ذكرت صحيفة "لوفيجارو" أن منظمة العفو الدولية قد أشادت فى تقريرها السنوى حول عقوبة الإعدام بالتقدم الذى حققته دول العالم فى طريق إلغاء هذه العقوبة، إلا أنها أشارت إلى وجود دول لا تزال تطبقها بمعدلات مرتفعة، فى مقدمتها الصين وإيران والمملكة العربية السعودية.
فعلى مستوى قارة أوروبا، ذكرت منظمة العفو الدولية فى تقريرها أن أيا من الدول الأوروبية لم تنفذ عقوبة إعدام خلال العام المنصرم، وهو ما يعد سابقة تاريخية. وحتى بيلاروس، وهو البلد الوحيد فى هذه القارة الذى كان يطبقها خلال السنوات الأخيرة، لم يقم بتنفيذ أى حكم إعدام فى 2009. أما روسيا، فقد مدت قرار تأجيل العمل بهذه العقوبة الذى اتخذته فى 1999.
أما القارة الأفريقية، فيبدو أنها اتخذت نفس المسار، حيث تعد بوتسوانا والسودان البلدين الوحيدين اللذين طبقا عقوبة الإعدام العام الماضى. فى الوقت الذى ألغت فيه كل من بوروندى وتوجو فى 2009 تطبيق عقوبة الإعدام. أما فى كينيا، فقد تم استبدال عقوبة الإعدام على 4000 سجينا بعقوبات أخف.
إلا أن هناك نقطة سوداء تظهر لتلقى بظلالها على هذا المناخ الإيجابى الذى يعكس تراجع نسبة تطبيق عقوبة الإعدام على مستوى العالم. ألا وهى وجود دول لا تزال تلجأ إلى تنفيذها بمعدلات عالية. أولها الصين وهى أكبر دولة من حيث عدد أحكام الإعدام الذى يصل إلى الآلاف، متقدمة بفارق كبير على إيران التى تأتى فى المركز الثانى بعدد أحكام يصل إلى 3888 حالة. وفى هذا الإطار يقول ديدييه بوديه، رئيس لجنة إلغاء عقوبة الإعدام التابعة لمنظمة العفو فى فرنسا، إن "عمليات الإعدام تعد سرا من أسرار الدولة فى الصين التى ترفض الإفصاح عن العدد الحقيقى لأحكام الإعدام فيها، مدعية أن عددهم فى تناقص".
أما على مستوى الشرق الأوسط، تقوم المملكة العربية السعودية وإيران حتى الآن بتنفيذ عقوبة الإعدام على القصر. ويذكر بوديه أن "اتفاقية حقوق الطفل، التى وقعت عليها هاتان الدولتان، تحظر تماما تنفيذ هذه العقوبة على الأطفال. الأمر الذى يعنى أن هذه الدول لا تحترم توقيعاتها".
وأخيرا، تقول "لوفيجارو" إن الولايات المتحدة تمثل فى آن واحد نوعا من الأسف والأمل بالنسبة للمناضلين فى سبيل إلغاء عقوبة الإعدام.. الأسف، لأن هذه الدولة الديمقراطية التى أنشأت لتمثل نموذجا عالميا لا تزال تطبق عقوبة الإعدام. والأمل لأن عدد حالات الإعدام فيها فى تراجع (52 فى 2009)، حيث انخفض عددها خلال عشر سنوات إلى النصف.. لاسيما فى أعقاب الأزمة المالية العالمية، حيث أثير جدلا حول التكلفة المادية التى تتطلبها عقوبة الإعدام والتى تكلف الدولة أكثر بكثير من تكلفة عقوبة السجن.
ويقول بوديه : "إذا ألغت الولايات المتحدة عقوبة الإعدام، ستكون مثالا هاما يحتذى به"، مؤكدا أنها "ستقوم بإلغائها فى نهاية المطاف، فالأمر مجرد مسألة وقت".
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
تراجع عقوبة الإعدام فى العالم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة