فى أجواء ودية حميمة تحدث الكاتب الصحفى والإعلامى خيرى رمضان وسط حشد من جمهور ساقية الصاوى أمس، فى جلسة حوارية ضمن سلسلة "فى بيتنا إعلامى" التى تستضيف شهريا أحد الإعلاميين المشهورين.
وما بين الخاص والعام تحدث خيرى رمضان، عن مشوار حياته المهنية، ومشكلات المجتمع المصرى ذات الطابع.
تحدث خيرى عن ظاهرة شباب الفيس بوك، داعيا إياهم إلى التغيير الحقيقى وليس التغيير الافتراضى، ووصف النخبة فى مصر بأنها مرفهة داعيا من جهة أخرى إلى توسيع قاعدتها.
ثم توجه إلى الجمهور قائلا: نحن الإعلاميون ارتكبنا جريمة عام 2005 وأنتم شاركتم فيها ببراعة، ففى هذا العام حصلت التعديلات الدستورية، وإحنا لسة مكانش عندنا إدراك كافٍ بـ"يعنى إيه برامج توك شو"، أنا مثلا كنت بقدم القاهرة اليوم وكانت فقرة لشيف فى المطبخ، وفقرة لخبيرة فى الأبراج، وفقرة الصحافة اليوم، وفجأة لقينا نفسنا قدام تغيير وإحنا مش مؤهلين، معندناش كتاب يقولنا يعنى إيه توك شو، والمطلوب نكلم الناس فى قضايا سياسية، طيب ما هى نوعية التقارير، وهل نضيف رأينا كإعلاميين ولا لأ، ده غير إنك فجأة كإعلامى بقيت بطل قومى، لأنك انتقدت ولأنك تمتلك وسيلة جماهيرية قوية، وكان بالتالى حسك عاليا، وده كله تواكب مع ظهور الصحافة المستقلة، يعنى من الآخر اشتغلنا بشكل مرتجل، ثم اكتشفت أنا كواحد من هؤلاء أنه فيه حاجات غلط، وكتير من الإعلاميين حصل لهم ده، جزء منهم قرر يرجع يبحث عن المهنى فى شغله، وجزء مقدرش وكان لازم يكمل، والمشكلة إن الناس أحبت هؤلاء الأبطال اللى بيهاجموا طول الوقت.
وأضاف: وأنا رأيى إن الوضع الإعلامى الصحيح هو اللى فيه مشاركة، وإحساس بالمسئولية من الجانبين، الإعلامى والجمهور، والرهان فى التغيير الآن ليس على النظام، وإنما على الشباب، من لديهم القدرات الحقيقية، والأدوات العصرية الجديدة، علشان كده لازم نتعلم إزاى نحط الطوبة جنب الطوبة علشان نحقق التغيير لأنه محتاج وقت ومش ح يحصل فى شهور ولا سنين قليلة".
واستكمل قائلا: "والحقيقة إن الناس لازم تعرف إن الموضوع مش كتر فلوس، والأمان معادش إنك تسيب لولادك شقة، ده مش أمان وأنا واحد من الناس بفكر لو أجيب لابن من ولادى الأربعة كل واحد شقة لأن الشقة الـ100 متر لما يجى يتجوز ح تبقى بـ4 ملايين على زمنه، ده معناه أنا محتاج فلوس أد إيه؟ وإزاى ح أقضى عمرى أجمع فلوس، لأ أنا أصلا مش كده، ده غير تعليمهم، يبقى إذا الأمان مش بالفلوس، ده تفكير عفى عليه الزمان، الأمان الوحيد هو تغيير المجتمع.
وفى سؤال حول تغيير سياسات التعليم مع قدوم كل وزير جديد، قال خيرى: هو ده معناه إن الحكومة لا تملك رؤية حقيقية للتعليم ودى كارثة، والمفروض الخبراء والمثقفين دورهم أن لا يتظاهروا لتغيير ده ولكن يعملوا هما الرؤية ويتقدموا بيها، وده جزء من الإيجابية المطلوبة، كل واحد فى تخصصه يبادر بالحل للأزمة اللى بيعانى منها قطاعه، اللى عنده خطة اقتصادية يقدمها، والإعلام يساعد الجميع بتقديمهم والحديث عنهم وبكده ممكن نعمل ضغط من أجل التغيير، وساعتها الحكومة ح تقولك هات لى دول ومشروعاهم وأنا أتصرف.
وفى إجابته عن سؤال حول المعايير المطلوبة للعمل الإعلامى قال رمضان: "الإعلام محتاج المهنى، اللى بيعرف يشتغل إعلام صح ولديه شعور بمسئولية مخاطبة ملايين، وميقحمش رأيه فى مناقشته للقضايا، الإعلامى الناجح مش محتاج وثيقة من الوزارة تثبت إنه إعلامى، ولكن للأسف إعلام الفضائيات عندنا بقى أهلى وزمالك، مع أنه فيه حاجة اسمها بروتوكول الإعلام، وعلى فكرة الإعلام هو اللى ح يقود مصر فى المرحلة القادمة، ومن هنا تأتى أهميته وخطورته.
وعن البطالة، أكد خيرى أننا لا نستطيع إنكار دور الفساد والترهل الوظيفى فى الأزمة، وأضاف: بصراحة الشباب مساهم بجزء من المشكلة، الشباب مش عاوزين يساعدوا نفسهم، معظم الشباب اللى بيبعتوا لى فى بريد الجمعة مهما كان مؤهلهم عاوزين يشتغلوا فى البترول أو الحكومة، محدش عاوز يتعب، مع إنى أنا وجيلى "اتمرمطنا وكافحنا وتعبنا كتير".
وانتقد خيرى خطاب البعض عن العروبة واصفا إياه بأنه "خطاب ملوش مكان"، قال: "فكرة العروبة تغيرت فى كل الدول العربية وأصبحت تحكمها المصالح، يعنى هما كبروا وإحنا مخدناش بالنا من ده ولسة بنقولهم ده إحنا اللى كبرنا وإحنا اللى علمنا، مع إن تاريخنا يفرض علينا التعفف عن التذكير بأين كنتم، وعلينا أن نتعلم من أمريكا نفسها كيف تتعامل معهم، كيف تشعرهم بالاحترام والقيمة.
وفى سؤال حول إمكانية أن يحكم مصر شخص من خارج المؤسسة العسكرية قال خيرى، إن أوان التغيير بدون أرضية عسكرية لن يحدث، وهذا أفضل لأن المؤسسة العسكرية هى الوحيدة التى تستند إلى حقيقية الحفاظ على الوطن وهذا مهم، وفى رده عن سؤال عن اختياره لمرشح للرياسة رد متسائلا: وهو فيه مين اترشح؟ الدكتور البرادعى قيمة وقامة، ولكنه لم يترشح، الدكتور بيزور مصر ويطمن على الجمعية الوطنية ومنتظر معانا تغيير الدستور، صدقونى ساعة ما أشوف حد بجد نزل معركة التغيير ح أختار، وأساند، فأنا أتمنى التغيير ولكن فى نفس الوقت أنا مش درويش.
وأوضح خيرى فى رده عن إمكانية قيام قناة مصرية إخبارية منافسة للجزيرة، أن هذه النوعية من القنوات لا تكسب وتحتاج فى الوقت نفسه لتمويل هائل، قال: "أولا مصر دولة موائمة و"حنينة "، وثانيا أنت محتاج 600 مليون جنيه علشان بس تبتدى تتكلم عن قناة إخبارية، فمن أين ستأتى بهذه الأموال، رأيى أن هذا صعب جدا بالنسبة لدولة نامية.
وأخيرا سأله أحد الحضور "أيهما أحب إليك خيرى رمضان المذيع، أم الكاتب الصحفى؟" قال: "خيرى رمضان العاطل، أنا اتهديت، وأحلى لحظات حياتى لما بلعب مع ابنى الصغير، وعلى فكرة النجومية دى وهم ولا توجد بها ميزات، والمهم إنى أنام بالليل وأن حاضن نفسى وبحبها وراضى عن حياتى بالمعايير الإنسانية والأخلاقية المتعارف عليها.
خيرى رمضان: أنا مؤمن بالتغيير لكننى لست درويشاً
الإثنين، 17 مايو 2010 09:43 م
الكاتب الصحفى والإعلامى خيرى رمضان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة