ثلاث لاءات تحكم لقاء الحزب الناصرى بجماعة الإخوان المسلمين غدا بعد أكثر من ست سنوات من القطيعة بين الجانبين، وهى لا للخلاف الأيديولوجى والفكرى القائم بين التيارين اللذين يعتبران أنفسهما أكثر تيارين متواجدين بشكل حقيقى فى الشارع، بعيدا عن الإطار الحزبى.
وكذلك تجنب الحقبة الناصرية ومطالب الإخوان فيها باعتذار الناصريين عن اعتقالات 1954 و1965 والتعذيب، وكذا البعد عن مسألة تأييد الدكتور محمد البرادعى أو الانضمام للجبهة الوطنية للتغيير.
وتأتى زيارة وفد من الإخوان المسلمين غدا لمقر حزب الناصرى ضمن سلسلة الجولات التى بدأتها الجماعة الأسبوع الماضى بلقاء قيادات فى حزب التجمع، ومنتظر أن تمتد الأسبوعين المقلبين إلى أحزاب الوفد والجبهة والدستورى الحر، ويلتقى عدد من قيادات الجماعة غدا فى حزب العربى الناصرى بقيادات الحزب.
وأكد الطرفان أن لقاءهم الأول سيبتعد عن الخلافات الأيديولوجية والمرجعيات الفكرية،كما لا يفترض اعتذارا عن الحقبة الناصرية ولا كذلك عما قام به الإخوان ضد جمال عبد الناصر حسب تأكيد الجانبين.
ويضم اللقاء كل من د. محمد مرسى، المتحدث باسم جماعة الإخوان وعضو مكتب الإرشاد ود. أحمد دياب عضو الكتلة البرلمانية، وعلى عبد الفتاح أحد، قيادات الجماعة من الإسكندرية، ومن جانب الحزب الناصرى يحضر اللقاء أحمد حسن، أمين عام الحزب وأحمد الجمال وأحمد عبد الحفيظ، عضوا المكتب السياسى للحزب.
وأكد د. محمد مرسى، المتحدث باسم جماعة الإخوان أن لقاءهم مع الناصرى ليس بجديد ولكنه مختلف، معتبرا أن مضمون الحوار الأساسى يدور حول الحريات العامة وإلغاء حالة الطوارئ والقوانين والإجراءات الاستثنائية، مضيفا أن ما عجل باللقاءات هو مناسبة قرب انتهاء فترة العمل بقانون الطوارئ الحالية، ومرور الوضع السياسى بحالة حراك تحتاج تدعيم التعاون والتنسيق المشترك، بجانب محاولة حشد الرأى العام خلف مطالب القوى الوطنية.
وحول أسباب اختيار العربى الناصرى كمرحلة ثانية فى جولتهم بعد التجمع، نفى مرسى أن يكون هناك أفضلية من حيث الأسبقية، وأرجع الاختيار لظروف كل من الطرفين، مضيفا أنهم سيعقدون لقاءً الأسبوع المقبل مع حزب الوفد، ويليه حوار مع لقاء مع حزب الجبهة، مؤكدا أن هدفهم الأول هو بناء رأى عام وحالة من الاستقرار والتحفيز الشعبى خلف منع التزوير ورفض مد العمل بقانون الطوارئ، وكل ما من شأنه تحقيق مصلحة الوطن.
وحول مدى استمرار الحوار فى حال دخول النظام على الخط وتهديد أو إغراء أى من الأحزاب المشاركة فى الحوار مع الإخوان بوقف الحوار وإلا يتعرضون لعقاب الوطنى أو يحرمون من البرلمان أو غيره، ذكر مرسى أن الجميع لم يعد يتقبل شيئا من الوطنى بما فيهم قيادات الأحزاب السياسية، موضحا أن هذه التدخلات التى وصفها بالممجوجة أصبحت مكروهة ومفضوحة ولا أحد يستجيب لها، وإن حدث سيكون تأثيرها ضعيفا.
وعن سبب اختيار الأحزاب الثلاثة فقط فى اللقاءات والحوارات الأخيرة، ذكر مرسى بأنه ليس بينهم وبين أى قوى سياسية أو حزبية عداء، مضيفا أنهم يمدون أيديهم ويفتحون قلوبهم لجميع القوى والأحزاب دون تمييز، مستشهدا باستضافة الصالون السياسى للكتلة البرلمانية لكل ألوان الطيف السياسى فى مصر، بجانب الفعاليات التى يقوم بها نواب الكتلة مع جميع الأحزاب والمستقلون فى البرلمان.
ونفى أحمد حسن، أمين عام حزب العربى الناصرى أى تحالف مستقبلا بشأن الانتخابات البرلمانية المقبلة، قائلا"ليس الوقت وقت تحالفات ولا بد من الاستماع لوجهة نظرهم وبعدها نقرر وإن كنا لا نرضى التنسيق الجزئى"، وأرجع حسن عدم تحالفهم مع الإخوان ليس للاختلاف فى الأيديولوجية والمنهج، ولكن للخلاف حول المستقبل فيما يتعلق بالرؤية السياسية للعلاقات المجتمعية وكذا شكل الدولة، إضافة إلى اختلاف مفهوم التنمية والبنية الاقتصادية والبرنامج الاجتماعى والاقتصادى.
ورغم هذا لم ينكر حسن ضرورة التعاون والتنسيق فيما يتعلق بالإصلاح والرؤية للخروج من المأزق الحالى فى ظل المناخ السياسى والتضييق المفروض على الجميع، وحول مدى تأييد الناصرى للدكتور محمد البرادعى، رئيس الجبهة الوطنية للتغيير، خاصة وأن الإخوان أيدوه ويشاركونه فى الجمعية، أكد حسن أن الأزمة لديهم فى الإصلاح ليس فى الأشخاص بقدر ما هى فى تغيير سياسات وتركيبة اجتماعية للنظام، بجانب التصور والرؤية الشاملة لوضع مصر، مضيفا أن البرادعى ليس المهدى المنتظر ولا يزيد عن كونه مواطنا عاديا من أبناء مصر شغل وظيفة مرموقة فى مؤسسة دولية، وما قدمه عن الحرية والديمقراطية تقوله أغلب الأحزاب منذ سنوات طويلة.
ومن جانبه أكد على عبد الفتاح، عضو وفد جماعة الإخوان أن حوارهم الأول مع الناصرى لن يتطرق إلى خلافات أيديولوجية ولا تغيير مرجعيات، لكنهم فى النهاية سيركزون على القواسم المشتركة والبحث عن مخرج للأزمة السياسية فى مصر وما يترتب على ذلك من تعاون وعمل جماعى بين القوى الوطنية.
"البرادعى وحلم الثورة الخضراء" الكتاب الذى اعتقل ناشره
اللاءات الثلاث فى لقاء الإخوان والناصرى غدا.. لا للحديث عن الأيديولوجيا.. ولا لفتح ملف الحقبة الناصرية.. ولا مجال لإدخال الجمعية الوطنية والبرادعى ضمن جدول أعمال الحوار
السبت، 03 أبريل 2010 01:52 م