أصابنا نحن المصريين نوع من الحزن عندما حصلنا على صفر فى ترشيح بلادنا وملاعبنا لمونديال 2010 وصاحبتها قضية شهيرة وأطلق عليها الاعتداء على المال العام وأكد النائب العام حينها المستشار ماهر عبد الواحد انتفاء مسئولية الدكتور على الدين هلال، وزير الشباب السابق حول وقوع بعض المخالفات وكانت الخسائر 1.43 مليون جنيه غير تذاكر الطيران وكان ذلك عام 2004 أى منذ ست سنوات.
ولا أدرى لماذا علق صفر المونديال بذهنى فترة من الزمن ورغم أن ستائر النسيان نزلت عليه بقى لها زمان ؟وذات يوم كنت فى المقر الانتخابى لعضو مجلس الشعب عن دائرتنا وسألته سؤالاً جعلته فاغراً فاه أى أنه ( فاتح بقه ) فترة من الزمن وقال لى: لا ولكن سمعت أن هناك لجان فى مجلس الشعب تبحث التقريب بين المرتبات وكان ذلك سنة 2005 وكان سؤالى الذى أذهل عضونا المحبوب: ألم يطالب أحد من أعضاء مجلس الشعب بإضافة (صفر) على يمين مرتبات وأجور وبدلات وحوافز المصريين بمعنى أن من يكون مرتبه 300 جنيه يصبح 3000 جنيه ومن يكون بدل وجبته 5 جنيات تصبح 50 جنيها ومن كان بدل سفره 100 جنيه يصبح 1000 جنيه؟ وفطنت أن عضونا المحبوب تشكك فى قواى العقلية واتهمنى فى سره بالخرف والمشى نائماً وبأحلام اليقظة.
ومرت الأيام وسمعنا طراطيف كلام أن كثير من إياهم يطلب من وكيله الاستقالة أو يقدم على إجازة بدون مرتب واصبروا ولا تستغربوا فهو فى اليوم التالى سيعينه مستشاراً له بمرتب موضوع له صفر عن يمينه عن راتبه وهو وكيل ونعنى أن راتبه قفز من 3000 جنيه إلى 30000 جنيه وبعضهم قفز لنصف مليون شهرياً واستغربنا أى كادر جديد الذى هبط من السماء فلا هو كادر المعلمين الذى لا يستفيد منه إلا إذا نجح فى امتحان قدرات وكفايات للمعلمين ورغم أن الأخوة الأمريكان الذين صدروا لنا قصة اختبار الكفايات للمعلمين لا يربطون بين النجاح فيه بأى ميزة مادية ولكن بالمزيد من التدريب والدورات لتحسن الأداء ولكن هواة جلد الشعب المصرى مصرين أنه لن يلعق العسل حتى يجرع الصبر ومفيش عسل من غير نار واستغربنا هل هو كادر أساتذة الجامعات والذى ربطوه بالجودة ولا هو كادر الأطباء الذى ربطوه بالعمل فى الأرياف ولا يوجد كادر من الكوادر الثلاثة يضرب المرتب فى عشرة وبعض هؤلاء المستشارين يتقاضى المرتبين وبعضهم لديه ستين وظيفة أخرى.
واستغربنا ألمانيا فيها مستشار واحد واحنا بسم الله ما شاء الله مئات المستشارين المنتفعين ومستشارين لأيه وليه واستشاراتهم نفعت فى أيه والله ما عارف.
وأخيراً عرفنا السبب وإذا عرف السبب بطل العجب فالمرتبات المذهلة والترف والبذخ فى المكاتب والحفلات والتعازى والتهانى تصرف من ما سمى بالصناديق الخاصة التى كشف عنها تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات وهى آبار من الأموال من نوع المال السايب ويغرف منه من يغرف مثل المليارات الأربعة للعلاج على نفقة الدولة ولا يستطيع أن يغرف إلا من لديه مغرفة ذات حصانة فلا رقيب ولا محاسب ولا مراجع وهذه الصناديق الخاصة والتى يدفعها المواطن ومقتنع أنها تدخل خزينة الدولة ويدفعها بكل رضا نفس لأنها ذاهبة لا محالة للمستشفيات والمدارس ودعم السلع.
معقولة يا ناس أكثر من تريليون جنيه فى الصناديق الخاصة والتى لو دخلت خزينة الدولة لوضعت لكل مرتب صفرين على اليمين ولشغلت جميع العاطلين ولثبتت كل المؤقتين ولبنت مدن للعشوائيين ولسافر كل المرشحين للبعثات للحصول على الدرجات العلمية الرفيعة والمعطلين منذ سنين حتى كادوا ينسون بحوثهم ودراساتهم والذين فى هذا العام أبلغوهم أن ميزانية الابتعاث للخارج ألغيت والمبالغ المخصصة لتسفيرهم اختفت فى ظروف غامضة وبصراحة موش عايزين باحثين ولا علماء ولا متخصصين والمطلوب مستشارين .
تريليون جنيه مصرى على 80 مليون مصرى يبقى نصيب الواحد من الصناديق الخاصة حوالى 13 ألف جنيه مصرى، وذلك لو قسمت الثروة تقسيماً عادلاً ولكنها صناديق خاصة لهم وليست للشعب المصرى الذى يمولها ومسألة ضمها لخزينة الدولة يلقى معارضة شديدة من إياهم لأنهم سيرجعون المستشارين حبايبهم إلى وكلاء.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة