بيريز يعقد حلقة أدبية بين شعراء عرب ويهود ويمتدح نزار قبانى

الخميس، 29 أبريل 2010 12:51 م
بيريز يعقد حلقة أدبية بين شعراء عرب ويهود ويمتدح نزار قبانى شيمون بيريز الرئيس الإسرائيلى
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عقد شيمون بيريز الرئيس الإسرائيلى فى مقر رؤساء إسرائيل مساء أمس، حلقة أدبية شعرية تحت عنوان "العربية والعبرية لغتان متجاورتان" بمشاركة عدد من الشعراء والأدباء البارزين من الوسطين العربى واليهودى فى إسرائيل.

وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية، إن الحلقة تناولت العلاقات بين اللغتين من الناحية الثقافية الأدبية وتقريب وجهات النظر بين الناطقين بهاتين اللغتين، حيث أجمع المشاركون على أهمية تعلم كل مواطن للغة وثقافة وتراث الآخر بغية تعزيز التفاهم بينهما.

وكان من بين المشاركين فى الندوة الكاتب اليهودى ايلى عامير، الذى رحب بمبادرة شيمون بيريز، معتبراً أنها مبادرة عظيمة تهدف إلى تحقيق التقارب بين الطرفين وتقارب الأدباء من بعضهم البعض وتقاربهم من القراء.

وأضاف عمير، أنه من أجل التعرف على الآخر ينبغى أن تطلع على أدبه وشعره إذ إن اللغة هى الوسيلة الأولى للتعارف، وقال البروفيسور والشاعر العربى نعيم عرايدة، إن لقاءات من هذا القبيل تشجع الطرفين، معتبراً أنها تشكل حجر أساس للتفاهم والتقارب، وأضاف أنه يتعين على الشعب اليهودى فى إسرائيل تعلم اللغة العربية مثلما يتعلم العرب العبرية، إذ إن اللغة تعكس الثقافة وأنماط التفكير، وإذا تعارفت على لغة الآخر، فإنك قد تعارفت عليه وعلى حضارته، ومن شأن تعلم اللغتين أن يشكل جسراً للسلام والتفاهم.

وقال بيريز فى بداية الندوة: "حين كنت وزيراً للخارجية طلبت من سفرائنا أن يبعثوا لى بقصائد أكثر مما يبعثون لى به من برقيات، إيماناً منى بأنه يمكن من خلال الشعر الوقوف على طبيعة الأرض والإنسان أكثر من التقارير الدبلوماسية والصحفية.

وأضاف بيريز، أن من بين الشعراء العرب أنه تعلم منه الإعجاب، نزار قبانى، قائلاً: "قد قرأت بإعجاب قصائد حبه وشعره السياسى وما نشر له من شعر فلسفى، وفاجأتنى إحدى أقوى قصائده الحديثة التأملية وعنوانها "الشعر هو الاستعمار الجميل"، حيث يقول: "خضع العرب لاستعمار الشعر أكثر من خمسة عشر قرناً، فلم يقاوموه ولم يرفعوا فى وجهه السلاح، ولم يشتكوه إلى مجلس الأمن، أو إلى محكمة العدل الدولية، كان استعماراً جميلاً، ومهذباً، وراقياً، وحضارياً"، مضيفاً أنه فى قصيدته "متى تصمت العصافير" قال: "الشعب العربى ليس بحاجة إلى مهدئات شعرية، ولا إلى مسكنات لغوية ولا إلى حبوب، فاليوم يبلعها مع القصائد، فقد بلع هذا الشعب من قصائد الفخر، والمديح الكاذب، والعنتريات الفارغة والنفاق الموزون والمقفّى ما يكفى لتخديره ألف سنة.

وأضاف بيريز لقد قد فكرت ملياً فى هذه الكلمات، مع أن ما تعلمته من اللغة العربية قد نسيته، لأننا جميعا نتكلم الإنجليزية، وبدأت أفكر فيما بعد فى أن مصدر النزاع القائم بيننا وبين جيراننا العرب يكمن فى النزاع الشعرى القائم بيننا.

وقال بيريز: "إن اللغة رؤية، وليست مجرد وسيلة تعبيرية، وقد تكون إمبراطورية الكلام العربية أقوى من جمهورية الأشياء العبرية، ورغم كون العبرية والعربية تجمعهما صلة رحم وجيرة لغوية، إلا أنهما، على ما يبدو، فى خضم تناقض عميق، فالعربية أمْيَل إلى الجماليات وحسن العبارة، وتأبى أن تستبد بها التزامات عابرة، فيما العبرية أميل إلى الالتزام والحقيقة الحقّة والكلام الفصل، والعربية تميل للكرم، فيما العبرية مخلصة للدقة، والعربية لغة ملَكية، فيما العبرية لغة نبوية، وتنهل كلاهما من ذات النحو والصرف، ولكنهما تنفصلان فى مغزى المناظر".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة