هل الزار نوع من أنواع الفن أو الثقافة الشعبية التى ترجع جذورها إلى العصور السحيقة، أم نوع من أنواع الخزعبلات الشيطانية التى ترمى إلى إبعاد الجن وتطبيب المرضى؟ سؤال طرحته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، وأجابت عليه مشيرة إلى أن الزار، طقس غنائى استخدم قديما قبل قرون على الحدود بين جنوب مصر والسودان بغرض علاج المرضى، ولكنه على أعتاب التلاشى فى سجلات التاريخ.
وأشارت الصحيفة فى تقرير للورا كازينوف إلى أن الزار يعد التقليد الموسيقى الوحيد فى مصر الذى تشغل فيه النساء دور القيادة، بل ويتحكمن فيه بأهم الأدوار، فهو فى حقيقة الأمر طقس الغرض منه تمكين المرأة من التعبير عن حريتها والتخلص من القلق والتوتر دون التقيد بالأعراف الاجتماعية التى تفرضها عليها ثقافة صعيد مصر المحافظة، ولكنه بات مهددا بالانقراض، بسبب رفض من وصفتهم الصحيفة بالمتشددين الدينيين لهذه الممارسة واعتبارها منافية للتعاليم الإسلامية، ونتيجة لذلك لم يبق من فنانى الزار فى مصر سوى 25 مؤدياً.
ونقلت كريستيان ساينس مونيتور عن أحمد المغربى، صاحب ستديو مكان للفنون، وهى المنصة العامة الوحيدة فى مصر التى تعرض فنون الزار، قوله إن العروض لا تحظى بشعبية كبيرة بين صفوف المجتمع المصرى بسبب اعتراضه عليه بعد أن صورته وسائل الإعلام على اعتبار أنه طقس للتواصل مع وطرد الأرواح الشريرة، ولكن هذه الأفكار الساذجة سرعان ما تختفى.
"بمجرد أن يأتى المصريون ليشاهدوا عروض الزار، يشعرون بمدى جمالها"، على حد تعبير المغربى، الذى انخرط مع ما تبقى من مجتمع الزار، لقناعته أنه جزء حيوى من التراث الموسيقى المصرى.
بسبب رفض التعاليم الإسلامية له..
ساينس مونيتور: "الزار" فن نسائى مهدد بالانقراض فى مصر
الإثنين، 29 مارس 2010 10:14 ص