كلنا سمعنا عنه فى الأغانى والروايات، وشاهدناه يتجسد أمام أعيننا فى الأفلام، وتأرجح فى أذهاننا كثيرا بين الحقيقة والخيال، والسؤال الآن هل هناك فعلا ما يسمى بالحب من أول نظرة؟، أم أنه محض كذب وادعاء؟، وإن وجد هل هناك تفسير منطقى له؟، أم أنه حقا كالقضاء والقدر لا تفهمه ولا تعرف سببه، وإنما فقط تعيشه؟، هذا ما بدأت به الدكتوره هبة ياسين الخبيرة في التنمية البشرية كلامها عن الحب من أول نظرة وأضافت قائلةً:
لن أجيبك على هذه الأسئلة مباشرة، ولكنى أريدك أن تعرف فى البداية بعض الحقائق والمعلومات التى ستجعلك تجيب بنفسك على كل ما جال بخاطرك من أسئلة.
عندما ترى شخصا ما لأول مرة فإنك تتعرف عليه عن طريق 3 مصادر أساسية للمعلومات، وهى المداخل الثلاثة لمشاعر الحب عند أى إنسان:
1- العين: لكل منا بعض الصفات الشكلية التى يحبها فى الجنس الآخر، فالبعض يهوى البشرة السمراء، فى حين يحب آخرون القامة الطويلة، ومنا من يفضل الوجه النحيف، إلى آخره من الصفات التى تتنوع بتنوع البشر وأذواقهم الذين لا نهاية لهم، لهذا فعندما تقابل من يظهر فيه الصفات المحببة إليك، فإنك ودون أن تشعر وقبل حتى أن تفكر تجد نفسك فى حالة انجذاب إليه، وهذه هى الخطوة الأولى.
2- الأنف: لكل منا أيضا رائحته الخاصة والفريدة، ولا أقصد هنا العطور أو ما شابه من الروائح الصناعية، إنما أعنى أن أجسامنا جميعا تفرز مادة معينة تسمى(الفيرومونتس) وهى المسئولة عن أن تجعل لكل إنسان على وجه الأرض رائحته الخاصة به والمميزة له، وأنوفنا تلتقط هذه الروائح بشكل لا واع فى الغالب، بمعنى أنك قد لا تحدد رائحة الشخص الذى أمامك، ولكنك فقط تشعر معها بالارتياح وعدم النفور، وربما لا تلعب هذه الخاصية دورها الكبير فينا نحن كبشر بقدر ما تلعبه مع بعض الحيوانات التى يعتمد التزاوج فيها بشكل أساسى على الانجذاب بالروائح، وبهذا فعندما يتحقق القبول منك لرائحة هذا الشخص، فبذلك تكون قد خطوت الخطوة الثانية نحوه.
3- العقل: وانتبه إلى هذه الحقيقة، فبالرغم من كل ما نعرفه عن أن موطن الحب هو
القلب، إلا أنك تحب أولا وأخيرا بعقلك وليس بقلبك كما توهمنا كثيرا، والدليل على ذلك:
عندما تلتقى بهذا الشخص الذى أعجبك ظاهريا يبدأ الدماغ فى إفراز بعض المواد الكيميائية مثل ( الدوبامين) وهى المادة المسئولة عن إشعارك بالراحة والطمأنينة والسكينة مع هذا الشخص، والدوبامين بشكل عام عندما ترتفع نسبته فى الدماغ يصحب ذلك ارتفاعا فى المزاج العام وتحسن فى الحالة النفسية.
ومادة أخرى هى (الفينيل ايثيل أمين) أو اختصارا (PEA)وهى المسئولة عن إشعارك بالسعادة والفرحة والإثارة المصاحبة للقاء هذا الشخص، التى تجعلك كما يقولون (طاير م السعادة) فى بداية أى علاقة.
وبناء على كل ذلك فلا يمكن أن ننكر أن هناك فعلا أحداث جمة من الممكن أن تحدث من النظرة الأولى، أو من اللقاء الأول لنكون أكثر دقة وواقعية، لكن المهم هنا أن ما يحدث هذا ليس هو الحب حقا، فمن الممكن أن نسميه انجذابا، ارتياحا، قبولا، وكل هذا يصلح كبداية لعلاقة حب متينة إذا توافرت بقية العوامل الأساسية لبناء الحب، مثل التوافق فى الطباع والاهتمامات والخطوط العامة، أما أن نسمى هذا حبا فهذا خطأ كبير يقع فيه الكثيرون، وللأسف يدفعون ثمنه غاليا فى بعض الأوقات.
الدكتوره هبه يا سين، خبيرة في التنمية البشرية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة