أكد الفتيات المشاركات فى ندوة "دور الفتيات فى مواجهة العنف" التى عقدت مساء أمس بالمدينة الجامعية للطالبات أن عدم التزام الحكومة بنشر التوعية، ومشاكل مثل ختان الإناث والعنوسة التى تتحمل الدولة السبب الأكبر فى انتشارها، والطلاق أهم الأسباب التى تؤدى إلى ظاهرة العنف ضد المرأة فى المجتمع المصرى.
وأشارت الطالبة حسناء السيد بكلية دار العلوم، فى الندوة التى نظمها المركز الدولى للدراسات المستقبلية والإستراتيجية، بالتعاون مع وحدة دراسات الشباب وإعداد القادة إلى مظاهر العنف ضد المرأة فى "الوجه البحرى"، وقالت، إن الحكومة تتحمل العبء الأكبر فى ظاهرة العنف بسبب مشكلة العنوسة الناتجة عن الأوضاع الاقتصادية السيئة فى المجتمع، مما ينعكس على "ضياع الشباب" ويؤدى لانتشار البطالة.
ولفتت إلى تزايد نسبة الزواج المبكر فى قرى الوجه البحرى التى لا توجد بها توعية لازمة، كما انتقدت عدم موافقة الرجال على حصول المرأة على حقها الشرعى فى الميراث بسبب ثقافة المجتمع، واقترحت إنشاء جروب على الفيس بوك للفتيات من أجل عرض مظاهر العنف واقتراح السبل الواجبة لمواجهتها.
الطالبة فاطمة عيد من سوهاج وتدرس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية رفضت ربط العنف الطائفى فى الوجه القبلى، بالفتنة الطائفية، وأكدت أن أحداث نجع حمادى لا علاقة لها بالمشكلة الطائفية، واعتبرت أن إهمال الدولة للصعيد سبب رئيسى فى انتشار "الثأر"، والعنف.
وقالت "الدولة لا تهتم بالصعيد إلا إذا حدثت مصيبة، ولا توجد خطط للتنمية، مما يؤدى إلى هروب الشباب من الصعيد على مدن الدلتا والوجه البحرى والقاهرة"، مؤكدة أن العنف الذى يعانى منه الصعيد ينعكس على المرأة التى تعانى من الأمية، يصل فى بعض القرى إلى منع الفتيات من استكمال الدراسة، إضافة إلى الزواج المبكر.
أما عن حالة العنف ضد المرأة والفتيات فى سيناء، فأرجعت الطالبة أسماء جابر بكلية الآداب جامعة القاهرة، السبب الرئيسى لهذه الظاهرة للعنف بين القبائل، الذى لا تستطيع الشرطة إنهاؤه، والذى يؤثر على المجتمع بأكمله بما فيه المرأة.
فى حين أشارت الطالبة هبة سلامة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية إلى انتشار ظاهرة العنف اللفظى والتحرش، وطالبت بتفعيل تطبيق الدستور المصرى والتشريعات لتوفير المزيد من الحرية.
من جانبه قال الدكتور سيد غانم، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، "الذى أدار الندوة"، تعليقا على إهمال الحكومة للتنمية فى الصعيد "توجه الرئيس مبارك لشرم الشيخ، والحكومة لـ6 أكتوبر والشيخ زايد، وطبعا، مدينة مبارك الرياضية"، مؤكدا أنه إذا لم نهتم بأنفسنا أولا من خلال حركة قوية للمطالبة بالحقوق فلن تهتم الدولة بنا.
وأشارت الندوة إلى بعض الدراسات التى أثبتت القبول النسبى للعنف من جانب الشباب والميل إليه فى سلوكهم اليومى، حيث عبر 31 % من أفراد العينة فى إحدى الدراسات عن أن العنف "مفيد"، كما عبر 26 % من أفراد العينة عن ميلهم إلى ممارسة العنف فى حياتهم اليومية، وأكد 70 % ميلهم لممارسة السلوك اللفظى العنيف.
كما أوضحت دراسة أخرى أن نحو 64 % ممن شملتهم الدراسة الميدانية تعرضوا للعنف بشكل أو بآخر، وأن 65% من هؤلاء يستجيبون بالعنف ردا على العنف الذى تعرضوا له.
فى ندوه "دور الفتيات فى مواجهة العنف"..
الطالبات يحملن حكومة نظيف تفشى ظاهرة العنف ضد المرأة
الأربعاء، 12 مايو 2010 09:27 م