شهدت القاهرة أمس، السبت، احتفالاً بـ"ساعة الأرض"، حيث تم إطفاء أنوار المعالم الثقافية والسياحية الهامة،ومنها الأهرامات، أبى الهول، قلعة صلاح الدين، برج القاهرة، مكتبة الإسكندرية، والمعالم الأثرية بمدينة الأقصر، إضافة إلى عدد من الفنادق والمعالم السياحية الهامة، وذلك فى إطار مشاركة وزارتى الثقافة والسياحة ومحافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية والأقصر فى المبادرة العالمية لساعة الأرض.
ويعتبر هذا الاحتفال حدثاً عالمياً، لأنه تعزيز للوعى العام من أجل الحفاظ على الطاقة والحد من الانبعاثات الغازية والملوثات البيئية الأخرى، ومن ثم تقليل الآثار السلبية للتغير المناخى.
صحيح أن إطفاء الأضواء لمدة ساعة له تأثير محدود جداً على التغير المناخى، ولكن أهميته تتجاوز البعد الرمزى، إذ إنه يجذب المزيد من الانتباه وينتشر بعيداً وواسعاً، بيد أن ذلك لا يمنع الاعتراف بأن العالم يحتاج اليوم أكثر من مجرد الأفكار، حتى لو كانت متطورة جداً، إنه يحتاج إلى أعمال ملموسة وفورية.
صرح سامر المفتى، الأمين العام لمركز بحوث الصحراء سابقاً لـ"اليوم السابع" أن فى مثل هذه المناسبات مطلوبة بشدة كوسيلة توعية تهدف إلى جذب اهتمام المواطنين إلى قضايا البيئة، حيث إن هذه القضايا تحظى بتجاهل شديد من المواطنين والحكوميين، رغم الجهود التى تقوم بها منظمات المجتمع المدنى، التى تعقد عليها الآمال لدفع حركة الاهتمام بالبيئة، وأثناء انعقاد قمة كوبنهاجن أجرت كثير من القنوات التليفزيونية لقاءات مع المواطنين، فكانت النتيجة مخيبة للآمال، إلا أنه أشار إلى استخدام هذه الرموز يجب أن يكون مقنعا للناس، بمعنى أن يشعروا أنها قضاياهم لا قضايا آخرين، لأن بعض قضايا البيئة محلية، وبعضها ذات طابع محلى وبعضها يشمل الكرة الأرضية برمتها.
ودعا لترشيد استخدام الطاقة والتوعية بها، والتفريق بين ثلاثة موضوعات، هى ترشيد الاستخدام نتيجة نقص موارد الوقود الأحفورى ونضوبه من ناحية، ولتقليل الهدر الذى يصل إلى 40%، باعتبار أن مصر من أكثر الدول فى سوء الاستخدام، والتقليل من التلوث الناتج عن احتراق الوقود، باعتبار أن القاهره من أكثر مدن العالم تلوثاً، وأخيراً تقليل انبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون لمجابهة الاحتباس الحرارى، وفى هذا الصدد يجب الإشارة إلى أنه لا يمكن مطالبة المواطن المصرى، الذى لا تتجاوز نسبة انبعاثاته من ثانى أكسيد الكربون عن 6%، بما نطالب به المواطن الأمريكى الذى تقترب نسب انبعاثاته من 30%.
ومن جانب آخر، أفاد الدكتور حمدى هاشم، خبير الدراسات البيئية فى المركز القومى للبحوث، أن البعض قد يسخر من الترويج للمشاركة فى ساعة نظيفة من أجل الأرض، بل تصل السلبية إلى حد إطلاق النكات والاستخفاف بالأمر، والأمر فى غاية الخطورة، حيث يحتاج إلى الإيجابية الطوعية المبنية على المعرفة، لأنه مع تقليل استهلاك الطاقة خلال هذه الساعة نكون قد شاركنا فى التخفيف من انبعاث غازات الاحتباس الحرارى التى قد تؤدى إلى التغير المناخى.
وأوضح هاشم، أن كل ساعة تتوقف فيها محطة كهرباء أو مصنع كيماويات عن العمل تحجب تجمع ملايين الأمتار المكعبة من الغازات الحرارية فى الغلاف الغازى، وتسمح للكائنات البرية والبحرية بعمر افتراضى جديد يقل بكثير عن عمر خروجها من المنظومات البيئية وأثر ذلك فى التقليل من حالات الأمراض التنفسية والقلب، مؤكداً على عدم الاستخفاف بمفعول هذه الساعة الحقيقة على نوعية الحياة فى الغلاف الإنسانى من الأرض.
ومن جهة أخرى، أجرى "اليوم السابع" استطلاعاً للرأى عن مدى تفعيل "ساعة الأرض"، وقد أظهر اتفاقاً فى بعض الآراء، فعلى سبيل المثال:
اتفقت هدى رضوان (23 سنة) مع "ساعة الأرض"، وأدلت بأنه يجب أن يكون هناك دوريات أو تدريبات للتوعية البيئية على مدار العام، حيث تهدف إلى تقليل استهلاك الكهرباء فى إطار توفير المعلومات اللازمة لظاهرة الاحتباس الحرارى.
كما يقول أكرم عبد الحميد ( 18 سنة)، إن هذه مبادرة جيدة لتوفير الطاقة، والحد من الإسراف المتزايد فى الكهرباء، ويأمل من الهيئات المسئولة عن ذلك، سواء كانت من البيئة أو الكهرباء أن يكون كل يوم فى الأسبوع وليس يوماً على مدار العام.
أما محمد رفعت (21 سنة) أكد على أنها حملة بيئية نظيفة تسعى لخلق مبدأ الاهتمام بالبيئة والحفاظ على نقاء ونظافة الأرض، مضيفاً "إن إطفاء الأنوار فى حد ذاته فرصة جيدة لإعطاء دور مهندسى الكهرباء والطاقة فى الصيانة، إلا أنها رمز لاهتمام الملايين فى العالم بالآثار السلبية لظاهرة الاحتباس الحرارى، كما يجب على المواطن المصرى المشاركة فى خفض نسبة الاستهلاك، بالرغم من قصر الفترة الزمنية".
وقد جاء على صفحات الموقع الإلكترونى الاجتماعى الفيس بوك حملات من ناشطين من الشباب والأطفال من جميع البلدان، سواء كانت من مصر، السعودية، الإمارات، قطر،الكويت، عُمان، ورؤاهم وتعليقاتهم تراوحت ما بين "أنا رايحة أطفئ الأنوار تضامناً مع "ساعة الأرض" يا ريت تشتركوا معنا ولو بساعة واحدة فقط"، "المشاركة أفضل والتفاعل ليس فقط، بل إغلاق فعلى للأنوار، وإنما إيقاف كل ما له تأثير سلبى على البيئة"، "ساعة الأرض هو يوم الشموع".
تصوير عصام الشامى
أحمد اسماعيل
محمود حفناوى
إطفاء الأنوار فى المرافق
بالصور.. مصر تسهم فى مبادرة حماية الأرض
الأحد، 28 مارس 2010 06:53 م
مصر تسهم فى "ساعة الأرض"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة