الدكتورة زمزم سعيد أستاذ اللغات بالأزهر

الارتقاء بالمرأة طريق التغيير

الأحد، 02 مايو 2010 08:39 ص
الارتقاء بالمرأة طريق التغيير صورة أرشيفية
كتبت آية نبيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يشهد عيد العمال هذا العام حالة من الغضب لم تفرق بين رجل وامرأة، الكل يفترش الرصيف للبحث عن الحقوق، تأثرت المصالح وسط حالة الامتناع عن العمل الذى يحتاج إلى الرجل والمرأة معا، ورغم أن تنمية أى مجتمع يحتاج إلى استغلال طاقات كل مكوناته، وصل حال المرأة العاملة إلى النوم فى الطريق للمطالبة بتعديل مستواها، الأمر الذى ترفضه الدكتورة زمزم سعيد – أستاذ اللغات الشرقية بجامعة الأزهر – فى ورقتها البحثية عن الدور التنموى للمرأة، مؤكدة أن مصر لن تتقدم دون الارتقاء بحال المرأة، التى تعمل من أجل العطاء وإثبات نفسها وذكائها وليس لمصالح أخرى، اليوم السابع التقى الدكتورة زمزم، فكان هذا الحوار.

ما هو دور المرأة فى التنمية على مدار التاريخ؟
إذا استعرضنا كتابات معظم المؤرخين على مدار العصور سنجد أنهم لم يظهروا الملامح ولا الدور الحقيقى للمرأة فى أسرتها وحياتها ومجتمعها، ونجد صورتها باهتة هامشية، ففى العصر الحجرى قدم المؤرخون الرجل أنه الأداة الفاعلة فى المجتمع، لدرجة شرح الأدوات التى استخدمها فى الحرف التى عمل بها، فإذا بحثنا عن المرأة لا نجد سوى أنها تخدم الرجل واعتبارها تابعا لإنجاب الأولاد إلى العالم، حتى جاء العصر الفرعونى الذى تميز بتسجيله كافة مظاهر الحياة برسوماته، فلم يعط الفرصة لأحد فى إغفال دور المرأة لأنه ظاهر، ويوضح أن الفراعنة احترموا قيمة المرأة وأوصلوها للمكانة الدينية والسياسية حتى تكون المرأة المصرية أول من تقلدت رئاسة الحكم فى العالم، ونفس ما حدث فى العصر الحجرى تكرر فى العصر الرومانى، فعكست الكتابات الشكل الخارجى للمرأة فقط، غافلين أن زوجات الأباطرة كن يحكمن عن طريق أزواجهن، وبعد ظلم المرأة فى العصر الجاهلى واستعبادها جاء الإسلام ليعيد لها حقوقها التى لم تحظ بها على مستوى العالم، حتى قضية القاضيات التى يدور حولها الجدل حاليا إذا عدنا إلى الإسلام فسنجد أن أبا حنيفة أجاز ولايتها كقاضية.

وماذا عن المرأة فى العصر الحالى.. فى ظل حالة من الاعتصامات المتتالية التى تبرز فيها المرأة بقوة؟
الوضع تحسن قليلا فى الوقت الحالى على مستوى السياسات، فعلى مستوى الدولة باتت معترفة على الأقل بدور المرأة فى التنمية على مستوى هيئاتها، فتأسيسها للمجلس القومى للمرأة خطوة فى البحث عن مشكلاتها ورصدها ومحاولة الدفاع عنها، وكذلك خطة الدولة لتمكينها سياسيا، رغم أنى لست متحمسة لنظام "الكوتة" لأنى لا أرى أن تحديد مقاعد للمرأة هو الحل، وإنما أتركها تخوض الانتخابات وتقدم برنامجها وتلتحم مع الشعب، وأنا على يقين بأنها قادرة على إثبات كفاءتها وجمع الناس حولها، أما المرأة العاملة فهى تقع تحت ظلم كبير وهى التى لم يهتم بها أحد حتى الآن والمشهد الحالى يؤكد ذلك، رغم أنها الأقدر على تنمية هذا الوطن.

ما سبب هذه الثقة؟
المرأة بطبيعتها ذكية تسعى إلى النجاح وإثبات قدرتها على الإنجاز، حين تدخل أى عمل تهدف إلى خدمة الآخرين ومن أجل العطاء وليس المصالح التى قد يفكر فيها الرجل، لا أنكر أن هناك نماذج سيئة للمرأة لكن هذا لا يعنى حرمانها من المشاركة فى أى عمل تريد أن تمارسه.

ولماذا لا نحصد ثمار كفاءات المرأة بشكل ينعكس على تنمية المجتمع؟
لأننا ببساطة لم نعطها الفرصة بعد لتخرج كل ما لديها وتشارك فى كافة المشاريع وتكون متواجدة فى كل مكان ونقف بجوارها وترعاها الدولة والأفراد.

أنت تتحدثين عن المرأة التى استطاعت أن تتقدم فى حياتها فى التعليم والعمل، لكن كيف تساعد المرأة الأمية فى تنمية المجتمع؟
محتاجين نغير سياستنا تجاه موضوع الأمية، مش مجرد طالب يتخرج نقوله امحى أمية 6 أو 7 ويبقى هو الحل، محتاجين نجذب المرأة نفسها لتطلب بنفسها أنها تتعلم ونراعيها وندعمها ماديا أثناء فترة تعليمها، ألا نقتصر على مجرد القراءة والكتابة وإنما أيضا نعلمها حرفة تكسب منها رزقها، ونعطيها حوافز، فمثلا أعلم أولادها، وهنا يبرز دور المجتمع المدنى الذى لعب دورا هاما قبل الثورة متمثلا فى رجال الأعمال، الذين يجب أن يبرز دورهم فى الوقت الحالى لأنه أولا وأخيرا فلوسهم جاية مننا، كما أننا يجب ألا نركز فقط على المرأة الحضرية التى نستطيع أن نقول إنها أخذت معظم حقوقها، لكن هناك المرأة الريفية والسيناوية، وكل منهما تتميز بطرازها الخاص، محتاجين أن نبرز مهاراتهن ونحييها ونشجعهن، فإذا نجحت إحداهن ستظهر الكثيرات غيرها وسينجذبون للعمل الجاد، لكن إذا ظللنا فى إغفالهن، لا نندم على خسارة جزء كبير من مجهودهن.

ما رأيك فى جمعيات المرأة التى زادت أعدادها بشكل كبير فى الفترة الأخيرة؟
فى الحقيقة هناك بعض الجمعيات التى تقوم بدورها بطريقة ناجحة، لكن هناك أيضا ما لا أسمع عنها، وهناك من أضرت بحقوق المرأة من خلال الحديث عنها دون أن تنزل إليها وتتعرف على مشكلاتها، فالجميع إما يركز على الطبقة الفقيرة جدا وإما على الطبقة العليا، متناسين الطبقة الوسطى التى تكاد أن تختفى، ومشكلاتها فى العمل والمواصلات وفى تربية الأبناء.

ما دور الإعلام فى تفعيل الجانب التنموى للمرأة؟
الإعلام لابد أن ينتهى من تصوير الحياة على أنها سوداء، فالفضائيات مؤثرة، ولكن إذا حللناها فسنجد أنها تقدم إما شباب الجامعة أو الفتاة الفقيرة أو الفتاة الغنية، ويقولون إنه واقع، بينما لا يطرحون مشاكل المرأة العاملة ويقدمون المشاكل بدون حل.

وكيف نستطيع أن نشرك المرأة فى التنمية فى ظل البطالة التى تطول الرجل قبل المرأة؟
الشباب هم السبب فى البطالة معظمهم لا يقبل بالمرتب القليل فى بداية حياته، ويفضل القهاوى على وظيفة لا يقدرها من وجهة نظره، رغم أنه إذا جاءت إليه الفرصة ليسافر ويمسح الأرض يوافق.

دخلتِ إلى انتخابات مجلس الشعب عن دائرة الدرب الأحمر، فلماذا تراجعتى؟
وجدت ألاعيب سيئة، وبلطجة ورشاوى، وأنا أستاذة جامعة لم أتحمل تلك اللعبة.

هل قبل زوجك دخولك الانتخابات؟
كان أكثر من شجعنى ووقف إلى جانبى واعتبر أنى طالما مستريحة وأحب ما أعمل فهو سعيد، لكن فى الوقت ذاته كان خائفا على.

بمناسبة أنك أستاذة جامعية، هل تعتقدين أن مستوى المناهج التعليمية فى المجتمع قادر على تغيير ثقافتنا؟

للأسف لا فالمناهج بعيدة تماما عن الحياة، والطلاب يعتبرونها تهمة، يرمونها عندما تنتهى الدراسة، الدور التى تقوم به المدرسة اختفى، لقد كانت تعلم الفتاة كيف تكوّن أسرة وتربى أولادها وتنظم حياتها، حتى لا نجد المشهد الحالى من أسر مفككة وأجيال لا تقدّس معنى الأسرة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة