عندما يحين وقت المذاكرة الذى حدده الطالب لنفسه كى يبدأ فيه المذاكرة، يحدث أمر من اثنين أولهما أن الطالب يؤخر المذاكرة ولا يبدأ فيها عندما يحين وقتها الذى حدده، وثانيهما أن يبدأ المذاكرة على الفور.
فماذا الذى يحدث فى الحالة الأولى؟
يشرح أسامة البدرى، خبير التنمية البشرية وعلوم التطوير الذاتى الأمر، قائلا: "فى الحالة الأولى تبدأ الدورة السلبية لانعدام التحفيز، بينما فى الحالة الثانية تبدأ الدورة الإيجابية للتحفيز الذاتى، إن الدورة السلبية لانعدام التحفيز الذاتى عندما يؤجل الطالب مذاكرةً أو عملاً يعلم بأنه يجب عليه البدء فيه وقد حان وقت البداية، ولكنه لم يبدأ فيه، عندها ينعكس هذا التأجيل على الشخصية الداخلية، ويتكون لديه شعور داخلى، فأحياناً يعتقد بأنه غير كفء وغير مؤهل للمذاكرة وإتمام الأعمال فى أوقاتها، وأحياناً أخرى تجده بدأ يكره المذاكرة ووقت المذاكرة، وأحياناً تتكون لديه قناعات ثابتة بأنه ليس من المتفوقين ولن يكون منهم.
أما أسباب تأجيل البدء فى المذاكرة لدى الطالب فيمكن إجمالها فى النقاط التالية:
1. عدم حب المادة أو المقرر الذى يذاكره الطالب: واعتقاده أحياناً بأنه يجب أن يحب المادة التى يدرسها ويجب أن تتوافق مع ميوله كى يستطيع مذاكرتها، ولا يعلم بأن بعض المواد والمقررات نحن نذاكرها ولا ندرى السبب فقط، لأنها قد تم إقرارها كمتطلبات يجب دراستها، لكى يتمكن من إنهاء الدرجة العلمية بكالوريوس، ليسانس ..إلخ"، أو الحصول على المجموع المرغوب إذا كان الطالب فى الثانوية العامة، فعندها يجب أن تعلم بأنك يجب أن تذاكر بدون وضع شعورك ناحية المادة أو المقرر الذى تدرسه فى الاعتبار، وإنما هو واجب ومهمة يجب تنفيذها.
2.عدم معرفة الفائدة من دراسة المادة أو المقرر: "أى تطبيقات المقرر وأهميته فى الحياة" فالكثير من الطلبة يتساءلون عن الفائدة من دراسة مقرر معين، وكيف سيفيدهم فى الحياة وتجدهم يشتكون من عدم معرفة السبب والغرض من دراسة بعض المواد والمقررات، بينما أنت فى الحقيقة لا يجب أن تعرف السبب كى تذاكر مقرراً معيناً، فقط ذاكر المقرر واعتبره مثل بقية المقررات التى تعرف الغرض منها.
3.التحجج بعدم امتلاك مقدرة الحفظ فى المقررات التى تحتاج للحفظ، وعدم امتلاك مقدرة الفهم فى المقررات التى تحتاج للفهم: الكثير من الطلبة الذين يعتبر تخصصهم الأساسى علميا، عندما تصادفهم مادة أو مقرر ذو طبيعة أدبية تجدهم يتحججون بأنهم علميين والمادة أدبية، وهم ليس لديهم مقدرة على الحفظ والعكس أيضاً عندما تجد طلاب التخصصات الأدبية، وقد قابلتهم مادة علمية تحتاج لبعض الفهم والتحليل العقلى لفهمها، تجدهم يعتذرون بأنّ طبيعة تخصصاتهم أدبية، فكيف لهم فهم المواد العلمية؟!.
4.المثالية: فتجد الطالب لديه اعتقاد بأنه يجب أن يفهم كل شىء ويحفظ كل المعلومات، ويحصل على الدرجة النهائية فى جميع الامتحانات بدون أن ينقص درجة واحدة، وبالطبع كما نعلم جميعاً يستحيل تحقيق ذلك فى كل الأوقات، وبما أن العقل الباطن للشخص يعلم ذلك فتجده دوماً يتجنب ويؤجل المذاكرة والبدء فيها حتى اللحظات الأخيرة، عندما لا يكون هناك مفر من البدء فى المذاكرة.
وقال البدرى: "فى الحقيقة سبب واحد من الأسباب السابقة أو كلها عندما يتمكن من الطالب تجده، بطبيعة الحال، يفقد التحفيز والحماس تدريجياً نحو المذاكرة والبدء فيها حتى الأوقات النهائية وليالى الامتحانات، وعندها يذاكر الطالب تحت ضغط الوقت، ويكون مستوى طاقته فى هذه الحالة منخفضا جداً، مما يؤثر بالتالى على جودة تحصيله العلمى وعلى مستوى التحفيز لديه، فلك أن تتخيل معى طالبا بقى على موعد امتحانه يوم أو يومان أو حتى ثلاثة أيام، وهو لم يبدأ بعد فى مذاكرة مقرر يتطلب منه أسبوعاً على الأقل كى ينهى قراءته، فما بالك بحفظ المعلومات الهامة فيه وفهمه جيداً، وكيف يكون لديه حماس أو تحفيز للمذاكرة من الأساس لا شك أن تحفّزه الذاتى نحو المذاكرة سيقل أو ينعدم تماماً بهذه الطريقة العقيمة فى التعامل مع المذاكرة".
فكما نعلم بأن الأفعال السلبية تولد حالات نفسية سلبية فعلى سبيل المثال: تأجيلُ المذاكرة يولد حالة نفسية سلبية بدءاً من تقليل ثقة الطالب بنفسه، مروراً بشعوره بالغضب من نفسه، وشعوره بالذنب وتأنيب الضمير، لأنه يؤجل شيئاً مهماً لحياته يعلم بأنه يجب عليه فعله والبدء فيه.
فتجد بعض الطلبة يحاول تغيير هذه الحالة النفسية بأن يبدأ فى شرب السجائر أو تعاطى المخدرات أو الإسراف فى تناول المنبهات أو الأكل بشراهة وبكميات كبيرة كوسيلة لتغيير الحالة النفسية السلبية الحالية، وأخيراً النوم الكثير، أحياناً ينام اليوم كله كوسيلة للهروب من إحساس الذنب والتقدير الذاتى المنعدم فى اللحظة الحالية.
أسامة البدرى خبير التنمية البشرية وعلوم التطوير الذاتى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة