خلال ندوة مؤتمر الترجمة..

فيصل دراج يتعجب من انتشار رواية "عمارة يعقوبيان"

الثلاثاء، 30 مارس 2010 06:09 م
فيصل دراج يتعجب من انتشار رواية "عمارة يعقوبيان" الناقد الفلسطينى فيصل دراج
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعجب الناقد الفلسطينى فيصل دراج من انتشار رواية عمارة يعقوبيان لدى ترجمتها إلى الفرنسية وبيع منها مئات الآلاف من النسخ، وقال دراج: "مع احترامى لموهبة علاء الأسوانى، لكن كيف تنشر اللموند الفرنسية خبرا مفاده "اسم جديد يتجاوز نجيب محفوظ".

جاء ذلك خلال الندوة التى عقدها المؤتمر الدولى الأول للترجمة أمس، الاثنين، وحملت عنوان "الترجمة فى عصر ما بعد الاستعمار"، وشارك فيها منى بيكر، وثائر ديب، وصبحى الحديدى، وأدارها فيصل دراج.

وقال دراج: "هذا يدل على أن الغرب ينظر إلى أدبنا نظرة المتلصص، ويترجم ما يفضح مجتمعنا، وضرب مثلا برواية "برهان العسل" للكاتبة سلوى النعيمى الصادرة عن دار رياض الريس، وقال : "ذكرت صحيفة اللموند الفرنسية سبع استشهادات لسبع صحف عن سبع نقاد تُـجمِـع على أن هذه الرواية من أعظم ما كتب فى الأدب العربى".

وتطرقت المترجمة منى بيكر فى كلمتها إلى أوضاع المترجمين فى الحروب والمعارك، وأكدت على أن المترجمين يتعرضون لأسوأ معاملة فى أوقات الحروب، ولا يتم تعويضهم عن الإصابات البالغة التى يتعرضون لها، بل وتخصم من رواتبهم الأيام اللواتى يقضونها فى فترات العلاج داخل المستشفيات.

وأشارت بيكر فى كلمتها إلى تقارير الديلى تليجراف ووسائل إعلام أخرى أكدت على أن المترجمين شاركوا فى تعذيب العراقيين أثناء الاجتياح الأمريكى للعراق، وشاركوا فى جرائم مشينة، وهو ما وصفته بيكر بالازدواجية فى دور المترجم.

كما أشارت بيكر إلى أن الجيش الأمريكى وكذلك السياسيين لا يثقون فى المترجمين حتى لو كانوا أمريكيين، وأكدت على أن الجيش الأمريكى يعتبر المترجم شرا لا بد منه، ويعتبرونه مصدرا خطرا على المعلومات الحربية.

وتطرقت بيكر إلى أن المترجمين المحليين الذين يتم تجنيدهم من مناطق الحرب يعتبرون مؤرخين لهذه الحروب، فهم يتابعون الأحداث، ويعتمد عليهم الصحفيون فى تقييم المخاطر المرتبطة بزيارة مكان ما، ويمثل هؤلاء المترجمون الذين يعملون فى ساحة الحروب الرواة الرسميين لها.

وتطرق المترجم صبحى الحديدى فى ورقته إلى التأكيد على أن الترجمة تخدم وظائف فى توطيد سلطة المستعمر، وتجميل هذا الاستعمار لدى أهل البلد الأصليين، وقال الحديدى: "تساهم الترجمات الصادرة لأدبنا العربى فى السخرية منها على نحو ما فعلت ترجمة إدوارد لين لألف ليلة وليلة، التى أصبحت مرجعية فيما يخص مناخات العالم العربى والإسلامى، ومادة للسخرية من هذا العالم، وأكد الحديدى على أن المترجم عمد إلى تغذية نزعة التفوق لدى الغرب والاستعلاء على الممارسات التى تخص الحريم والنساء واللاتى جاءت فى ألف ليلة وليلة.

وأشار الحديدى إلى شهرة ترجمة "فيتزجرالد" لرباعيات الخيام، مؤكدا على أن الهند قامت بترجمتها نقلا عن الإنجليزية، بدون أن ترجع إلى النص الأصلى كأنهم يؤمنون بكل ما جاء بها، وكأن هذه الترجمة الإنجليزية قد أكسبتها الشرعية.
وقال الحديدى: التهافت الآن يجرى على ترجمة أدب المرأة السعودية، رغم أنه فى ظنى معظمه هابط وقليل القيمة، لكن الغرب يرغب فى ترجمته ليقتات عليه متلصصا على شعوبنا ومجتمعاتنا".

وعقب فيصل دراج على كلمة التلصص التى ذكرها الحديدى قائلا: "التلصص وهى عنوان رواية الأديب صنع الله إبراهيم، لكنها تعنى أن يأتى الطرف القوى ويقرأ الطرف الضعيف كما يهوى، أى يخترع الاستشراق".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة