أطفال الشوارع ما بين رفض المجتمع واستغلال الجمعيات

السبت، 27 مارس 2010 08:03 م
أطفال الشوارع ما بين رفض المجتمع واستغلال الجمعيات أطفال الشوارع يشكون لـ "اليوم السابع" حالهم
كتبت رانيا فزاع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أطفال الشوارع عمر وإبراهيم ومحمد ومنة لهم طبيعة مختلفة، فقد ساقتهم الأقدار للتنقل ما بين الجمعيات الخاصة برعايتهم، وبين الشارع الذى كان مأواهم طوال حياتهم، مما كشف عن معاناتهم الحقيقية فى الشارع من برد، وجوع، وتحرش، إلخ، ومعاناة أخرى فى بعض الجمعيات، فتحدثوا.

"عمر" طفل عمره 11 عاما، عندما تتحدث معه تشعر بالاضطراب فى كلماته، كما لا تعرف إن كان حياته الأسرية هى السبب أم حياته فى الشارع؟، عمر ولد فى بيت مضطرب لأب يمنعه من الخروج ويضربه، وأم تركت البيت، وأخ هرب من قبله وترك المنزل، ولم يجد بدا من أن يترك البيت أيضا، ليجد فى الشارع ما يريد من حرية تامة فى اللعب والحركة وأب لا يقيده وخرج مع أصدقائه وقتما يريد، كما قام هو ومجموعة من أصدقائه بالعمل اليومى سواء من خلال بيع المناديل أو"التسول" وبالرغم من مرارة وقسوة أيام الشوارع إلا أن الحياة بالنسبة له كانت مختلفة فوجد فيها ملاذه ويقول "أنا كنت مبسوط على الآخر باللعب مع صحابى ومفيش حد بيعملنا حاجة طالما بنديهم فلوس إتاوة من اللى بنشتغل بها" ربما كان النوم هو الشئ الوحيد الذى كان يؤرقه حقا فكان يضطر للنوم فى الأتوبيسات أو القطارات المهجورة، حتى قابل أحد أصدقائه بالسيارة الخاصة بجمعية كاريتاس التى نقلتهم لمقر الجمعية ليعيشوا مع الأطفال هناك، لتتحول حياتهم قليلا بين الالتزام والعودة للدراسة التى تركها لمدة ثلاث سنوات متتالية.

كما أنه بدأ بالذهاب لأسرته مرة أخرى مع الجمعية أيام الإجازة، ويحلم عمر أن يصبح طبيبا.

على الجانب الآخر اختلفت حكاية منة جملة وتفصيلا فهى تبلغ من العمر عشر سنوات وبالرغم من هذا إلا أن كلماتها ووجهها يوحيان بأن عمرها 20 عام.

منة توجهت للشارع، بهدف العمل منذ أن كان عمرها خمسة أعوام ومن وقتها وهى اتخذت منه بيتها وأهلها، فهى تعمل فى وظيفة تدر عليها ما لا يقل عن 100 جنيه فى الأسبوع، حيث تذهب مع السياح الأجانب فى الهرم فى رحلات السفارى، تبيع لهم الطعام والشراب وتقوم بخدمتهم.

وبالرغم من صغر سنها إلا أنها المعيل الرئيسى للأسرة، حيث إن والدها لا يعمل وأمها أيضا وهى المسئولة عن تربية أخواتها الصغيرات، منة وجهها يوحى بمعاناة أطفال الشوارع، إلا أنها لا تعتبر نفسها طفلة شارع.

منة تتجه لجمعية كاريتاس مصر يوميا، حيث تتعلم القراءة والكتابة، كما تعتبرها مكانا للترفيه ومقابلة أصدقائها من أطفال تعرفت عليهم فى الشارع، وعندما سألتها عن أحلامها سكتت كثيرا ثم أجابت "نفسى أبقى كويسة".

ربما كان لدى محمد قصة أكثر تأثيرا فمحمد الذى يبلغ من العمر 15 عاما، وبيده علامة من أثر جرح بالسكين، ولد ليجد نفسه بلا أسرة فى الشارع، وهناك فقط بنى حياته الجديدة، تعرف على أطفال أقوى منه، ليحموه وآخرين أضعف منه ليسيطر عليهم.

الشارع ترك فيه العديد من الأشياء وعلمه الكثير ويقول "كنت بتجنب الضباط اللى كانوا بيضربونا"، محمد توجه أيضا لكثير من جمعيات أطفال الشوارع لكنه عانى بصورة كبيرة حتى وجد مكان يحترمه فبقية الأماكن كانت تستخدم معه أسلوب الضرب والقسوة فى التعامل والتحرش أحيانا.

وعلى الجانب الآخر قال أحد مسئولى الجمعيات رفض ذكر اسمه أن الجمعيات فى الأساس هى مجرد "سبوبة"، لجمع الأموال من جانب أصحابها الذين يحصلون على معونات بنسب كبيرة، وأكد أن أطفال الشوارع أنفسهم يستفيدون من هذه الجمعيات، التى تقدم لهم المأكل والملبس مقابل تقديمهم للجمعية بصورة جيدة باعتبارها تحميهم من التواجد فى الشارع، فالأطفال تعلموا كيف يستفيدون من المجتمع الذى لفظهم وتركهم، ومسئولو الجمعيات استفادوا من تجربة قاسية يمر بها المجتمع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة