إيمان محمد إمبابى

ابتسامة يسرى الجمل وآخرين!

الأحد، 21 مارس 2010 07:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكثر ما كان يلفت نظرى للدكتور يسرى الجمل – وزير التربية والتعليم السابق – عندما كنت أشاهده متحدثا عبر شاشات التليفزيون المصرى والمحطات الفضائية.. أو مدليا بحوار لصحيفة ابتسامته!! كانت تدهشنى ابتسامته العريضة.. والتى قد تشى بعكس ما كان يعتمل فى نفس الرجل.. فابتسامته كانت تبدو غير مدركة.. غير عابئة بأوضاع الوزارة التى يجلس على قمة هرمها!!

ابتسامة دكتور يسرى الجمل لم تفارقه إلى الآن.. فى أحلك الظروف واللحظات.. بابتسامته العريضة، أعلن الوزير السابق قبل أسبوعين من مغادرته كرسيه "الذهبى" تلقيه طوال الوقت إشارات الرضا من القيادة السياسية عن إنجازاته.. كان سعيدا طوال الوقت بمصطلحاته التى ابتكرها، فصكت باسمه، "مصطلحات يسرى الجمل".. الكادر التقويم الشامل، مشروع الثانوية العامة الجديد.. سعيدا بقياداته المقربة فى مختلف أنحاء الجمهورية، تلك التى تم الحفاظ عليها رغم الاحتياج الشديد لتغييرها!!.. وهؤلاء من سماهم العاملون بالوزارة.. "الديناصورات".. يسيطرون على غنائم: الكنترول، والحوافز الاستثنائية، والمناصب القيادية، بل واختيار وكلاء الوزارة فى المحافظات الأخرى أيضا.. سعيدا بإطلاق أيديهم وصولا إلى فضيحة تسريب امتحانات الثانوية العامة.. فى المنيا واسيوط وغيرها من المحافظات.. وظل سعيدا حتى بعد أن قضت المحاكم المصرية بإدانة تلك القيادات بالسجن المشدد!!

بدأ الوزير السابق سعيدا بمشروع ثانويته الجديدة.. رغم مخالفته لآراء كل المتخصصين.. ورغم الكثير من الملاحظات التى أبدتها عليه لجنة التعليم بالحزب الوطنى.. وتواترت الأقاويل عن عدم رضا القيادة السياسية عن هذا المشروع.. ظل الوزير مبتسما، تجاه التعليمات العليا بإجراء استطلاع عام موسع للمواطنين حول المشروع قبل إقراره.. الوزير السعيد بوزارته اكتفى بآراء بعض عمداء كليات التربية.. فكانت المشادة بينه وبين الدكتور فاروق اسماعيل رئيس لجنة التعليم بمجلس الشورى الذى قال: "مايبذله الجمل لقياس الرأى العام لا يتناسب على الإطلاق مع ما أمر به الرئيس، وأؤكد له أنه لن يستطيع فرض ثانويته الجديدة على الطلاب لأننا سنعترض على المشروع بالشورى إذا لم توافق عليه الأسر المصرية".. ومع ذلك ظل الوزير مبتسما!!

الوزير الذى درس الهندسة وتخصص فى علوم الحاسب الآلى.. وعمل معيدا باحثا بقسم المفاعلات النووية بهيئة الطاقة الذرية.. حصل أيضا على دبلوم الإلكترونيات النووية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية – التى كان يترأسها الدكتور البرادعى المرشح للرئاسة – أمضى فى وزارة لتربية والتعليم 4 سنوات.. ليقال – فجأة – فى 3 يناير 2010.. وفى تلك السنوات رصدت دراسات أجرتها كليات التربية بجامعات: عين شمس، وبنى سويف، والفيوم ارتفاعا غير مسبوق فى الاقبال على الدروس الخصوصية بنسبة 20% .. ولم يفقد الوزير ابتسامته!!

الوزير الذى تخصص فى علم مهم – الحاسب الآلى – قدم فيه ما يزيد عن 70 بحثا منشورا فى المؤتمرات والدوريات العلمية.. تدهشنى كثيرا رئاسته لمجلس إدارة جمعية أصدقاء الموسيقى والفنون بالإسكندرية.. كما أدهشنى من قبل اقتناعه بما قام به فى وزارة فى غاية الأهمية، هى وزارة التربية والتعليم!!.. وكما يدهشنى أيضا احتلاله الكثير من المواقع الاستشارية وغير الاستشارية فى تخصصات بعيدة كل البعد عما تخصص وعمل فيه طويلا قبل أن يصبح وزيرا!!.. ويدهشنى ألا يقف الدكتور لبرهة يحاسب نفسه عما أتت يداه فى تلك الوزارة، قبل أن يمنى نفسه أو يمنيه آخرين بالظهور مرة أخرى وممارسة عمل آخر حتى لو كان استشاريا!!.. يدهشنى الدكتور بعبوره سريعا على فترة الوزارة كأن لم تكن، متعجلا طى تلك الصفحة وفتح صفحة أخرى.. كما يدهشنى أيضا أن أحدا لم يقف ليحاسب الدكتور عن تلك السنوات الأربع!!..

يدهشنى كثيرا الدكتور يسرى الجمل.. تماما كما يدهشنى الدكتور هانى هلال وزير الدولة للتعليم والبحث العلمى.. الذى يملك نفس الابتسامة.. ويترك نفس الانطباعات – التى يتركها دكتور الجمل – لدى المواطن.. ويسير بخطى حثيثه على نفس النهج!!

كاتبة صحفية بالأهرام





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة