مرة واحدة دخلت فيها فى مناقشة مع الأستاذ مدحت قلادة، وكانت حول افتراءاته عن ثورة يوليو، واستشهاده فى تمرير وجهة نظره على معلومات خاطئة.
وهذه هى المرة الثانية التى أجدنى مضطرا للرد على ما كتبه بعنوان :" لماذا يصمت هؤلاء "، وعدد فيه وقائع يستشهد من خلالها ما يعتقد فيه بأنه اضطهاد للأقباط، واستنكر مقالى :"لا لمظاهرة قبطية تبعث على الفتنة الطائفية"، وتساءل : "لماذا يصمت الأستاذ سعيد الشحات على الظلم البين؟ أين قلمه للتنديد بالأقباط المسالمين المنددين بالظلم أمام مجلس الشعب، ولماذا لم يشارك ويقود هو مثل هذه المظاهرات لكى لا توصف بأنها ظاهرة طائفية ".
مشكلة الأستاذ مدحت قلادة أنه يتعامل بمبدأ "من ليس معنا فهو ضدنا"، وهو المبدأ الذى يغلق الحوار المتنوع والخلاف الذى يؤدى إلى الوصول لقواسم وطنية مشتركة، وتعامل الأستاذ قلادة وفقا لهذا المبدأ يجعله جنديا مخلصا لطائفته، بالدرجة التى يمكن للآخرين أن يفهموا منها أن " الإخلاص للطائفة أهم من الإخلاص للوطن"، ولأنى لا أشق الصدور حتى أتبين من يحب الوطن ومن يكرهه، أقول فقط للأستاذ مدحت إنه بمقدار رفضى للتطرف فى صبغته الإسلامية بمقدار رفضى أيضا للتطرف فى صبغته القبطية، وهناك العديد من مقالاتى التى تؤكد ذلك.
اجتهادات الأستاذ مدحت قلادة هى اجتهادات طائفية بامتياز، ولأنه يريدها كذلك فعليه أن يتوقع اجتهادات طائفية مضادة من متطرفين مسلمين، وبالتالى نكتشف أننا نعيش بين خطر الفريقين.
يعدد الأستاذ قلادة حوادث ضد أقباط انتهت بمقتلهم، وهذا وضع لا يمكن قبوله، لكن لماذا لا يعترف أن بعض هذه الحوادث لم تقع لأسباب طائفية؟، وأخيرا وكما قلت فى مقالاتى السابقة، إننا لو نظرنا إلى مجمل مشاكل الأقباط والمسلمين على أنها مشاكل وطن بالكامل سنختصر الكثير والكثير، فالفساد واحد وضحاياه مسلمين وأقباط، وغياب الديمقراطية واحد، وضحاياها مسلمين وأقباط، ولو تكاتف الكل لمواجهة الفساد وتحقيق الديمقراطية سنكون قد وضعنا أيدينا على أهم علاج للطائفية التى يحرض عليها قلادة بكتاباته.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة