سعيد الشحات

الثورة والصدام عند البرادعى

الجمعة، 05 مارس 2010 01:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يستخدم الدكتور محمد البرادعى فى قاموسه، منذ أن بدأ الجدل حول إمكانية ترشيحه لرئاسة الجمهورية، وحتى وصوله إلى القاهرة، تعبيرات مثل «الثورة الشعبية» أو «الانتفاضة»، لكنه استخدمها قبل أيام، وتلك لقطة تستحق التوقف والرصد فى مسيرة رجل محترم.

فى حديث إلى وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية يوم السبت الماضى، حذر البرادعى من أن مصر قد تواجه ثورة شعبية، إذا لم يستجب النظام الحاكم إلى المطالبات السلمية بالتغيير، وقال: «التغيير أصبح فى مصر حتميا، وما أحاول أن أفعله حاليا هو تجنب صدام محتمل بين الحكومة والشعب».

استخدم البرادعى ومنذ بدء الحديث عن ترشيحه لرئاسة الجمهورية خطابا لا يشمل لغة تهديد، أو كلاما عن الثورات والانتفاضات، مما اعتبره البعض مزيدا من التعقل منه، وهدوءا لأجل المزيد من التأييد الجماهيرى، وأن الرجل لا يرفع فى سقف اللغة التحريضية، لإيمانه بأنها لا تسفر عن نتائج ملموسة، وأن تكررها قد يساهم فى تفريغ مضمونها، ويقلل من قيمتها لدى قطاعات شعبية عريضة.

ما الجديد الذى جعل البرادعى يتحدث عن الثورة الشعبية واحتمالاتها، أو الصدام الذى قد يأتى بسبب عدم تلبية الحكومة لنداءات التغيير؟.

فى الحوارات الصحفية والفضائية التى أجراها البرادعى تحدث الرجل مسلحا بأرقام وإحصاءات عن الفقر وأحواله، والعشوائيات وساكنيها، والبطالة ونارها التى تكوى الشباب الذين تعلموا ولم يحصلوا على فرصة عمل تحقق لهم حدا أدنى من الحياة الكريمة، وهى نفس الأرقام التى ترددها المعارضة قبله، وتوقعت من خلالها اقتراب اندلاع الثورة الشعبية، لكن الأيام تمضى والثورة لا تحدث رغم أن الأرقام صحيحة، والناس تئن، واستثمر الحزب الوطنى وحكومته فشل توقعات المعارضة بشأن الثورة، ليقول منها إن المعارضة تبالغ ولذلك تنصرف الجماهير عنها، ولأن الجماهير لم تثر ولم تشعل الأرض غضبا تحت أقدام الحزب الوطنى، أصبح كلام المعارضة مسخا فى نظر الجماهير، وأكده تصرفاتها الصغيرة التى أظهرتها دائما لقمة سائغة فى فم الحزب الوطنى وحكومته.

ليس معنى ما أطرحه أن يقلع البرادعى عن خطابه المعارض، وإلا ما كان له أن يظهر فى الصورة من الأصل، ولكنى أناشده ألا يستخدم مبكرا تعبيرات الثورة والانتفاضة والصدام، فالأوفق أن يؤجل ذلك حتى يقف على الحجم الحقيقى للجماهير التى تؤيده، وهل هى بمقدورها أن تقدم على فعل ثورى وصدامى أم لا؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة