مع تطور العلم ورحلة البحث عن بدائل للتربة الزراعية بدأ العالم يتوسع فى زراعة البحار والمحيطات والأنهار والمسطحات المائية وهو ما يعرف بالزراعة الزرقاء.
وتعتبر الصين أولى الدول تقدما فى هذه الزراعة فالصين التى يتوقع أن يصل عدد سكانها إلى 1,6 مليار نسمة 2030 توجهت إلى مبدأ استغلال البحار كمراع ومزارع تحتل حسب الإحصاءات العالمية أكثر من 80 % من مجموع كمية تربية المنتجات البحرية فى العالم وتحتل قيمة إنتاجها أكثر من 50% من قيمة المنتجات البحرية الوطنية.
وانطلقت التجربة الصينية من ضرورة التخلص من اعتبار الصيد السمكى أساسا لاستغلال البحار فى التغذية وأن يترافق ذلك مع أسلوب إنتاج يتخذ التربة والزراعة نشاطات رئيسية له ويقصد بزراعة النباتات فى البحار فى المرحلة الحالية زراعة الطحالب وتربية الحيوانات الضعيفة الحركة والسمك أو الروبيان بعد تقييده فى الأحواض أو الصناديق الشبكية وقد تراوحت كمية إنتاج أعمال تربية المنتجات البحرية بين6 إلى 8 مليون طن وارتفعت نسبتها فى كمية إنتاج السمك عالميا إلى 5ر36 % ومن المتوقع أن تتجاوز الـ 50 % خلال سنوات قليلة.
ويتم استخدام الطحالب والأشنيات المائية كأغذية يمكنها تحويل المسطحات المائية إلى بيئة صالحة للزراعة، كما أن الاتجاه السائد حاليا يتمثل فى زراعة الطحالب وحمايتها وتكثيرها ثم تهجينها لتصبح من أنواع الطحالب العائمة ومن ثم استعمالها كأرض عائمة لزراعة المحاصيل الأرضية فوقها وهذا التصور عن مزارع الطحالب جاء فيه مختبر الأبحاث الزراعية المستقبلية فى جامعة هامبورغ الألمانية وهى مزرعة تمتد على كيلو مترين مربعين من الطحالب العائمة يتم حجزها بحواجز حديدية عائمة ثابتة لمدة محسوبة ما يؤدى إلى كثافة وتماسك هذه الطحالب بحيث تصبح أشبه بالأرض الخضراء ومن ثم وفق آليات محددة تتم زراعة بذور ومحاصيل مهجنة قابلة للرى بمياه البحار وقد جرب المختبر هذه الآلية بزراعة نحو250م2 بالفول وكانت النتائج مذهلة إذ استغرق نمو الفول فترة أقل بثلث المدة التى يحتاج إليها نموه فى تربة أرضية.
وتسير جنبا إلى جنب مع هذه الأبحاث أبحاث أخرى يقوم بها علماء الهندسة الوراثية فى البحث عن الموروثات التى تمكن النباتات البحرية من التعامل مع الأملاح لإنتاج أنواع مهجنة من القمح والأرز وحتى الآن تبدو النتائج مشجعة حيث أفلح العلماء فى تحديد أكثر من 100مورثة نباتية تختص بالتعامل مع المياه المالحة وفى مركز جون انس فى نوريتش أمكن الحصول على نوع هجين من القمح يسقى بالماء المالحة وذلك بنقل جينات نبات الشيلم عالى البروتين إلى نبات القمح فنتج محصول جديد أطلق عليه اسم قحليم يمكن زراعته فوق تربة صناعية عائمة فوق المياه المالحة.
يذكر أن هناك نباتات ساحلية تمتص مياه البحر بشكل طبيعى مثل الجوجويا التى تنمو فى سواحل المكسيك وتحتوى على50 % من الزيوت وإمكان استخدام ورقها كعلف للحيوانات، وكذلك نبات الساليكو رنيا الذى ينتمى لعائلة السبانخ ويتحمل حتى 30 % معدل ملوحة فى الزراعة.
وهناك أماكن أخرى لهذا النوع من الزراعة منها الاستزراع الشمسى إذ يقدر الإنتاج العالمى بنحو110 ملايين طن سنويا يسهم فيها الاستزراع بنحو21 مليون طن سنويا أى بنسبة20 % .
الصين الأولى عالميًا فى الاستغلال الأمثل للزراعة الزرقاء
الأحد، 18 أبريل 2010 08:43 ص
الصين الأولى عالميا فى زراعة المسطحات المائية وهو ما يعرف بالزراعة الزرقاء
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة