علاء صادق

فى إنجلترا.. المكاسب أكثر من السلبيات

الثلاثاء، 09 مارس 2010 07:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
آه لو كانت كرة القدم من شوط واحد.
لو كانت فعلاً.. لفازت مصر على إنجلترا فى ويمبلى.
عموماً.. الحقيقة أن كرة القدم من شوطين متساويين فى الزمن، وأن مباراة إنجلترا ومصر الودية انتهت مساء الأربعاء الماضى بفوز إنجلترا 3-1.. وأحرز المضيف كل أهدافه فى الشوط الثانى.
والبحث عن أسباب الهزيمة أو تحول اللقاء ضدنا فى الشوط الثانى يكشف عشرات الأسباب مابين نقص فى اللياقة البدنية وغياب للثقة فى الانتصار على الكبار وتغييرات خاطئة.
ولكن البحث عن المكاسب يكشف أموراً أكثر وأفضل.
والراغبون فى اللطم يمكنهم التفتيش عن السلبيات، ولكننا نقدم لكم الإيجابيات التى أفرزتها المباراة التاريخية.
والبداية كانت فى القدر الهائل من الدعاية المجانية لمصر (البلد والفريق) فى كل وسائل الإعلام فى العالم.. وكم كانت سعادتى عملاقة عندما اتجهت الصحف والوكالات العالمية للأنباء إلى مصر على مدار الأيام التى سبقت المباراة وتبعتها.
ولا أخفى سرا أن حجم الدعاية ما بين مساحات واسعة فى كل الإعلام المكتوب والإلكترونى وبين أوقات طويلة عبر الشاشات والإذاعات فاق كثيراً ما كتب عن مصر فى أى مناسبة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية خلال السنوات العشرين الأخيرة.. لأنها ببساطة المناسبة الرسمية الوحيدة التى جمعت مصر وإنجلترا فى مكان واحد وحدث واحد وهدف واحد.
ولا جدال أن كل الجوانب الأخرى من مصرنا استفادت كثيراً من تلك المباراة إزاء اهتمام الإعلام الإنجليزى بالمصريين وحياتهم وتاريخهم خلال معرض حديثهم عن المباراة.
وهكذا عرف الخبراء السياسيون والاقتصاديون بما لايدع أمامهم مجالاً للشك أن الرياضة هى الطريق الأقصر لعقول وقلوب الملايين فى كل بقاع العالم.
ونأتى للفائدة الثانية.. وتتمثل فى حجم المشاهدة وحجم التأثير.
ووصل عدد المشاهدين عبر إنجلترا ومصر والدول العربية والأوروبية إلى أكثر من ثلاثمائة مليون مشاهد عبر 21 قناة تليفزيونية مفتوحة ومشفرة أذاعت المباراة عبر الهواء مباشرة.
ولكى ندرك قيمة هذا الرقم الكبير لابد أن نعرف أن عدد مشاهدى المباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية الاخيرة مساء 31 يناير الماضى بين مصر وغانا لم يتجاوز نصف الرقم السابق.. بل لم يكن بينهم أكثر من مليونى شخص أوروبى فقط.
ولم يقف الأمر عند العدد وإنما امتد إلى التأثير الإيجابى على الأوروبيين من فرط اقتناعهم بالمهارات الفردية لدى الفراعنة ومن دهشتهم من التفوق المصرى على المنتخب الإنجليزى فى عقر داره فى ملعب ويمبلى العريق خلال الشوط الأول.
وانحصرت التعليقات والتحليلات فى كل البرامج التحليلة والنقدية عبر المحطات البريطانية والأوروبية بين شوطى المباراة حول أمر واحد فقط.. وهو المستوى الكبير وغير المتوقع للفراعنة أبطال أفريقيا لاسيما على صعيد الأداء الجماعى.
ووصل الأمر عند الأغلبية إلى التأكيد أن المصريين هم الأقرب بين دول أفريقيا وآسيا فى الوصول إلى المستوى العالى للكرة الأوروبية وفى أمريكا الجنوبية.. وأن خروج الفراعنة الباكر من تصفيات المونديال يمثل لغزاً وإحباطاً كبيراً لهم.. ولكن نهائيات كأس العالم 2010 والتى تقام الصيف المقبل فى جنوب أفريقيا هى الخاسر الاكبر من غياب المنتخب المصرى عنها.
وسمع العالم بأسره التصريحات العلنية التى أدلى بها المدير الفنى الإيطالى للمنتخب الإنجليزى فابيو كابيللو عقب اللقاء، عندما أشار إلى أنه لم يفاجأ بالمستوى الرفيع للفراعنة لانه تابعهم فى الأمم الأفريقية وانبهر بهم خاصة فى التنظيم والتطور خلال المباريات.. وأنه عانى كثيراً خلال الشوط الأول الذى تفوق فيه الضيوف بهدف نظيف يمثل نموذجاً جميلا فى كرة القدم.
وامتدح الهداف الإنجليزى والأوروبى الأول واين رونى لاعبى منتخب مصر كثيرا، مؤكداً أنه وجد معاناة شديدة فى الإفلات من رقابة المصريين.. وأنه سعيد الآن أن الجزائر هى التى تأهلت إلى المونديال على حساب مصر.. لأن أى مواجهة مع الفراعنة خارج الحدود الإنجليزية ستكون غير مضمونة العواقب.
وإيجابيات أخرى مهمة حققها الفراعنة فى مباراتهم فى ويمبلى.. وبينها السلوكيات الممتازة للفراعنة لاسيما فى التعامل المهذب مع لاعبى إنجلترا بعد أى التحام عنيف أو مخالفة غير مقصودة.. وكذلك الاحترام الكبير لقرارات الحكام الباراجوانيين حتى التى جاءت خاطئة ضد المنتخب المصرى وبينها الهدف الثالث من تسلل واضح.
وعرف الجميع أن المصريين شعب متطور وراق وواع ومثقف ومتحضر ويحترم القوانين واللوائح ويقبل الأخطاء غير المقصودة.
وازدادت الإيجابية بالحضور المذهل للجماهير المصرية فى مدرجات الملعب العريق بأعداد فاقت ثمانية آلاف متفرج.. وهو رقم قياسى لأكبر حضور جماهيرى للمصريين فى مباراة خارج الحدود.. وما أعجب أن يتحقق الرقم فى مباراة ودية وفى دولة تبعد عن مصر مسافة تزيد أربعة أضعاف المسافة التى تفصل بين القاهرة والخرطوم.. كما أن دخولها يحتاج إجراءات وتكاليف كثيرة ومعقدة بينما يدخل المصريون السودان دون تأشيرة!!.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة