الحياة مجموعة لونية أروع ما فيها وجود كل الألوان الزاهية جنبا إلى جنب مع زميلاتها الداكنة: فقرمزى ساخن جدا؛ لأزرق بصفاء السماء؛ لأسود بكل ما يحمله السواد من كآبه وانغلاق..
فماذا لو أدركنا من الحياة لونها الأسود فقط؟ أظنها ستكون الحياة المستحيلة.
ولأنى أظن أنه لا يمكننا تغافل حقيقة مرورنا يوميا بأغلب الألوان؛ فكان هذا الباب محاولة لإلقاء نظرة على الألوان المبهجة فى الحياة؛ عندما تنغلق الدنيا علينا بلونها الداكن؛ أو تبرز درجات الرمادى بمللها وكآبتها.. فهل ينكر أحد أن للحياة مباهجها كما لها شقاواتها؛ أينكر أحد أننا جميعا مستمسكون بالحياة دون أن نعترف أنها نعمة فى حد ذاتها وإن امتلأت بالمشكلات؛ والتفاصيل المملة.. أيُنكر أحد أننا جميعا نتمنى لو ظفرنا ببعض السعادة؛ وبعض الإضاءات التى تشير علينا بخطوة نحو السعادة.
نتغافل كثير عن حقيقة أن المشاعر هى المايسترو الذى يقود حياتنا؛ وربما نجهل أو نتجاهل أن هذه المشاعر – كما أثبتت دراسات كثيرة – من اختيارنا.
فعلينا أو نصدق أو لا نصدق أن السعادة اختيار.. قد تقف مشدوها أمام هذه الحقيقة كما وقفت أنا أمامها أول مرة؛ وقد تتذمر أو تغضب لزعمى هذا.. أعرف أن الناس وسط الغضب؛ الخوف؛ الحزن؛ وغيرها من أطياف المشاعر السلبية "الداكنة" - قد يرفضون كل زعم بأن هناك طرق أخرى ووسائل أخرى لم يطرقوها بعد.. وقد يغالون فى رفضهم للحد الذى يصبح فيه الاختيار مسألة مستحيلة.. وسيعيننا كثيرا أن ندرك أن الظرف لا يتغير؛ إنما الإنسان بأفكاره هو فقط العنصر القابل للتغيير.
ولأن الناس بمشاعرهم وطموحاتهم وإحباطاتهم وأحزانهم وقوتهم وضعفهم – شغلى الشاغل فى الحياة عامة وفى هذا الباب خاصة؛ أجد فيهم كثيرا مما يدهشنى ويحيرنى ويسعدنى؛ بل أيضا يخيفنى ويتعسنى..
و سأسعى لاعتصار حكمة ما ؛ فكرة ما ؛ مهارة ما للعيش الأفضل.. أعتصرها مما مررت به من خبرات مع مئات الأشخاص الذين اكتب لهم ؛ادربهم ؛ أو اقدم لهم المشورة للعيش الأفضل.. وبطبيعة الحال من خلال تجاربى الشخصية فى محاولاتى المستميتة للعيش الأفضل رغم أنف الواقعية والألوان الداكنة.
آمل أن ينفتح عقلك وقلبك للتفاعل مع " قطع الحلوى" التى نحاول تقديمها وسط مر لا يمكننا تجاهله.
انتظروا الأسبوع القادم أولى خطواتنا نحو العيش الأفضل فإلى لقاء.
