ألقت صحيفة "لوموند" الضوء على التغير الذى طرأ على موقف الصين من مسألة فرض عقوبات ضد إيران بسبب سعيها لامتلاك السلاح النووى، والذى وصفته بأنه تغير مهم للغاية، وأرجعته إلى عدة أسباب منها قلق الصين من التعرض للعزلة الدبلوماسية.
تقول الصحيفة إن الصين ظلت حتى الآن مترددة بشأن فرض عقوبات جديدة ضد إيران المشتبه فى سعيها للحصول على السلاح النووى، حيث ظلت مقتنعة بإمكانية إجراء مفاوضات. وكانت الصين تفسر موقفها بتمسكها بمبدأ سيادة كل دولة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، خاصة وأنها تشكك فى فعالية العقوبات، لاسيما وأن تلك التى فرضت على إيران فى 1979 لم تردعها عن تغيير سياستها النووية.
كما أن تردد الصين كان يرجع، وفقا للعديد من المراقبين، إلى رغبة الصين فى الحفاظ على التعاون التجارى الوثيق الذى يربطها بالجمهورية الإسلامية التى تزودها بـ13 ٪ من وارداتها النفطية.
وتتساءل الصحيفة حول الأسباب التى قد تكون دفعت الصين إلى تغيير موقفها. وقد أرجعتها إلى عوامل عدة منها خوف بكين من العزلة الدبلوماسية، أو عادتها تلك فى تبنى نفس مواقف روسيا فيما يخص الملف الإيرانى، أو سأمها من استمرار رفض طهران الاستجابة لأية محاولات للحوار قد تكون وجهت إليها.
وتخلص الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن موافقة بكين تمثل بلا شك بادرة رمزية من جانبها، خاصة وأنها متمسكة بعدم فرض عقوبات "قاسية" على إيران، إلا أنه كان من الصعب عليها أن تقف مكتوفة الأيدى أمام خطر استمرار إيران فى العمل على انتشار الأسلحة النووية، لاسيما وأن الأمم المتحدة تعقد فى شهر مايو مؤتمرا بشأن عدم الانتشار النووى.
لوموند: الصين وافقت على عقوبات إيران خشية من العزلة الدبلوماسية
الخميس، 01 أبريل 2010 04:32 م