منال العيسوى تكتب: حكايات شهرزاد فى الحزن الوطنى
الأربعاء، 21 أبريل 2010 04:36 م
حكايات شهرزاد فى الحزن الوطنى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بلغنى أيها الشعب الحزين، أنه يحكى أن شعب شبهنا، ما بيحلمش بواد وحصان، ما بيحلمش بزفة وزينة، فى يوم ما طلعتلوش شمس نام 80 مليون يحلموا بشهرزاد، بس هيه كانت مشغولة، وقعد يا حبايبى الشعب يدور على شهرزاد ويوم مالاقاها، بصت لهم وهية بتضحك قوى ومش قادرة تكلمهم من كتر ضحكها، قالوا لها حاسبى لا تموتى من كتر الضحك، اتمالكت نفسها بالعافية وقالتلهم، أصلى كنت ماسكة كتاب حواديت عدى الألف ليلة وليلة، وبلاد تجبنى وبلاد تحطنى، وفى مدينة بعيدة لاقيت نفسى جوه الحزن، أنا هحكلوا حدوتة من حواديت البلد دى اسمها "الحزن الوطنى".
ورجعت شهرزاد تقولهم تعالوا حواليا، الحزن الوطنى دا بقى ما بيهمدش كل يوم بيبعت لحبايبه رسايل مفخخة مليانة بكل شكل ولون، ومش حرمهم من حاجة ما هو كله عشانهم ومن أجلهم، وفى يوم من الأيام بعد ما بعت الحزن الوطنى " بالة الجزم ماركة وكالة البلح " من باب مسايرة التطور وتكنولوجيا الضرب بالجزم " عملوا مناقصة تمت فى أودة اخضر فى احمر، وطلع القرار الطارىء، ولفوا به على ظهر حمار بالمقلوب، انه على كل واحد من اللى قاعدين يقوم بسن بوز جزمته، ويقلعها وفوق المنصة يحطها من باب الاحتياط، وأهو السلاح اللى ميموتش أهو بردة يخوف وكله من داااااا .
وتستغرب شهرزاد وتقولهم تصدقوا ياحبايبى إنه فى جلسة صفا، قعد صاحب صفقة الجزم يرثى قواعد اللعبة ويفنطها، ويقولهم أول هام اللى هيفتح بقة معنديش له إلا"...." وشدها من رجله، وتانى هام اللى مش هيموت من الجزمة هيموت من ريحة الشراب، وانتو عارفين الشراب دا بقالى كم سنة لابسه، واوعوا تفتكروا إنى ناوى اقلعه، لاتقولو لى بقى ريحة صرف صحى ولا غيره، وبعدين المفروض انكوا أتعودتوا على الطعم والريحة دانا ناوى آخد فيها الآيزو، وكيويز عليكوا بقى واتعلموا من بتوع الكتان.
وبعدين قام وقف وحمر عنيه وقالهم بصوت عالى، بصوا بقى الجزم دى مش عندنا لوحدنا، الجزم دى انضرب بيها الراجل الكبير بتاع امريكا، واحنا مش احسن منه، دا سيدنا وتاج راسنا، مش طول عمركوا بتقولوا ياريتنا زى أمريكا، احنا مش عارفين نعملكوا إيه، تقعدوا تعبعبوا بالكلام ولما نسمعه برضه مش عاجبكوا.
وسكت الحزين وقالهم قولولى الأول إيه رايكوا فى شوية العيال اللى كل يوم والتانى يطلعوا بالمظاهرات وقال ايه عايزين يغيرو الدستور، هو احنا قد فرنسا دى هيه الأساس، العيال دى جنينتنى، مش كفايا بتوع الدوس بوك، دايسين فى كل حاجة، وعلى العموم أنا مبسوط قوى من بتوع الضرايب العقارية، واضح إن سياستنا بدأت تجيب نتيجة، أهم طلعوا بيتظاهروا بالجزم، شوفتوا بقى هيه دى سياسة الرباط الطويل، يلسوع بس ما يعورش .
وضحك الحزين وقالهم يالله بقى نرجع لموضوعنا أيه رأيكوا فى شوية العيال دول، قام القصاص من مكانه يقصقص فى كلامه ويعاتب حبيبه ويقوله، انت قلبك طيب ياباشا،وحنانك زايد، ولازم نضربهم بالرصاص، دا إحنا 80 مليون بناقص شلة فاسدة"، قله مندسة، لا تزيد عن زوبعة فى فنجان، بس العقرب ما سكتش، لدغ اللدغة وقاله دول شوية عيال تافهة ياباشا، كل يوم على الفاضية والمليانة يطلعوا فى مظاهرة، وما تعرفش مين اللى نادى هلال من على العربية جه جرى وقالهم ايوة صح تمام يستهلوا دول تجاوزوا قوى، بس الجزار سن سكاكينه وضرب كرسى فى الكلوب ووصف العيال بأنهم سفالةوقللات الأب.
قرفص الثمانين مليون وهما بصين لها قوى، قالتلهم رايحوا بس، أصلها حدوتة طويلة شوية، وركنت أديها وهية قاعدة تاكل إشى بطاطس وإشى تفاح وإشى قمح، وفاجأة سكتت، سألوها سكتى ليه، قالتلهم ماكنتش اعرف ان الحواديت عندكوا بتتحقق، اصلى قريت فى الحدوتة ان الحزن الوطنى بدأ يحقق فى قضية المبيدات المسرطنة والدم الفااااااسد ونايب القمااااار، وادينى اهوه قاعدة وآدامى أكل غلابة كله سرطنات، ويحرام مقدمهمش غيره، بعد اللحمة ما بقت سراب بنجرى وراة من السند والهند وبلاد بتاكل الجراد، بس ولا يهمكوا انتوا تهضموا الزلط، ولا هيأثر فيكوا الدم الفاسد، أهو يخف منكوا شوية، هو أنتوا هتعيشوا تعملوا ايه يعنى، ونايب القمار اهو واحد انكشف ادعوا بقى ربكوا يكشف الباقى.
طلبت شهرزاد منهم يتمنوا معاها أنها تسحر الترزية، سألوها ترزية مين، قالتهم ترزية القوانين، قالولها قوانين مين، هو احنا عندنا قوانيين، قالتلهم آة القوانين المتفصلة، سألوها على مقاس مين، قالتلهم على مقاس المحسوبية والرشوة والتزوير والطواريء ...
ضحك التمانين مليون وقالوا آه قصدك الكوانيين، أنت أصلك مش عارفة كوانين بلدنا، دى بنعملها لما يبقى عندنا وليمة كبيرة، ومحتاريين نطبخها أزاى، وعاملين حسابنا على كل حاجة، وحتى عندنا كلاب للكوانين بتقعقد جنب الآناجر، لوقعت حته لحمة تاكلها بسرعة وتجرى.
سكتت شوية شهرذاد وقالتلهم مش فاهمة هية الكوانين عندكوا بتعملوها ازاى، وقف واحد منهم شوية شاكله عارف بيقول ايه، متنور يعنى وقريله كم كتاب، قالها ياسيتى الكانون بيجى صاحب البيت يقول احنا عندنا عزومة والحلل الصغيرة مش هتقضى الاكل لازم نبنى كوانين، ودى بقى بنجيب شوية قوالب نرصها جنب بعض وفوق بعض وفى الآخر نحشيها حطب مكسر وخشب مسوس ونولع فيها بشوية جاز لامؤاخذة مش نضيف يعنى، فتولع ونارها تبقى موهوجة لحد الاكل مايستوى وبعدين نارها تخمد لوحدها ونهد الكانون، لحد ما عزومة تانية تيجى، وانتى وحظك بقى، ممكن نعمل عزومة كل شهر كل 6 شهور وأنت وحظك بقى.
وردت شهرزاد، وقالتلهم هوا فيه كدا، اصلى مش من هنا، بس واضح إن مفيش فرق كبير بين عندكو وعندنا، أنا كنت فاكرة ان شهريار بس اللى مفترى، سكت الثمانين مليون وفى نفس واحد قالوا " مش هنخاف، ولا هنطاطى، احنا كرهنا الصوت الواطى، وردت شهرزاد وقلتلهم .. اصرخوا .. اصرخوا وعلوا الصوت الى بيصرخ مش هيموت، داانتوا بتسكنوا عشرة فى اودة وهما بيلبسوا آخر موضة، وهما بيكلوا حمام وفراخ وانتو الفول دوخكوا وداااااااااااااااخ.
وتوتة توتا لسة ما خلصتش الحدوتة، مش هسالكوا اد ايه ملتوتة لأننا كلنا جوه الحدوتة.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة