علاء صادق

الظلام يخيّم على الرياضة المصرية

الثلاثاء، 13 أبريل 2010 07:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سُحب التفاهة والتعصب والإثارة انتشرت
كشفت أحداث مباراة الزمالك واتحاد الشرطة، مساء الأربعاء الماضى، فى الدورى الممتاز لكرة القدم فى المرحلة الخامسة والعشرين والتى انتهت بالتعادل 1-1 عن حجم التدنى والانحراف والفوضى فى كل عناصر اللعبة.

وخيم الظلام الدامس الذى تنعدم فيه الرؤية على كل مكان فى أرجاء الرياضة المصرية لتشمل المباراة والأخلاق والتحكيم والأداء والجمهور.. وسار الإعلام التافه خلف سحب التعصب والإثارة ليقود جمهوراً غفيراً من أنصار الزمالك إلى موجة عارمة وزائفة من التعرض للظلم.

ولسنا هنا بصدد الحديث عن أخطاء التحكيم فى تلك المباراة أو فى مباريات أخرى فى الدورى سواء للزمالك أو للأهلى أو لأندية منافسة على اللقب.. والحديث فى شؤون التحكيم بالعمق والحياد الكاملين يكشف وجود أخطاء كثيرة فى أغلب المباريات.. وللأسف كان الزمالك الفريق الأكثر استفادة من أخطاء الحكام المؤثرة والتى غيرت نتائج المباريات لاسيما أمام الإسماعيلى والاتحاد والجونة وغزل المحلة والمقاولون العرب.

ولكننا لا نهتم بنوعية وعدد الأخطاء وتأثيرها على النتائج بقدر ما نهتم بأنها موجودة عندنا وعند الآخرين، وأنها لن تنتهى فى عالم كرة القدم طالما ظل الحكام فى تلك اللعبة الشعبية من البشر.. ونهتم أكثر بضرورة تقبل تلك الأخطاء سواء كانت مؤثرة أو غير مؤثرة، وسواء حملت شبهة القصد أو التعمد أو الخوف أو الرضوخ للضغوط.. وما أكثر المباريات الدولية للزمالك فى البطولات الأفريقية والعربية للأندية التى ظُلم فيها الفريق بقسوة هائلة لاسيما خارج الحدود.. وعلى العكس استفاد الزمالك كثيراً من مجاملات تحكيمية فى مباريات له فى نفس البطولات فى القاهرة.

هذا هو التحكيم فى كرة القدم.. يوم معك ويوم عليك.

ويزداد الأمر سوءًا فى مصر مع التحكيم لأن الأخطاء أكثر عددًا وأكبر تأثيرًا ولكننا نتقبلها مرغمين.

أما أن نتحول من لاعبين ومدربين فى الملعب إلى مسؤولين لمعاقبة الحكام فورًا عن طريق الاعتراض أولا وإثارة الجماهير ثانيا وتخويف الحكام ثم التحرش بهم والاعتداء عليهم على مرأى ومسمع من الجميع، فتلك قضية لا نسكت عليها.

حماية الحكام جزء من نسيج النظام وأى محاولة للهجوم على الحكام باللفظ أو بالشغب أو بالضرب، فكلها أمور تستوجب أقصى عقوبة وفى أسرع وقت.

ما حدث فى مباراة الزمالك واتحاد الشرطة يمثل نقطة تحول فاصلة فى انحراف الرياضة المصرية، وفى انتشار الفوضى فى مباريات كرة القدم وفى انهيار الأخلاق وخوف الحكام.

نزول إبراهيم حسن الموقوف دولياً وأفريقيا ومحلياً إلى أرض الملعب بعد نهاية اللقاء وتحوله إلى وحش كاسر يهاجم كل من يعترضه ويضرب محمد إبراهيم، مدرب اتحاد الشرطة، فتلك مهزلة أو كارثة بكل المقاييس.. وسكوت مجلس إدارة اتحاد الكرة على الشغب والاعتداء من إبراهيم حسن مهزلة أكبر، لأن المبرر الذى اتخذه اتحاد الكرة هو عدم وجود صفة رسمية له.. والكل يعلم يقينا أنه يعمل ويتقاضى راتباً ضخماً من الزمالك، ويتباهى ويتفاخر بوظيفته فى كل الصحف والقنوات.. والاعتراف سيد الأدلة.. ولكن اتحاد كرة القدم المتخاذل يغض الطرف عن المخالفة القانونية، والمجلس القومى للرياضة الأكثر تخاذلاً يغض أيضاً الطرف عن إبراهيم حسن وعن عمله وعن تقاضيه لأموال من نادى الزمالك.

والأسوأ أن أغلب القنوات- إن لم يكن كلها- تفتح له أبوابها وشاشاتها ليكون ضيفاً ويتحدث عبر الهاتف ويصب لعناته واتهاماته على كل من يخالفه الرأى، حتى وصل به الأمر إلى إساءات بالغة إلى كابتن مصر وأحسن لاعب فى أفريقيا أحمد حسن، فى كل وسائل الإعلام دون أن يجد من يردعه.

ما فعله اللاعبان الصاعدان حازم إمام وعلاء على من اعتداءات على حكم المباراة، أو على أحد أفراد الجهاز الفنى لاتحاد الشرطة، يمثل جانباً أقل خطورة من أفعال إبراهيم حسن.. ولكنهما تعرضا لعقاب رادع وأفلت هو من العقاب تماماً.

وما فعله إبراهيم حسن الموقوف أصلاً والمعاقب أصلا أخف كثيراً مما فعله السفهاء والمتخلفون من رجال الإعلام المتعصبين للزمالك- وأغلبهم معروف- من دفاع رهيب عن الجماهير المشاغبة، ومن دفاع عن اللاعبين المخالفين ومن دفاع عن إبراهيم حسن، وعند أنصار الزمالك، المتأهبين أساساً، للإيمان بأنهم مظلومون ومهمشون فى المجتمع.. ولن يجد هؤلاء المتعصبون العاملون فى الإعلام من يعاقبهم أيضاً فى ظل فضائيات مفتوحة أو مفضوحة لفعل الفواحش بالصوت والصورة.

الظلام أحاط بالرياضة المصرية وتركها بلا نقطة ضوء أو نقطة أمل، لأن المسؤولين عن الإضاءة والتنوير أكثر سوادا وتعصبا من الملايين الذين يحركهم الرأى العام.

استرها يا رب!!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة