«التصريحات النارية.. المنشطات.. عجائب التحكيم.. اتهامات التواطؤ.. وعود زائفة.. منافسة باهتة».. واللى ما يشترى يتفرج فى سوق الجبلاية، هذا هو الحال على مسرح الكرة داخل مصر.. لا أعلم ماهى الأسباب التى أدت إلى تدهور الأمور إلى هذا التدنى فى الحوار بين الأطراف..؟!
أصبح لا يمر يوم إلا ونجد نقطة خلاف جديدة تطفو على سطح الأحداث الرياضية بوجه عام، وبين الأندية واتحاد الكرة بمشتقاته مثل لجنة الحكام ولجنة المسابقات وغيرها، بوجه خاص.. فالأمور وصلت إلى الهجوم المتبادل عينى عينك باتهامات واضحة وصريحة فى الذمة والشرف بين الجميع لمجرد وجود اختلاف فى وجهات النظر أو لخدمة المصلحة الخاصة، فيجب أن يكون هناك نظرة موضوعية للأمور بما يتفق مع المصلحة العامة، بدلاً من الدخول فى مهاترات ستكون فى النهاية ضد الجميع وتقضى على البقية الباقية من الالتزام المهنى للرياضة المصرية.
كلامى ليس معناه أنه لايوجد مخلفات فى المنظومة الكروية.. على العكس فهناك أزمات كثيرة، لكن السؤال الذى يطرح نفسه هو كيف نتغلب على ذلك.. وكيف نظهر الحقائق أمام الرأى العام بدون تجريح فى الأشخاص من غير دليل ملموس على صحة ذلك من عدمه..؟!
«إذا عُرف السبب بطُل العجب».. أحد الأقاويل المأثورة والمتداولة فى الشارع المصرى.. فهو يستخدم لاستبعاد الدهشة عن موقف غامض، وينطبق على معظم الشئون الحياتية.. لكنه لا ينطبق بأى حال من الأحوال على الرياضة المصرية لأننا لا نعرف الأسباب والأغراض الحقيقية جراء الحرب «الخفية» والعلانية بين الجميع على الساحة الرياضية، والتعجب من الأحداث والأمور بات شيئاً عادياً ولا يثير أى علامات من الدهشة، وذلك تحديداً رسالة موجهة لاتحاد الجبلاية وكل الأندية بدءًا من أزمة البث الفضائى والصراعات الداخلية وأزمات التحكيم ورابطة الأندية..إلخ.
الموضة الجديدة السائدة فى العلاقة بين الأندية واتحاد الكرة.. هى الهجوم الحاد المتبادل واستخدام ألفاظ نابية يعاقب عليها القانون.. وفجأة وبدون مقدمات تهدأ الأمور.. وهو ما يجعل هناك فرصة للقيل والقال بأن هناك صفقات مشبوهة جعلت العاصفة تهدأ.. والدلائل كثيرة طرأت فى هذا الموسم تحديداً مثل أزمة البث.. وخطف اللاعبين بطرق غير شرعية.. وشبهات التحكيم.. وطلبات الخلع من الأندية تجاه اتحادهم الكروى وغيرها.. وما يثير الأقاويل أكثر وأكثر ماحدث فى الفترة الأخيرة تحديداً مع بدء مباريات الدور الثانى للدورى. فوجدنا العديد من الأندية والأمثلة كثيرة مثل الجونة والمنصورة والزمالك والأهلى يطلبون الاستعانة بحكام أجانب بعد خسارة نقاط فى مباراة ورمى اللوم على الحكام.. وفى المباراة التالية حينما تعود نغمة الانتصارات تهدأ الموجة وكأن شيئاً لم يحدث.. صحيح إذا عُرف السبب بطل العجب..!!
الرسالة التى يعلمها الجميع أن المنافسات الرياضية هدفها الأساسى هو بث روح التنافس الشريف بين الأطراف.. لكن عندما تصبح الرياضة »هوسا« وتعصبا، فإنها تفقد كل قيمها، وتصبح أضرارها أكثر من فوائدها، مهما عظمت هذه الفوائد، خاصة فى ظل الاندراج خلف التعصب الأعمى والاندفاع العاطفى اللامدروس تجاه ناد كروى أو فريق وطنى، وما قد يصاحب ذلك من شغب وأحداث مؤسفة طالما شاهدناها فى الملاعب، حتى وصل الأمر إلى صراعات بين القيادات فى الأندية بمصر مع أنفسهم ومع مسئولى اتحاد الكرة بسبب وبدون سبب من أجل كسب بنط أمام الجماهير للبقاء فى المنصب الذى يشغله.. فهل يسمى ذلك رياضة؟!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة