محمد حمدى

هل سنشهد وفاة الصحافة؟!

الأحد، 23 مايو 2010 12:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى بداية التسعينات عرفت صديقا كلما عمل فى جريدة حزبية صغيرة أغلقت أبوابها، حتى أصبح مشهوراً بأنه كلما عمل فى صحيفة أغلقها، حتى التحق قبل سنوات بصحيفة قومية وربنا فتح عليه، وزالت عنه هذه السمعة التى طاردته عدة سنوات.. لكن الصحافة الورقية فى كل أنحاء العالم أصبحت تعانى لدرجة يخشى معها الكثيرون أن تختفى خلال سنوات قليلة بحيث يكون جيلنا هو آخر جيل يعمل فى هذه النوعية من الصحافة قبل انتهائها.

وفى العالم كله تتراجع إلى حد كبير مبيعات الصحف الورقية، وتذهب حصة كبيرة من الإعلانات التى كانت تمول الصحف إلى الفضائيات والإنترنت، بينما تكاد تكون حصة مبيعات الصحف فى مصر ثابتة، وكلما دخلت صحيفة جديدة السوق أخذت من حصة الصحف الموجودة بالفعل.

وحسب الأرقام المتاحة، تبلغ مبيعات الصحف فى مصر نحو ثلاثة ملايين نسخة، وهو رقم متواضع جدا مقارنة بعدد السكان الذى يصل إلى ثلاثة وثمانين مليون شخص، وكان هذا العدد من القراء يتوزع على ثلاث صحف يومية قومية صباحية وصحيفتين مسائيتين، ثم دخلت أربع صحف حزبية السوق، قبل وقف الشعب، ثم اتسع السوق بعد ذلك ليضم عدداً لا بأس به من الصحف الخاصة اليومية والأسبوعية، والتى لا تتوقف أعدادها عن الزيادة.

ومع أنى مع حرية إصدار الصحف لأنها تسمح بتعدد الرؤى، ويؤدى التنافس بينها إلى الارتقاء بمستوى الخدمة الصحفية، وتفتح أبواب رزق جديدة للصحفيين، لكن يبدو أننا معشر الصحفيين سندفع الثمن فى النهاية حين تتقلص أعداد قراء كل صحيفة بحيث يصبح كل منا فى النهاية لا يكتب سوى لنفسه.

فى أوروبا وأمريكا يفعلون كما تفعل اليوم السابع الآن، أى الجمع بين كل أنواع الإعلام فى مكان واحد، وهو الموقع الإلكترونى، حيث يقدم الصحافة المكتوبة، والمسموعة، أى الراديو، والمرئية، عبر تقارير مصورة من مكان الحدث يتم وضعها على الموقع الإلكترونى الذى تحول إلى ما يشبه المؤسسة الإعلامية المتكاملة.

ورغم أن ما نكتبه على المواقع الإلكترونية يحظى بنسب قراءة أوسع بكثير مما نكتبه فى الصحف الورقية، لكن من تربوا على حروف المطابع، والزنكات وورق الجرائد مثلى لا يزالون يعيشون حالة حب خاصة مع الصحافة الورقية، لكننى أعتقد أن نهايتها أصبحت وشيكة، وربما سيأتى اليوم الذى نشيعها إلى مثواها الأخير، وقد لا يحزن على فرق الصحف الورقية الكثير من شباب اليوم، لكننا عندها سننعى عمرا وتاريخا وحياة عشناها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة