نظرة السعادة فى أعينهم واستقرارهم لا تجعلك تشعر للحظة أنهم "أيتام"، فهناك ماما واخواتى وبيتى ومدرستى، أقاموا حفلة للاحتفال بمولد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، اليتيم وخاتم الأنبياء، هكذا احتفل أطفال جمعية الحصرى لرعاية الأيتام أمس الجمعة بيوم اليتيم والذى اعتبروه عيدا مثل بقية أعياد الستة، رقصوا وغنوا وضحكوا من قلوبهم، ولم ينسوا فى النهاية أن يشكروا ماما "ياسمين الخيام"، التى أكدت أن الأطفال "أولادها" ولن تتركهم أبدا وقالت "أنا معاهم فى تعليمهم، وحتى يتخرجوا ويتزوجوا ".
بدأ الحفل فى العاشرة صباحا على أغانى " الدى جى " المتنوعة، اجتمع فيه 43 طفلا يتيما، وسرعان ما تفاعلوا مع الموسيقى، فرقصوا وغنوا ولعبوا، يقول أحمد الصاوى، المشرف الاجتماعى فى الجمعية، "الجمعية ترعى 43 طفلا وطفلة، ما بين سن السادسة و حتى 11 سنة، ومن بينهم طفل واحد ذو إعاقة خاصة، ينقسم الأطفال إلى أسر كل منها تضم 3 أطفال ومسئولة عنهم "أم بديلة" تعيش معهم فى شقتهم فى مبنى الجمعية، حتى يشعر الطفل بالخصوصية والانتماء ويعوضه عن كونه يتيما، فهو يعيش وسط إخوته ولديه سريره ومكتبه ودولابه وشقته التى تنغلق عليه ولا يدخلها احد إلا باستئذان، وأمه– البديلة– تقيم معه تربيه وتذاكر له وكأنها أمه الطبيعية".
وأضافت دولت عطية، الاختصاصية النفسية، قائلة "اليتم ليس وصمة وليس شيئا نخجل منه، وطالما نعيش وسط ناس يحبوننا ويمدونا بمشاعر الحنان فلن يشعر الأطفال الأيتام بالنقص، وهو ما نحاول أن نرسخه فى أطفال الجمعية، فهم يدركون أنهم ينتمون لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام اليتيم، ليوكله ربه بقيادة الأمة الإسلامية وحمل الرسالة، يقتدى الأطفال به، ويعلمون رغم صغر سنهم أنهم سيسعدون إذا اثبتوا أنفسهم وتفوقوا واندمجوا فى المجتمع".
من جانبها أوضحت عبير زغلول، إحدى الأمهات البديلات والحاصلة على الأم المثالية البديلة على محافظة 6 أكتوبر، فأكدت أن الحنان والاستقرار العاطفى هو ما يحتاجه أى طفل من أمه، يحتاج إلى وقوفها إلى جانبه، خوفها عليه، لدرجة أنها أصبحت تعتبر أطفالها جزءا حقيقيا منها، وقالت "أعمل فى الجمعية منذ عامين بعد مجيئى من المنوفية لأبحث عن عمل إثر تخرجى من كلية الآداب، والحمد لله ما أجمل أن أكون أما لهؤلاء الأطفال اللى أحس لما أذهب فى إجازة باشتياقى إليهم وكأنى أريد ألا اتركهم أبدا"، مؤكدة أن الأطفال يحتاجون إلى السؤال عنهم والاهتمام بهم طوال العام وليس يوما واحدا فقط.
اتفقت معها فايزة أحمد قائلة "أنا مقيمة مع أولادى طوال الوقت، فى البداية لم نكن معتادين على بعض لكن بالعشرة والمسايسة ومعرفة طبع كل منهم، أصبحت لا أقدر على الاستغناء عنهم"، موضحة أنهن لا يستطعن أن يتركن الأطفال بشكل مفاجئ لأى ظروف إلا بعد أن تعتاد عليهم أم أخرى حتى لا تحدث أى فجوة للأطفال.
استمر الحفل حتى الرابعة عصرا تخللته فقرة الأراجوز والبلياتشو والرقص مع العرائس، خاصة كرومبو الذى تهافت عليه الأطفال للتصوير معه واحتضانه، وحضره الفنان، وجدا العربى، وجاء فى نهايته الإعلامى عمرو الليثى، كما شهد حضور عدد كبير من الجمهور للمشاركة مع الأطفال.
السعادة فى أعين الأيتام تجعلك تشعر أنهم ليسوا كذلك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة