أعرب راسموس فنستز الخبير بمجال تغير المناخ والطاقات المتجددة، عن شعوره بالإحباط من نتائج قمة المناخ الأخيرة بكوبنهاجن، والتى أسفرت عن اتفاقية مبدئية أقرت عليها وفود الدول المشاركة فى القمة وعلى رأسها كل من الولايات المتحدة والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، دون الموافقة عليه بشكل رسمى.
وأكد راسموس فى الصالون العلمى الشهرى الذى تنظمه لجنة تطوير المهنة والتدريب نقابة الصحفيين، أن من ضمن عوامل فشل قمة كوبنهاجن هو أن الأمم المتحدة الداعية للقمة تعتمد على نظام عقيم فى الموافقة على الاتفاقيات يتمثل فى ضرورة الأخذ بنظام الموافقة بالإجماع و ليس بالأغلبية، وهو أمر يساعد الدول غير الجادة فى عدم التوصل لاتفاقية موحدة، وأضاف أن بعض الدول كان من مصلحتها أن يبقى الوضع كما هو عليه، وهو ما يجعل دول الجنوب تدفع دائماً أخطاء دول الشمال.
وأكد أن تسريب الوثيقة المبدئية للقمة إلى الصحف بعدما نشرتها جريدة الجارديان البريطانية، كان لها تأثير سلبى داخل الرأى العام العالمى، خاصة المتهمين بمجال المناخ والحفاظ على البيئة، حيث اعتقد البعض أن هذه الوثيقة نهائية ولا مجال فيها للتفاوض، كما انتقد أداء الحكومة الدانماركية فى التحضير للمؤتمر.
وأشار راسموس إلى بعض المواقف المحرجة التى تعرض لها رؤساء الدول عندما حضروا إلى كوبنهاجن لتوقيع الاتفاقية، من بينها أنهم فوجئوا بأن مسئولى بلدانهم لم يتوصلوا إلى اتفاقية محددة قبل مجيئهم ولم يتبقَ أمامهم سوى يوم واحد فقط على انتهاء القمة، وهو ما أدى إلى أن رؤساء الدول لأول مرة فى التاريخ، حاولوا التوصل بأنفسهم الى صياغة الاتفاقية، مشيراً إلى دور باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فى محاولة الخروج من هذا المأزق من خلال اقتحامه للاجتماعات الثنائية بين الدول لإبداء مساعدته القانونية، معتمداً على خبرته فى مجال المحاماة، كما كان من ضمن المواقف الطريفة والغريبة فى الوقت نفسه، حسبما قال راسموس، هو ما حدث مع الرئيس الصينى الذى جاءت دعوته فى ترتيب متأخر حسب الحروف للرؤساء، وهو ما أدى إلى غضبه، وبعدها أرسلت الصين مسئول غير معروف فوجئ به جميع الرؤساء الذين حضروا القمة.
وأكد الخبير فى مجال التغيير المناخى أن العالم لن يستطيع تحمل زيادة معدلات الاحتباس الحرارى بشكل مستمر، مشيراً إلى أهمية العودة إلى المعدلات الطبيعية، وأوضح أهمية تكاتف أفراد المجتمعات مع حركات المناخ والحفاظ على البيئة، حيث قال إن المجتمعات عليها دور كبير ولا يجب أن تنتظر ما تسفر عنه القمم والمؤتمرات الرسمية، موضحاً دور الصحافة ووسائل الإعلام فى توعية المواطنين بأهيمة الحفاظ على البيئة، خاصة أن العالم يواجه مشكلة خطيرة وهى أن مصادر الطاقة غير المتجددة اقتربت من النضوب، مما يعنى ضرورة البحث عن مصادر متجددة من الطاقة لمنح الأجيال القادمة فرصتها فى الحياة بشكل طبيعى، مشيداً بدور الحركة العالمية "350"، والتى تعبر عن الحد الاقصى الذى يمكن أن يصل اليه ثانى أكسيد الكربون فى العالم.
خبير بالمناخ ينتقد دور الأمم المتحدة بقمة كوبنهاجن
الجمعة، 23 أبريل 2010 04:28 م
نقابة الصحفيين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة