"لا توجد ردود ودراسات حاسمة تغطى كل المجالات فى معرفة أسباب مشكلة زواج الشباب ، حيث يرجع البعض أزمة زواج الشباب إلى اختلاف الطبقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبعض يقول أنها ناتجة عن اختلاف القطاع الحضرى عن القطاع الريفى" هذا ما أكدته الدكتورة زينب شاهين خبيرة التنمية و قضايا الأسرة و المرأة فى ندوتها بساقية الصاوى أمس، تحت عنوان"الشباب والزواج".
وأضافت شاهين أن هناك إحصائيات تؤكد وجود ما يقرب من 13 مليون شاب وفتاة لم يتزوجوا وتعدت أعمارهم 35 عاما، وأن 25% من الأسر المصرية تعولها المرأة بمفردها، كما أشارت إلى أن هناك دراسة تؤكد أن الدول النامية غير الصناعية تهتم بالشكل و المظهر و ليس المضمون وهذا يرجع لعدم الثقة بأنفسهم.
وأوضحت أن العوامل الاقتصادية لها دور أساسى فى أزمة زواج الشباب، لما تتطلبه أمور الزواج من وجود شقة ومهر وشبكة وأثاث منزلى كامل، واستنكرت ما يقوم به الأهل من طلبات تعجيزية لشباب يريدون شق طريقهم فى الحياة، فليس من الضرورى أن يكون بيت الزوجية كامل تماما فى ظل غياب القدرة المادية لتوفير متطلبات الزواج.
كما أكدت شاهين أن أزمة زواج الشباب تبدأ من لحظة الميلاد ، و تكمن فى طريقة التربية المتباينة بين الذكور والإناث حيث نربى الذكور على الشجاعة والقوة لأنهم "رجالة"، و نربى الفتيات على الرقة والنعومة لأنهم خلقن للزواج والإنجاب، هذه التربية تشكل أزمة فيما بعد لأنها تنمط شخصياتهم و عندما يشب كل منهم و يواجه الحياة لا يستطيع كل منهم أن يختار شريك الحياة لعدم وجود اهتمامات وقضايا مشتركة.
أشارت إلى أن تمكين واستقلال المرأة اقتصاديا الآن ساعد الفتيات على اختيار الزواج من عدمه واختيار الزوج نفسه، حيث أكدت أن هناك أبحاث تفيد بأن الفتيات أكثر عقلانية من الشباب فى اختيار شريك الحياة ، وأصبحت المرأة صانعة قرار و أصبح عملها يمثل خط دفاع ثان للأسرة بعد وفاة الزوج أو حدوث طلاق.
وأرجعت شاهين أحد أسباب أزمة الزواج إلى اللامعيارية واختلاف الثوابت السلوكية وعدم اتساق القيم والتقاليد بين الطرفين، لذلك لابد من تقارب المستوى الثقافى والتعليمى والاجتماعى والإقتصادى بين الطرفين، حيث أكدت أن الرجل بعد الزواج وجدانيا يريد أن تكون زوجته مثل والدته وواقعيا يريدها عاملة تساهم و تشارك فى الأمور المادية للمنزل وهذا ما يسبب عائقا فى الحياة الزوجية.
وقالت شاهين: "أصبح الزواج الآن قائم على النظرية الماركسية التى تفيد بتبادل المنافع بين الطرفين، فإذا كان الزوج كبير سنا وقادر اقتصاديا له أن يطلب الزواج من فتاة صغيرة وجميلة هذا هو الزواج على الطريقة الماركسية ".
خبيرة التنمية وقضايا الأسرة والمرأة
زينب شاهين: عمل المرأة خط دفاع ثانٍ للأسرة
الأحد، 02 مايو 2010 06:05 م
أزمة عدم زواج الشباب ناتجة عن اختلاف الطبقات أو ناتجة عن اختلاف القطاع الحضرى عن القطاع الريفى