وصفت الدكتورة داليا الشيمي، الاختصاصية النفسية، ومستشارة اليونيسف لبرنامج المشورة، إعلان " أيوة كده يا وديع" بأنّه إعلان يتضمن عدداً من الكوارث الأخلاقية والاجتماعية المدمرة للمجتمع.
وقالت لليوم السابع:" هو باختصار إعلان يعرض لكلمات وإيحاءات غير مقبولة تماماً، والجميع يفهمها وهى بالطبع إيحاءات جنسية سواء لفظية أو بصرية، وهى تخصنا كمشاهدين، وتهدف لإيجاد حالة من الاعتياد، نحن قد وصلنا إليها كمشاهدين بالفعل، فالإعلان يذاع والـ "الدنيا ماشية"، وكأنهم مثلاً بيغنوا نشيد وطنى حبيبى، ولاّ بيشرحوا لنا دورة حياة الدودة، ولاّ بيناقشوا مشكلة غلاء اللحوم، وهى كارثة بكل المقاييس فلو اعتدنا الأمور لهذه الدرجة فسوف نجد إعلاناتٍ قادمة خلال سنوات قليلة داخل حجرات النوم، دون الحاجة للإيحاءات أو الإشارات، على طراز أفلام عربى ... أم الأجنبى".
من جهة أخرى، أوضحت الشيمى أن هذه النوعية من الإعلانات لا تؤدى الغرض إطلاقاً من التنويه على قوة الأفلام التى تعرضها القناة، تقول: "هناك مليون فكرة وطريقة تتناسب مع المجتمع، وربما تكون أقل تكلفة من تُهامى بيه ووديع ومدام رشا، وليس من المعقول أن يصبح كلُّ إبداع فحواه الخروج عن تقاليد المجتمع، وليست "خالف تعرف" قاعدة صحيحة فى كل الأوقات والمجالات، فحتى دعوى أنَ هذه القنوات وما تبثه ليس إجبارياً والفرد له الحرية أنْ يختار ما يناسبه لم تعد تحمينا، صحيح فى منزلى أستطيع أن أغلق على تهامى بيه والأستاذ خميس وغيرهم ممن يعلنون بنفس الطريقة، لكن خارج منزلى عند الذهاب لأصدقاء أو عيادة دكتور أو فى حالة الانتظار لمقابلة شخص أو الذهاب لأحد أفراد العائلة جميعها أمور لا أستطيع التحكم فيها".
ودعت الشيمى إلى إجراء أكثر من سيناريو للإعلان، ثم عرضه على عينة عشوائية من الجمهور، وقياس مدى نجاح الإعلان فى شكله النهائى فى توصيل الفكرة أو الهدف من الإعلان، ثم يبث الإعلان لفترة بث تجريبية تتفق فيها الشركة مع المؤسسات التى ستُنشَر من خلالها على تبديله بعد أسبوع لتضع غيره، وخلال الأسبوع يتم عمل استطلاعات رأى أكثر اتساعا تقوم عليها إدارة العلاقات العامة بالشركة المعلنة أو المؤسسة صاحبة المنتج أو من تتولى عنها الإعلان.
فإذا ما ثبت فشل هذه النسخة فى تحقيق الهدف أو أثارت حفيظة الجمهور، فإن وضع الصورة الثانية يتم بهدوء وكأنه إعلان آخر لنفس المنتج، فإذا كان من حق صاحب المنتج أياً كان أن يُعلن عن سلعته ليروجها، فعليه أن يختار ما يتناسب مع المجتمع، فإذا ما فشل من يعملون لديه فى تحقيق ذلك فشبابنا الموهوب موجود على المقاهى.
واختتمت الشيمى حديثها بالقول: إن الكرامة والشرف والفضيلة وغيرها تماماً مثل الثوب المصنوع من الصوف إن سُحبت منه (غرزة) تحول إلى خيوط لا تستر عورة ولا تصلح لتكون لباسا يحمى الإنسان، وهذه هى باختصار خطورة أمثال هذه الإعلانات.
الدكتورة داليا الشيمى:
إعلانات وديع تخلق حالة اعتياد لـ "القباحة"
الأربعاء، 07 أبريل 2010 09:33 ص