لا ينكر أى إنسان لديه بقية من ضمير حى أن عودة البرادعى إلى مصر معلناً قبلها عن نيته الترشح لمنصب الرئاسة كان بمثابة إضافة هامة إلى معادلة سياسية كان الجميع يعلم سلفاً تفاعلاتها ونتائجها الحتمية التى لم تعد كذلك!!
إن متابعتى للإعلام السياسى وللسياسة الإعلامية منذ أعلن البرادعى نيته خوض الانتخابات الرئاسية جعلتنى أتوقف أمام ملامح رئيسية أولها لا يستحق الإفاضة، وهو يتمثل فى سيل الذرائع والحجج السطحية الواهية التى تقيأتها أفواه بعض قيادات الحزب الوطنى لإقناع البرادعى بالعدول عن رغبته وإقناع مؤيديه بالعزوف عن تأييدهم له وهو مالم. أما عن الملمح الثانى فيتمثل فى مجموعة من المعوقات التى تجعلنى أصف أحلام البرادعى فى الفوز بانتخابات الرئاسة بل أصف مجرد الحلم بخوضها بأنها أحلام يقظة إن لم تكن درباً من دروب الوهم الذى لا أحمل البرادعى مسئولية عدم الواقعية فى التعامل معه بقدر ما أحملها للقائمين على حملة ترشيحه والذين أفترض فيهم من الواقعية السياسية ما يؤهلهم إلى التمييز بين الممكن والمستحيل، وما يؤهلهم إلى كيفية جعل المستحيل ممكناً وما يؤهلهم للتعامل مع المستحيل إذا ظل مستحيلاً!!.
أننى أنظر إلى القائمين على حملة الدكتور البرادعى بل وينبغى أن ينظروا هم إلى أنفسهم باعتبارهم مجموعة من المستشارين الذين ينبغى عليهم ألا يتخاذلوا عن دعمه حين يصيب وألا يترددوا فى نصحه حين يخطئ، ولقد أخطأ البرادعى وربما أخطأ مستشاروه حين قرر أو حين قرروا ووافقوا على خوضه للانتخابات الرئاسية كمستقل.. لماذا؟ لأن هذا هو المستحيل بعينه، أما الوهم فهو أن يتخيل مستشاروه أن بمقدور الدنيا ولو اجتمعت أن تنجح فى تعديل المادة 76 من الدستور.
ماجد ضيف
أحلام البرادعى فى الوصول إلى كرسى الرئاسة.. أضغاث أحلام
الجمعة، 05 مارس 2010 12:34 ص