فى عودة للطبيعة بعيدا عن المبيدات الكيميائية التى تهدد نقاء الهواء وتؤثر على صحة الإنسان، تطبق مصر اتجاها جديدا لمواجهة خطورة الإصابة بديدان"نيماتودا تعقد الجذور" من خلال استخدام سلالات العنب البرى فى زراعة محصول العنب الاقتصادى، الذى يعتمد معظم المزارعين على تصديره.
يقول دكتور محمود الحموى وكيل معهد بحوث أمراض النباتات بالمركز القومى للبحوث الزراعية "النيماتودا عبارة عن ديدان ثعبانية لا نراها بالعين المجردة، إذا انتقلت إلى التربة تنتشر بسرعة وبأعداد كبيرة، ويعد العنب من المحاصيل شديدة الحساسية منه، وإذا حدثت الإصابة تموت الجذور أو يقلل من انتشار الجذر فى الأرض، وفى الناحيتين إما نفقد جزءا كبيرا من المحصول، أو يخرج غير مكتمل النمو".
يضيف "توصلت الدراسات البحثية الأخيرة إلى سلالات جديدة من العنب البرى التى تستطيع مقاومة النيماتودا ولا تصاب بها، وبالتالى نستطيع أن ندعم ثمار العنب الاقتصادى فى هذه السلالات الجديدة، وبالتالى نحافظ عليها من الإصابة، وقد تأقلمت المزارع مع هذا الاتجاه الجديد وبدأنا ننفذه فى مصر على مستوى المزارع الكبيرة وقد حقق نجاحه كبديل لاستخدام المبيدات السامة، خاصة غاز "بروميد الموسير" والذى حظرت الأمم المتحدة استخدامه لأنه يكسر الأوزون".
من جانبها أوضحت دكتورة عيشة صالح الأستاذ بقسم العنب بالمركز القومى للبحوث الزراعية "أن الاتجاه الجديد بدأ منذ التسعينيات، والأصول أو السلالات الجديدة ظهرت فى البداية فى كاليفورنيا بأمريكا، مثل الدوجريتج والسولت جريك والفريدوم، وأنواع أخرى، يتميز كل منها بسمات خاصة تهيئه للتأقلم مع ظروف معينة، نزرعها فى المركز ونبيعها للمزارع بـ4 جنيهات الشلتة، وعلى المزارع أن يقطع المجموع الخضرى من النبات الأصلى ويركبه فى جذور السلالة البرية، حيث تلتحم معا، وتنجح فى مقاومة النيماتودا نهائيا".
توضح دكتورة عيشة أن تكلفة التحول إلى هذا الاتجاه الجديد قد تكون عالية فى البداية، لكن على المدى البعيد سيجد المزارع أن التكلفة ستقل وسيكون ربح صحة أرضه التى يدمرها المبيد الكيميائى على مدار الزمن، وأضافت "عير أننا سنزيد الإنتاج ونحسن الجودة".
