أقيمت أمس، الثلاثاء، بدار الأوبرا المصرية ندوة حول أزمة مياه حوض النيل تحت عنوان الرؤية السودانية لتنظيم العلاقات المائية بين دول حوض النيل وانعكاسات تطورات السودان على هذه العلاقاتن وقال السفير عبد الرحمن سر الختم سفير السودان بالقاهره "برزت اتفاقية مياه النيل كإحدى القضايا الملحة فى دول حوض النيل أدت إلى بعض الخلافات بين أعضائها.
وأكد سر الختم على أن السودان منذ العام 67 ظل يتعاون مع دول حوض النيل بتدريب وتأهيل كوادرها حتى عام 72، حيث بدأت دول الحوض فى التفكير بوضع خطة شاملة سميت خطة عمل حوض النيل، وقال أيضا إن تلك الدول بدأت تتناول فكرة إنشاء مبادرة حوض النيل التى تم إقرارها فى العام 1979 وتهدف إلى إجراء دراسات فى كل المشروعات التى يمكن قيامها على كل روافد النيل.
وذكر سر الختم أن إريتريا اختارت أن تكون عضويتها بدرجة مراقب، وأضاف أن الاتفاقية هدفت لإجراء دراسات ممولة بواسطة المانحين عدّدها فى (البنك الدولى وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى وبنك التنمية الأفريقى) فى مجالات الرى والزراعة والخزانات وتوليد الطاقة الكهربائية المائية وإنشاء شبكات الربط الكهرباء المائى بين الأقطار فى دارة الأحواض المغذية للنيل وحماية البيئة إلى جانب دراسات موجات الفيضانات وذلك منذ عام 1979 وحتى اليوم.
وأشار سر الختم إلى أن هنالك مفاوضات خاصة بدأت عام 99 تقضى بإنشاء إطار تعاونى مؤسسى قانونى بدول الحوض، وذكر أيضا أن المفاوضات مستمرة حتى الآن وأن معظم أحكام الاتفاقية تم الاتفاق عليها، مشيرا إلى أن الخلاف تركز حول اتفاقيات سابقة منها الاتفاق الذى تم بين السودان ومصر فى العام 1959.
وأضاف سر الختم "أن دول الحوض السبع أعلنت عدم اعترافها بتلك الاتفاقات فى لقاءات بدأت فى كنشاسا لذلك تم الاتفاق على استبدالها ببند تم تسميته "بند الأمن المائى"، مؤكدا أن الدول اتفقت على الجزء الأول منه، وذكر أن الاختلاف على الجزء الثانى فيما يتعلق بالاستخدامات والحقوق كأمن مائى لدول الحوض.
وذكر سر الختم أن رغبة الدول السبع هو مناقشة هذا الأمر بعد قيام المفوضية المقترحة من قبل هذه الدول، مؤكدا رفض السودان ومصر التوقيع على اتفاقية لا تضمن الالتزامات الحالية والحقوق التاريخية للدولتين على حد قوله، وأضاف أن مصر والسودان تقدمتا بمقترح لحل هذه الإشكاليات من خلال مقترح يقضى بتحويل مبادرة حوض النيل الحالية إلى مفوضية يكون هدفها استقطاب التمويل لتنفيذ مشروعات لكافة دول حوض النيل.
أما عن انعكاسات تطورات الأوضاع السياسية فى السودان على العلاقات المصرية السودانية، قال سر الختم "إن النجاح الذى حققه السودان وهو يمر بمرحلة التحول الديمقراطى والانتخابات العامة التى تمت فى أمن وسلام ونزاهة، تجعلنا نطمئن من عملية الاستفتاء فى العام المقبل، وذكر أن عملية الاستفتاء ستتم بنفس الروح وهو الشىء الذى سيساعد كثيرا فى إنجاح حملة التهيئة لتغليب خيار الوحدة الذى سيمكن من استقرار الأوضاع السياسية فى السودان.
وقال سر الختم "فى كل الأحوال نحن نثق بأن النيل لن يغير مجراه ومساره التاريخى من منبعه إلى مصبه". وأشار إلى أن السودان ملتزم بأى اتفاق وقع بشأن مياه النيل بين مصر والسودان، وقال أيضا إذا كان للسودان كوب واحد ملىء بالماء فسيقتسمها مع الشقيقة مصر.
فى السياق نفسه قال هانى رسلان رئيس قسم دراسات السودان وحوض النيل "إن أزمة دول مياه النيل هى ليست أزمة مياه وإنما هى أزمة إدارة فى المياه".
سر الختم: إذا كان للسودان كوب واحد ملىء بالماء فسيقتسمها مع الشقيقة مصر
الأربعاء، 21 أبريل 2010 04:53 م