رغم تصريحات المسئولين فى وزارة البترول منذ عدة أيام عن انتهاء أزمة السولار خلال يومين، إلا أن حالة اليأس مازلت تسيطر على الكثير من المواطنين بسبب تعثرهم فى الحصول على السولار من محطات التموين نتيجة العجز الشديد فى الكميات الواردة، خاصة فى محافظة الغربية والمنيا، بالإضافة إلى تكدس المواطنين أمام المحطات ونتج عن ذلك المشاجرات حتى راح ضحية السولار اثنان من المواطنين حتى الآن، وهو الأمر الذى يهدد إلى غلق مصانع النسيج والمصابغ التى تستخدم السولار فى حين شهدت محافظة الجيزة والقاهرة انفراجاً كبيراً فى الأزمة بعدما تم تشديد الرقابة على المحطات والاستعانة بالأمن فى تنظيم الطوابير ولمنع حدوث أى مشاجرات بين السائقين.
فى الغربية تأثر الكثير من مصانع النسيج والمصابغ التى تعمل بالسولار بالأزمة، حيث شهدت المنطقة الصناعية بالمحلة الكبرى بمنطقة البنا والأعمى والعمدة ومحلة البرج ونعمان الأعصر والراهبين ومسنود وطريق كفر الشيخ أزمة حادة داخل هذه المصابغ بخلاف مصانع الطوب نتيجة النقص الشديد فى كميات السولار والمازوت التى تستخدم فى تشغيل المصانع والمصابغ.
وأكد أحمد الشعراوى عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات النسيجية ورئيس شعبة الملابس الجاهزة، أن مصانع المحلة تعمل بالسولار والمازوت وتستهلك كميات كبيرة، مما يؤثر على البيئة إلى جانب الأزمة الحالية لعدم وجود السولار الكافى لتشغيل هذه المصانع مما تسبب فى توقف العمل بهذه المصانع والتى أصبحت تعمل بربع طاقتها تماماً.
وأضاف الشعراوى، أن قيمة الدعم الحكومى يقدر بـ201.8 مليون جنية أى حوالى 250% من السعر المدعم حسب تصريحات وزير البترول وهذه المصانع تستخدم كميات تصل إلى 77 ألف طن سنويا تقدر قيمتها بـ80.7 مليون جنيه، مما يؤكد أن التحويلات القياسية عالمياً للكمية المقابلة لاستهلاك السولار تعادل 78.8 مليون متر مكعب غاز طبيعى سنويا طبقاً للأسعار المتضمنة بقرار رئيس مجلس الوزراء، فإن سعر متر الغاز الطبيعى المكعب يصل 32 قرشاً، وهو ما يعنى أن قيمة الاستهلاك لهذه المصانع فى حالة استخدام الغاز الطبيعى تقدر بـ25.2 مليون جنيه، الأمر الذى يؤكد أن هناك وفراً لتكلفة الاستهلاك فى استخدام الغاز بدلاً من السولار والمازوت تقدر بـ55.5 مليون جنيه للمصانع، بالإضافة إلى إلغاء دعم الدولة المقدر بـ202 مليون جنيه لدعم السولار يتم توجيها لمشروعات أو خدمات أخرى للمواطنين.
أما المهندس إبراهيم الشوبكى صاحب مصبغة بالمحلة وعضو رابطة أصحاب مصانع النسيج، أكد أن هناك 59 مصنعاً من المصانع والمصابغ ذات المشروعات الصغيرة والمتوسطة تستخدم السولار بما يقدر بـ76910 أطنان بسعر مدعم للمستهلك قيمته 80 مليوناً و775 ألفاً و500 جنيه قيمة الدعم الحكومى لهذه المصانع والمصابغ بالمحلة ما يوازى 202 مليون جنيه سنوياً، فى الوقت الذى قامت فيه الدولة بتوصيل الغاز لعدد 12 مصنع بالمنطقة الصناعية بطريق المنصورة بتكلفة 4 ملايين و322 ألف جنيه على نفقة الدولة فى الوقت الذى ترفض فيه توصيل الغاز لهذه المصانع، حيث إن توصيل الغاز للمصانع والمصابغ بهذه المناطق يوفر على الدولة سنوياً 202 مليون جنيه قيمة الدعم المخصص للسولار والمازوت الذى يستخدم فى المصابغ والمازوت.
وأضاف إبراهيم مراد صحاب مصنع طوب، أن النقص الشديد فى السولار وارتفاع أسعار المازوت انعكس سلبياً على صناعة الطوب، نظراً لقلة كميات السولار التى يتم تشغيل المصانع بها.
وفى محافظة المنيا مازلت الأزمة مستمرة رغم هدوئها بعض الشىء فى بعض المراكز بالمحافظة، حيث أكد العشرات من السائقين لليوم السابع أن استمرار الأزمة جعل بعض أصحاب محطات السولار فى رفع سعر الجالون إلى 28 جنيهاً، بالإضافة قيامهم ببيع السولار فى السوق السوداء، مما أدى إلى تناقص كمية السولار فى المحطات والتزاحم الشديد بين السائقين.
فى حين أعلنت محافظة الجيزة عن التنسيق مع وزارة البترول ووزارة التضامن الاجتماعى والهيئة العامة للبترول لزيادة كمية السولار التى ترد لكل محطة على حدة فى إطار احتواء أزمة السولار، حيث أكد الدكتور عبد الله بدوى مدير مديرية التموين الجيزة أن المحافظة أصبحت الآن لا تعانى من نقص السولار فى محطات البنزين خاصة بعد الإجراءات التى تم اتخاذها ومنها زيادة حصص المحطات وتكليف مفتش بكل محطة للإشراف على توزيع السولار لجميع المركبات والمخابز والمنشآت الأخرى المستخدمة للسولار.
وقال إنه تم التأكيد على مدير كل محطة للتنسيق مع مديرية التموين عند ورود أى كمية تزيد عن الكمية المخصصة لها للإشراف على توزيعها من قبل المديرية، مضيفاً بأن الحملات التفتيشية أسفرت عن ضبط بعض المحطات التى تمتنع عن البيع أو تبيع بأزيد من التسعيرة المقررة، وتم إحالتها للنيابة العامة على الفور للحفاظ على الكمية المعروضة من السولار بالسعر المقرر وصرفها للمركبات والمخابز.
كان المهندس سيد عبد العزيز محافظ الجيزة صرح بأن محطات الوقود الموجودة بالمحافظة لشركتين تابعتين للقطاع العام وهما شركة التعاون وشركة مصر للبترول، موضحاً أن شركة التعاون قامت بالشحن لـ7 محطات بكميات كبيرة من السولار، كما قامت شركة مصر للبترول بالشحن لـ5 محطات مع زيادة الكمية الواردة لكل محطة، لافتاً إلى أنه تم الضخ أيضا لـ5 محطات تابعة للقطاع الخاص بالمحافظة.
ضحايا السولار يتساقطون فى المحافظات.. والأزمة تهدد بغلق مصانع النسيج والمصابغ بعد توقف الكثير منها.. واستقرار فى القاهرة والجيزة بعد زيادة الكميات.. وإحالة بعض أصحاب المحطات المخالفة للنيابة العامة
الجمعة، 12 مارس 2010 07:59 م