هذه ربما تكون واحدة من علامات الساعة الصغرى التى لم نسمع بها من قبل وربما لن نسمع بها من بعد، فشيخ الأزهر الجديد يعلنها صراحة أنه لا مقايضة بين الأزهر والحزب، وكما شرح الرجل لمنى الشاذلى فى العاشرة مساء، فهو يحتاج إلى من يسنده وأنه يفيد الحزب كما ينتظر من الحزب أن يفيده.
هل سمعتم مثل هذا من قبل؟
هل تعرفون شيخا من شيوخ الأزهر– حتى وإن انتمى لحزب أو طائفة– يعلن على الملأ أنه رجل حزبى ولن يخلع عباءة الحزب إلا أن يثبت له أنها تعيقه عن أداء رسالته!
بعد كل ما سمعته وتسمعه عن الحزب يا مولانا ما زلت فى شك من أن هذا الحزب هو حزب خراب مصر وتدهور وتراجع مكانتها وتخلف أزهرها!
حزب رجال الأعمال القتلة ومرتادى صالات القمار وبائعى الأرض للصهاينة ومهربى الفياجرا وقتلة المصريين فى العبارات وبالمعدات والمستحضرات الطبية غير الصحية، حزب ينتمى إليه نواب القروض وتجار أراضى الشعب، حزب يمنع نوابه من التضامن مع فلسطين والقدس فى جلسة علنية حتى لا يؤاخذهم الصديق الصهيونى على فعلتهم.
حزب يحرم المرأة المسلمة من حقها فى الظهور بالحجاب على شاشات فضائياته ولو مرة واحدة على سبيل ذر الرماد فى عيون العباد، حزب يقول أحد قادته إن من يساند فلسطين مخالف للدستور!
هل كل هذه الأمور لم تلفت نظرك إلى فساد الحزب وأفعاله؟
هل هذه أعمال ترضى الله ورسوله والمؤمنين أو حتى الكافرين يا إمام!
يا إمام أنت قلت إن المظاهرات لن تفيد فى موضوع القدس ولم تقل لنا ما المفيد إذن؟
ماذا نفعل، ها هى الأيام مرت ولم نسمع منك بيانا واحدا صادرا عن مكتبك تدين فيه أو تعلن عن قلقك مثلما تفعل الخارجية المصرية.
شيخ الأزهر الجديد جاء وعلى ما يبدو فى عنقه دين لأحد أو لمجموعة وبدا فى طلعته القوية عبر الفضائيات أنه لا يخشى أحدا لأن من يسنده فوق كل أحد!
سيدى الإمام الأكبر.. فى رأيى أن عمامتك أكبر من كل الرؤوس، هكذا عملتنا الحياة وعلمنا التاريخ أن كلمة الأزهر يجب أن تكون متبوعة وليست تابعة!
أما وقد اخترت لنفسك طريقا تكون فيه تابعا للحزب فهذا شأنك فلتذهب إلى لجنة السياسات ولتكن شيخ أئمتها، أما أزهرنا بشموخه فرجاء أعده لأهله ومن يقدر على حمل رسالته وليس فى عنقه دين لأحد إلا الله.
آخر السطر
سامحنى يا مولانا
فأنت لم تترك لنا خيارا
سوى أن نقول لك
اتق الله وراجع نفسك
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة