فى بلادنا يفتقد أدباؤنا وعلماؤنا الكبار والمحترفون أغلب أنواع الرعاية، ليس فقط على المستوى المادى، بل على المستوى التقدير الأدبى أيضا، فتجد كثيرا منهم يمتلك عدة مواهب ربما لو استغلها فى أى مكان آخر لكان عندنا من نوبل الأدبية والعلمية آلاف الجوائز.
المشكلة تبدأ منذ البداية وفى مراحل الطفولة المبكرة فالإبداع والتفكير الخلاق فى مراحل الطفولة المبكرة يحتاج الرعاية وتطوير أكثر وأعمق من قبل الأهل والمجتمع والدولة أيضا، لكن قسوة الظروف الاقتصادية التى تعيشها أغلب الأسر المصرية الآن جعل الإبداع الحقيقى لدى الأطفال مقصورا فقط على أبناء الصفوة و الطبقات الراقية.
"اليوم السابع" استطلع آراء الخبراء حول ظاهرة تفوق أبناء الصفوة على غيرهم فى كل مجالات الإبداع.
من جانبها قالت د.عزة كريم أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الجنائية: "إن الإبداع عبارة عن بناية تتكون طبقاتها من إمكانيات ذاتيه خاصة بالطفل ومناخ مناسب يسمح له بتطوير وإظهار إبداعه، من توفير فرص تعليم مناسبة وجو أسرى وعائلى مستقر، وبالتالى فالإبداع يحتاج لإمكانيات مادية قد لا تتوفر غالبا إلا فى طبقات اجتماعية ومادية معينة تستطيع أن توفر لطفلها جوا متكاملا مناسبا لتنمية إبداعه".
وأضافت: "على الرغم من وجود مبدعين من الطبقات الاجتماعية الأخرى، إلا أن ظروف حياتهم الصعبة ولهثهم وراء لقمه العيش يحول دون الاهتمام بمواهب وقدرات الأبناء، مؤكدة أن المبدع هو مسئولية الدولة فلا يمكن أن تستطيع الأسرة النهوض بأبنائها دون دعم من الحكومة، سواء بتوفير فرص تعليم مناسبة وإنشاء مراكز ومؤسسات ترعى الموهوبين كما هو الحال فيما مضى، فبالستينات كانت هناك فصول للمتميزين لأن التميز يبدأ بالعلم".
آما د.أحمد عبد الله أستاذ الطب النفسى أخذ طرف الخيط مؤكدا: "أنة لكى يتكون الوعى الإبداعى لدى الطفل وينضج الطفل إبداعيا يجب أن يتوفر له مناخ تعليمى وصحى ومادى جديد، وهذا غير متوفر سوى لأصحاب الطبقات الراقية، لأن ظروفهم المعيشية تسمح بفهم وتطوير ثقافة الإيمان بإبداع الطفل، على عكس ما تؤمن به أغلب الطبقات المعدومة والمتوسطة التى تفتقر أصلا إلى هذه الثقافة وترى فى الإنجاب والانشغال بلقمة العيش مجالا أولى بالاهتمام من تنمية مواهب أبنائهم الفكرية والتنشئة الإبداعية والثقافية لهم.
تجاهل قدرات الأطفال الإبداعية مسئولية الدولة قبل الآباء
الجمعة، 21 مايو 2010 07:29 م
عزة كريم أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الجنائية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة