ليس من الإنصاف أن يبدأ فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر مسيرته فى المنصب الجديد بالهجوم على ثورة يوليو واتهامها بإفساد الأزهر، لأنها -حسب تصريحه للزميلة الوفد المعروفة بعداءها للثورة وقائدها- "نشرت الفكر الاشتراكى وظهور الفلسفة الماركسية المتمثلة فى الفلسفة التى تطارد الدين".
شيخنا الطيب فى تصريحه يهاجم بالتأكيد قانون تطوير الأزهر رقم 103 لعام 1961 والذى التحق خلال تطبيقه بالأزهر الشريف وحصل منه على الليسانس فى شعبة العقيدة والفلسفة الإسلامية عام 69 وعين معيدا بالجامعة أيضا فى ظل الثورة وقانونها لتطوير الأزهر وبناء على ذلك حصل على الماجستير عام 71.
ولم يؤثر قانون تطوير الأزهر فى مسيرة إمامنا الأكبر بل كان دافعا له فى كل خطواته العلمية بعد ذلك، ولم يتأثر بالفكر الاشتراكى أو الفلسفة الماركسية الذى قال إن الثورة عملت على نشرها فى الأزهر وكلياته ولم نلحظ بالتأكيد أية مظاهر للإلحاد – والعياذ بالله- على إمامنا أو على كل من تخرج منه من علمائنا الأجلاء والأفاضل.
وكنا نربأ بشيخنا الجليل أن يهاجم الثورة التى أعطت الأزهر الشريف اهتماما خاصا ومنحته المكانة العلمية، إضافة إلى المكانة الدينية وأصدرت قانون إعادة تنظيمه حتى يبقى الأزهر أكبر جامعة إسلامية وأقدم جامعة فى الشرق الأوسط والغرب، وأن يظل حصنا للدين والعروبة وأن يخرج علماء يجمعون بين علوم الدين وعلوم الدنيا كلها، وأن يتحقق قدر من المعرفة والخبرة، وأن يتم منح جميع خريجى الأزهر شهادات عليا.
ويعلم شيخنا الجليل أن قانون تطوير الأزهر لم ينص أو يسعى إلى نشر "الفكر الاشتراكى أو الفلسفة الماركسية"-كما قال- بل نص على أن "الأزهر هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التى تقوم على حفظ التراث الإسلامى ودراسته وتجليته ونشره وتحمل أمانة الرسالة الإسلامية إلى كل الشعوب".. هكذا جاء فى ديباجة القانون.
كان الهدف إخراج الأزهر من عباءة التراث والفقه وفك عزلته عن المجتمع والمزج بين العلوم الدنيية والدنيوية وإفراز خريجين يجمعون بين علوم الدين والدنيا لأن الدين فى الأساس جاء لتيسير شئون الحياة ولخدمة المصلحة العامة للناس أو كما كان يقول الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الأزهر-رحمه الله- " آتونى بشىء ينفع الناس آتى لكم به بسند من الشرع". كان هذا الهدف ولذلك تم إنشاء كليات الصيدلة والطب والزراعة
إلى جانب كليات الشريعة والقانون والدراسات الإسلامية ولم تنشأ كليات للفكر الاشتراكى أو الفلسفة الماركسية.
هذه الكليات العلمية تخرج منها علماء عاملون متفقون فى الدين يجمعون إلى جانب الإيمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح كفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة، ولم يقتصر الأمر على المصريين فقط بل على كل الطلاب الأفارقة والأسيويين وحتى الأوروبيين الذين التحقوا بتلك الكليات بعد إنشاء مدينة البعوث الإسلامية.
هذا هو قانون تطوير الأزهر الذى هاجم من أجله فضيلة شيخ الأزهر ثورة يوليو..!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة