أكد الدكتور إمام الخضراوى أن المرأة لم تخلق للجلوس فى المنزل والإنجاب فقط، جاء ذلك فى الندوة التى أقامتها الجمعية العامة للجمعيات النسائية لتحسين الصحة أمس الخميس، والتى جاءت بعنوان "المرأة فى الإسلام" ضمن ندوات مشروع "دعم النساء المعنفات فى القاهرة ونجع حمادى" الذى تنظمه الجمعية، والذى يهدف إلى توعية المجتمع بحقوق المرأة والعمل على توفير الدعم النفسى والاجتماعى والقانونى للنساء المعنفات
قام بإلقاء الندوة الدكتور إمام الخضراوى من وزارة الأوقاف فى حضور سوسن عطية، رئيس الجمعية، وبعض عضوات الجمعية والصحفية نادية جادو، مدير تحرير "الأهرام"، وعدد كبير من السيدات التى تعرضت للعنف.
ففى البداية قام الخضراوى برفض كل الكلام الذى تمتلئ به الفضائيات فى الوقت الحالى والذى يشير إلى أن المرأة ليس لها دور فعال فى المجتمع وإنما يقتصر دورها على الجلوس فى المنزل لتربية الأطفال وأنه من غير المسموح به فى دينيا أن تخرج المرأة للعمل، مضيفا أن المرأة فى عصر الرسول كانت تعمل فى مجالات متعددة وقامت بدور الرجل فكانت السيدة خديجة تعمل فى التجارة والسيدة أسماء بنت أبى بكر قامت بدور المجاهدة أثناء الهجرة، وفى الحروب قام النساء بالخروج لمعالجة الجرحى، مشيرا إلى أن الإسلام كرم المرأة وأعلى من شانها ووضعها فى مكانة مرموقة ومحترمة على عكس ما كانت عليه المرأة قبل الإسلام فى العصور المظلمة، كما أطلق عليها الخضراوى، موضحا أن وضع المرأة فى عصر الجاهلية كان سىء جدا فالمرأة كانت تباع وتشترى و يتشائم منها الرجال، وتجبر على الزواج فكانت لا تتمتع بأى حرية من الحريات التى أعطاها الإسلام لها.
فاليهود اعتبروا المرأة وهى فى فترة الحيض شىء نجس ممنوع الاقتراب منها تجلس فى غرفة وتأكل وتشرب بمفردها، مع أن علماء النفس أكدوا أن المرأة فى فترة الحيض تكون إنسانا ضعيفا يحتاج إلى حسن المعاملة.
أما فى بلد مثل الهند وهى تعبد البقر فإذا مات زوج المرأة فلابد أن تحرق وتحرم من حق الحياة،
ويضيف الخضراوى قائلا: "فكل ذلك يجعلنا نشعر بقيمة الإسلام الذى رفع من قيمة المرأة وأعلى من مكانتها، وذلك من خلال القرآن الذى تحدث عن المرأة بطريقة محكمة ومحترمة تحفظ لكل النساء حقوقهن وأيضا يوضح واجباتهن وجمع فى أكثر من آية الذكر والأنثى لأنها مكلفة مثل الرجل تماما"،
مشيرا إلى أن هناك آية قرآنية تتلخص فيها مكانة المرأة فى الإسلام بشكل كبير وهى "يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا الناس كرها.."
فالمرأة فى الإسلام لا تباع ولا تشترى وإنما لها الحق فى اختيار الزوج وعدم إجبارها على الزواج من شخص ما فى حالة طلاقها، كما كان يحدث فى العصور المظلمة، وعدم إجبار المرأة على التنازل عن حقوقهن من أجل الطلاق، وصلت الحرية إلى حق المرأة فى عدم إرضاع أطفالها وعدم إجبارها على ذلك.
وأشار إلى أن القرآن أوضح مكانة المرأة كأم وساوى بينها وبين الرجل فى الاحترام عندما قال لله تعالى "ولا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما" فلم يذكر القرآن وجبية الاحترام للرجل فقط إنما للأم والأب
واستكمل الخضراوى قائلا: "فهناك آيات كثيرة جاءت لتوضح حقوق المرأة وجاء رسول الله ليطبق هذه الآيات فى الحياة الواقعية "وذلك عند أوصى رسول الله بالنساء فى خطبة الوداع قائلا: "استوصوا بالنساء خيرا "، وكذلك فى حدث آخر قائلا: "خياركم.. خياركم لنسائكم" موضحا أنه يجب على الرجال حسن معاملة النساء وإعطائهم الحب والعطف اللازم
الشيخ الخضراوى: المرأة لم تخلق للمنزل والإنجاب فقط
الجمعة، 19 مارس 2010 04:33 م