قديما كنا نعيش على الحديدة وحاليا بعنا الحديدة.. هنعمل إيه تانى؟

الجمعة، 19 مارس 2010 01:41 ص
قديما كنا نعيش على الحديدة وحاليا بعنا الحديدة.. هنعمل إيه تانى؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المتابع لإعلانات التليفزيون فى الفترة الأخيرة سيجد أنها فى منتهى السذاجة، بل تستخف بعقولنا ولا تحترم أوضاعنا الاجتماعية والاقتصادية على حد السواء، فعلى سبيل المثال (لا الحصر): ستجد فى إعلانات الوقاية من انفلونزا الخنازير.. ستجد المعلق الصوتى يخبرك بالآتى: عند إصابة أحد أفراد الأسرة بالمرض يجب عزله فى غرفة مخصصة به ومنعزلة (وأنا لا أعرف كيف يمكن ذلك؟ إذا كانت الأسرة المصرية فى الأساس تملك غرفة واحدة تمثل المنزل بالكامل.. بل البعض يسكن فى عشش وأحياء تشبه أحياء الصفيح التى فى الهند)، ويخبرك المعلق أيضا: بأنه يجب تهوية جميع أرجاء المنزل وفتح منافذه للتهوية (ومرة أخرى أسأل: كيف يمكن ذلك؟ إذا كان المنزل الذى هو عبارة عن غرفة واحدة مفتوح من جميع جهاته، بل إن أهله يتمنون لو أنهم يستطيعون سد منافذه كى يسترهم... والأهم من ذلك وذاك هو طمأنة المعلق لك فى بداية الإعلان بألا تقلق إذا أصابك المرض ولا تظن أن كل انفلونزا هى انفلونزا الخنازير، و أرى فى ذلك سذاجة غريبة، فكيف تطمئن الناس بشكل يجعلهم لا يهتمون بمرض على حساب مرض آخر، رغم أنه من المعروف أن الأنفلونزا العادية خطيرة هى الأخرى وليست بالمرض السهل، أعتقد انه كان من المفترض أن يخبرك أيضا بأنه من الضرورى أن ينام كل شخص فى غرفة منفصلة ويستخدم أدوات شخصية منفردة كفرشاة الأسنان والفوط والأطباق والملاعق والشوك والسكاكين ومستحضرات التجميل أو اى أدوات شخصية أخرى.

وحتى لا تستنكر كلماتى وتقول إن هذا فعلا ما يجب فعله.. أذكرك بأن هذا الكلام صحيح فعلا، وقد درسناه معا (أنا وأنت ومعظم أبناء الشعب كذلك) فى أحد صفوف التعليم الأساسى، إن لم يكن كلها، ولكن يجب مراعاة أن الشعب يعيش فى غالبه تحت خط الفقر أو قريب منه، فغالبية الناس لا تنتمى إلى الطبقة الارستقراطية وإنما إلى الطبقة الكادحة والمطحونة، يعيشون على الحديدة (كما نقول فى التعبير العامى)، بل إنهم قد باعوا الحديدة أيضا كى يتمكنوا من سداد الضريبة العقارية.. طبعا ضريبة عقارية عن الغرفة الواحدة التى تمثل المنزل بأكمله.

أحمد مصطفى الغـر
كلية الهندسة طنطا





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة