صلاح سليمان

المصريون فى الخارج

الجمعة، 09 أبريل 2010 08:13 م


رغم اندماج المصريين فى الخارج فى حياة الهجرة، إلا أن ارتباطهم بالوطن الأم مصر وثيق للغاية، ويبدو الأمر أكثر غرابة فى متابعتهم الدقيقة لأحداث الوطن ومعرفتهم بأدق التفاصيل والأخبار فى كل الأمور كالسياسة والاقتصاد والرياضة.

السياسة فى مصر ومن ثم تداعياتها وأحداثها تشغل بال الكثيرين من المصريين فى ألمانيا، فكلما تنقلت فى ربوع تلك البلاد الممتدة وقابلت المصريين وحضرت مجالسهم، تجدهم يدخلون دائما فى نقاشات محتدمة حول مستقبل مصر السياسى، ومما يدهش له المرء هو عقلانية الحوار التى تنبع من عدم الإحساس بالتبعية الحزبية أو الحكومية، لذلك يكون الحوار ديمقراطيا غنيا بالنقاش الحر البعيد عن الزيف والنفاق.

لكن يبرز هنا تساؤل هام لماذا يغيب المصريون إذن خارج الأوطان عن التأثير فى أحداث بلادهم ؟ أو التواصل بشكل فعال مع الوطن الآم؟ وهل هناك جسور حقيقية تربطهم بموطنهم؟

واقع الحال يقول إن الدولة الممثلة فى السفارات والقنصليات والمنوط بها رعاية ودعم روابط المصريين بالوطن الأم هى غائبة تماما عن القيام بهذا الدور، والمصريون المغتربون يعرفون هذه الحقيقة، لهذا تجدهم يسعون ويحاولون من ناحيتهم إلى تكوين جمعيات ونوادى يلتقون فيها، ورغم الفشل فى كثير من الأحيان فى إتمام ذلك لقصور الدعم، والخلافات التى تنشأ بينهم على قيادة هذه الجمعيات، فإن أكثر جلساتهم إمتاعا هى التى تتم بعفوية ودون ترتيب سواء أكان ذلك فى المقاهى أو فى تجمعات الأصدقاء.

فى أحد مقاهى وسط مدينة ميونيخ حضرت لقاء دار فيه النقاش حول نشاط الدكتور محمد البرادعى الآن، وربما قبل إعلان ترشيحه لرئاسة مصر، والحقيقة أن هذا الموضوع هو الموضع الأهم الذى تهتم به الجالية المصرية الآن، خاصة أن ذلك ينبع من معايشاتهم لأجواء الديمقراطية فى ألمانيا التى يمكن أن تعلو بأى مرشح فى أى انتخابات إلى الصفوف الأمامية فى القيادة، طالما كان ذلك هو اختيار الشعب، لذلك فإن الكثيرين يتمنون أن تجرى انتخابات ديمقراطية حقيقية يكون أطرافها أناسا مؤثرين فى حياة المصريين مثل الدكتور البرادعى.

وجدت أيضا أن كثيرين هنا لا يعجبون ببعض مقالات كبار الصحفيين فى الصحف القومية التى تدخل فى قضايا الدفاع عن الوضع الراهن فى مصر، دون محاولة البحث فى آليات التغيير الذى تريده مصر الآن بإلحاح، لهذا فقد الكثيرون من هؤلاء الكتاب المصداقية بين أبناء المهجر.

وسيلة الإعلام الأخرى التى تصلهم هى القناة الفضائية المصرية الحكومية، لكنها تبدو هزيلة للغاية، ومن الصعب أن يتم تقيمها بشكل إيجابى وسط هذا المحيط الهادر من وسائل الإعلام فى ألمانيا، تبدو وجوه المذيعين فيها شاحبة بشكل يعكس صورة مصر الراهنة، إضافة إلى سذاجة البرامج وعدم الإعداد الكافى للأسئلة الحوارية، ومن ثم عدم مقدرة المذيعين على إجراء الحوارات بشكل جذاب.

يبقى أمل المصريين هنا أن يحدث تغيير ما، أى تغيير يحرك ذلك الركود الساكن فى أحضان الفساد المستشرى، وحتى ينبعث الأمل أى أمل فى نفوس هذا الشعب العظيم الذى لا يستحق بحال هذا الشكل من المعاناة والظلم الاجتماعى.



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة