

وأضاف الروائى "نحن نكتب وننتج فى المملكة لكن نعرض ما ننتجه فى الخارج" مشيرا إلى أن الأفلام والمسرحيات السعودية تمثل المملكة فى مهرجانات دولية.

وفى ما يشكل دلالة على تزايد اهتمام السعوديين بالقراءة، افتتح شابان مؤخرا فى جدة (غرب) مكتبة هى الأولى من نوعها فى البلاد إذ تضم أيضا مكتبة عامة للمطالعة وتنظم محاضرات وحفلات توقيع كتب.

وقال محمد جستانية (23 عاما) وهو أحد المالكين "نريد أن نشجع القراءة فى السعودية وأن نخلق مكانا يتيح للسعوديين أن يقرأوا وألا يضطروا للسفر فى كل مرة يريدون قراءة كتاب".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة